بينما دخلت احتجاجات الأهواز يومها العاشر، دعا ناشطون لمواصلة المظاهرات الليلية مساء السبت، خصوصاً بعد قيام السلطات بقطع الإنترنت والكهرباء في عدة مدن في الإقليم.
وأطلق ناشطون آخرون في عدة محافظات إيرانية، دعوات مشابهة للتضامن مع الأهوازيين، وذلك بينما أرسلت السلطات الإيرانية قائد الحرس الثوري حسين سلامي للإقليم من أجل احتواء الغضب.
ونشر التلفزيون الرسمي تصريحات لمحمد علي موسوي جزائري، عضو مجلس الخبراء الإيراني والممثل السابق للمرشد الأعلى في الأهواز، والذي يشار إليه بـ"الحاكم الفعلي" للإقليم نظرا للنفوذ الكبير الذي يتمتع به، وهو يهدد المحتجين واصفا إياهم بـ"المعادين للثورة والإسلام" و"الانفصاليين"، كما توعدهم بـ"أشد العقوبات"، حسب تعبيره.
وقبل ذلك زار إسحاق جهانجيري، النائب الأول للرئيس الإيراني، المحافظة يوم الجمعة بعد اتساع رقعة الاحتجاجات، وحضر اجتماعا بمقر إدارة الأزمات في خوزستان صباح السبت، قائلا إن جزءًا من مشكلة نقص المياه هو "زراعة الكثير من الأرز".
كما التقى جهانجيري، الجمعة، عقب زيارة إلى سد الكرخة، عددا من شيوخ قبائل الأهواز بحضور قادة الحرس الثوري في الأهواز، حيث أظهرت لقطات بثتها مواقع إيرانية حدوث مشادة كلامية من قبل بعض الشيوخ المشاركين والذين طالبوا بالإفراج الفوري عن معتقلي الاحتجاجات الأخيرة.
انتشار الحرس والباسيج
أما التطورات على الأرض، فقد كشف ناشطون أهوازيون أن السلطات اعتقلت عشرات الشباب ممن شاركوا بالاحتجاجات، وأكدوا أن هناك حضورا كثيفا للحرس الثوري وقوات الباسيج في العديد من مدن الإقليم، خاصة في الخفاجية والحميدية ومعشور والفلاحية ومسجد سليمان والسوس.
وأوضحوا أن السلطات فرضت حظر تجوال غير معلن في المناطق الساخنة.
وتداول ناشطون مقاطع فيديو تظهر انقطاع التيار الكهربائي بالكامل في معظم أنحاء مدينة الأهواز، عاصمة الإقليم، مساء الجمعة وفي وقت مبكر من صباح السبت.
رغم كل هذا، استمرت الاحتجاجات في حي علوي في الأهواز، مساء الجمعة، حيث كسر شبان في المنطقة حصار قوات الأمن مرة أخرى وهتفوا بشعارات تطالب بحقوقهم وإنهاء سياسة التهجير القسري والعنصرية الممنهجة المعادية للعرب في المنطقة.
كما قطع المتظاهرون في منطقة البو رومي الطريق من الأهواز إلى ميناء معشور المطل على الخليج العربي وذلك بإحراق الإطارات.
وشهدت مدينة معشور احتجاجات الأهالي على الرغم من وجود عدد كبير من القوات الأمنية حيث تظهر مقاطع الفيديو حشوداً أمنية كبيرة وسماع صوت إطلاق على المتظاهرين الذين كانوا يهربون للاختباء خلف الجدران وأعمدة الكهرباء.
9 قتلى ومئات المعتقلين
إلى ذلك، أفاد شهود عيان ونشطاء محليون بأن أجهزة الأمن قامت بحملة اعتقالات واسعة النطاق لناشطين ومتظاهرين.
كما نشرت منظمة حقوق الإنسان الأهوازية (AHRO) ومقرها في بروكسل، قائمة بأسماء أكثر من 350 معتقلاً أهوازيا، وذكرت أنه تم نقلهم إلى أماكن مجهولة.
في الوقت نفسه، نشرت وكالة "هرانا" التابعة لمجموعة ناشطي حقوق الإنسان الإيرانيين في الخارج، تقريراً يفيد بأنه تم التحقق حتى الآن من أسماء 9 أشخاص قتلوا في احتجاجات الأهواز.
الجدير ذكره أن مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت كانت أدانت قمع الاحتجاجات السلمية في الإقليم وأصدرت بيانًا حثت فيه المسؤولين الإيرانيين على تركيز جهودهم على حل الأزمة بدلاً من استخدام العنف والقوة المميتة ضد المتظاهرين بسبب شحّ المياه.
أما منظمة العفو الدولية ومقرها في لندن، فدعت إلى إنهاء حملة القمع ضد المتظاهرين في الأهواز مستشهدة بمقتل 8 متظاهرين على الأقل بينهم مراهق باستخدام الأسلحة والرصاص المباشر من قبل قوات الأمن الإيرانية.
إلى ذلك، شهدت احتجاجات الأهواز تضامنا كبيرا من مختلف المناطق داخل ايران، وهناك دعوات أطلقت السبت في أقاليم القوميات مثل أذربيجان وبلوشستان للتضامن مع الاحتجاجات.
العربية.نت