أخبار لبنان

تشكيل الحكومة يدخل مرحلة "حاسمة" اليوم؟ ‏

تم النشر في 2 آب 2021 | 00:00


كتبت صحيفة " الشرق الأوسط " تقول : قال مصدر نيابي لبناني بارز ‏إن تشكيل الحكومة يدخل اليوم (الاثنين) في مرحلة ‏حاسمة يمكن أن ‏يضيء على المسار العام الذي ستبلغه من خلال ما سيتوصل ‏إليه لقاء ‏رئيس الجمهورية ميشال عون بالرئيس المكلف بتشكيلها نجيب ‏ميقاتي، ‏والمخصص للانتهاء من التوزيع الطائفي للحقائب الوزارية ‏كشرط للانتقال إلى ‏إسقاط أسماء الوزراء عليها. وأكد المصدر لـ"الشرق ‏الأوسط" أنه لا يمكن ‏استباق النتائج المرجوة من لقائهما، وصولاً إلى ‏التسرع في إصدار الأحكام ‏عليها سواء أكانت إيجابية أم سلبية‎‏.‏

ولفت المصدر النيابي البارز إلى أن البحث الجدي في تأليف الحكومة ‏ينطلق من ‏تبني ما كان اقترحه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في ‏مبادرته باعتماد تجزئة ‏تأليفها إلى طبقتين: الأولى تتعلق بالتفاهم حول ‏التوزيع الطوائفي للحقائب كشرط ‏للانتقال إلى الطبقة الثانية الخاصة ‏بإسقاط أسماء الوزراء على هذه الحقائب. ‏وأكد أنه من غير الجائز القفز ‏فوق ضرورة التلازم بينهما لئلا تغرق عملية ‏التأليف في مراوحة تؤدي ‏بها إلى المربع الأول‎‏.‏

وكشف أن ميقاتي أبدى مرونة لا حدود لها في اجتماعه الأخير بعون ‏الذي ركز ‏فيه على التوزيع الطوائفي للحقائب، مقترحاً ترحيل الاتفاق ‏حول حقيبتي الداخلية ‏والعدل إلى ما بعد التفاهم على توزيع الحقائب ‏الأخير، وقال إن هذا لا يعني بأن ‏الاتفاق عليها قد أنجز بصورة نهائية‎‏.‏

وأكد المصدر نفسه أنه يأمل بأن يتوصل عون وميقاتي في اجتماعهما ‏اليوم إلى ‏اتفاق نهائي يتعلق بالتوزيعة الطوائفية للحقائب، تمهيداً للتفاهم ‏على صيغة نهائية ‏تتعلق بإسقاط أسماء الوزراء على الحقائب، مع أن ‏المسؤولية في التأخير الذي ‏يعوق التوصل إلى اتفاق نهائي لا تقع على ‏عاتق ميقاتي، وإنما على الآخرين ‏الذين يرفضون اعتماد المعايير ‏والمواصفات نفسها، سواء في توزيع الحقائب أم ‏في اختيار الوزراء‎‏.‏

وغمز المصدر النيابي من قناة رئيس الجمهورية، محملاً إياه القسط ‏الأكبر من ‏المسؤولية في عدم الإسراع بتشكيل الحكومة لأنه يريد أن ‏يطبق اختيار الوزراء ‏من مستقلين واختصاصيين على فريق دون الآخر، ‏محتفظاً لنفسه بتسمية وزراء ‏لا غبار عليهم في انتمائهم للفريق السياسي ‏المؤيد له‎‏.‏

ورأى في العقوبات التي يلوّح بها الاتحاد الأوروبي بأنها "سياسية ‏بامتياز"، ‏وقال إنه يخوضها بدعم من الولايات المتحدة الأميركية، على ‏طريقة أنه يلوح ‏بعصا العقوبات ولا يضرب بها. وسأل ما إذا كان الهدف ‏منها تزويد بعض ‏الأطراف التي تتحدث باسم الحراك المدني بجرعة من ‏الدعم المعنوي تأتي ‏استكمالاً لتوفيره الدعم المالي لها رهاناً منه على ‏قدرتها بأن تكون بمثابة رأس ‏حربة في إحداث تغيير من خلال خوضها ‏للانتخابات النيابية في ربيع 2022‏‎‏.‏

وأضاف بأن الغرب بات يراهن كلياً ومنذ الآن على هذه المجموعات ‏في ‏خوضها للانتخابات النيابية لتحصد المقاعد النيابية التي تتيح لها بأن ‏تمتلك كلمة ‏الفصل في إعادة تكوين السلطة في لبنان، وقال بأنه يخصص ‏المؤتمر الدولي ‏لدعم لبنان الذي ينعقد بالتزامن مع مرور عام على ‏‏"جريمة العصر" التي تسبب ‏في ها الانفجار الذي استهدف مرفأ بيروت ‏لتوفير رزمة من المساعدات ‏للمؤسسات والهيئات المنضوية في المجتمع ‏المدني، فيما يحجبها عن الدولة ‏طالما أن الحكومة الجديدة لم تتشكل حتى ‏الساعة، ويأخذ على المنظومة الحاكمة ‏انضواءها في الفساد وهدر المال ‏العام‎.‎

وتطرق المصدر النيابي إلى ادعاء المحقق العدلي في جريمة مرفأ ‏بيروت ‏القاضي طارق بيطار على ثلاثة وزراء سابقين هم النواب نهاد ‏المشنوق وعلي ‏حسن خليل وغازي زعيتر طالباً رفع الحصانة النيابية ‏عنهم، يشكل مخالفة ‏للدستور وللتحقيقات الجارية، وقال: لا يمكن لأي ‏شخص كان الوقوف ضد جلاء ‏الحقيقة وتحديد المسؤولية وصولاً إلى ‏محاكمة من يثبت ضلوعه في التفجير ‏سواء بجرم الإهمال أو التقصير أو ‏الاشتراك من حيث لا يدري في هذه ‏الجريمة‎‏.‏

لكن المدخل للادعاء على أي كان يكمن في تطبيق الدستور الذي ينص ‏على ‏إحالة المدعى عليهم إلى المحكمة العليا لمحاكمة الرؤساء والوزراء ‏أو أن يكون ‏البديل في إلغاء القوانين والمواد الدستورية وعندها يحق ‏للمحقق العدلي التحقيق ‏مع المتهمين والاستماع إلى أقوالهم، إضافة إلى ‏الآخرين لانتفاء الحاجة إلى ‏طلب رفع الحصانة بإلغاء كل القوانين ‏والمواد التي تشترط محاكمتهم أمام ‏المحكمة الخاصة بالرؤساء ‏والوزراء‎‏.‏

وفي هذا السياق، سأل مصدر سياسي ما إذا كان القاضي بيطار استمع ‏إلى إفادة ‏رئيس الجمهورية الذي أبدى استعداده للإدلاء بها أمام المحقق ‏العدلي أو أن ‏استعداده لا يزال بمثابة الإعلان عن نياته التي تبقى في ‏حدود استعداده الإعلامي ‏من دون أن يتطور وصولاً للوقوف على إفادته؟‎

كما سأل المصدر نفسه عن صحة ما أخذ يتردد في الساعات الماضية ‏بأن ‏القاضي بيطار انتقل إلى القصر الجمهوري في بعبدا واستمع إلى ‏المدير العام ‏لأمن الدولة اللواء طوني صليبا في المكتب الخاص بمستشار ‏عون الوزير ‏السابق سليم جريصاتي، بدلاً من أن يستمع إليه في مكتبه ‏في وزارة العدل ‏كمدعىً عليه كان طلب من رئيس الحكومة المستقيلة ‏حسان دياب بأن يعطيه ‏الإذن لملاحقته باعتبار أنه يتبع إليه مباشرة؟

وبانتظار أن يبادر القاضي بيطار إلى توضيح ما تردد حول استماعه إلى ‏أقوال ‏اللواء صليبا لتبيان الحقيقة، فإن موافقة دياب على إلحاق الأخير ‏بالمجلس ‏الأعلى للدفاع، بناء لاستشارة صدرت في هذا الخصوص عن ‏هيئة التشريع ‏والقضايا في وزارة العدل، يفترض ألا تقدم أو تؤخر في ‏سياق إصراره على ‏ادعائه عليه‎‏.‏

فالمصدر السياسي نفسه اعتبر لـ"الشرق الأوسط" بأن قرار دياب بإلحاق ‏اللواء ‏صليبا بالمجلس الأعلى ما هو إلا هفوة أو سقطة بصريح العبارة ‏لن يكون لها ‏من مفاعيل سياسية وعدلية لأنه يتبع له مباشرة ومن غير ‏الجائز إلحاقه بهيئة ‏استشارية لا هيكلية إدارية لها ولا يحق لها اتخاذ ‏القرارات ويبقى دورها في ‏إطار رفع التوصيات إلى مجلس الوزراء ‏الذي يعود له اتخاذ القرارات بما يراه ‏مناسباً‎‏.‏

كما أن إلحاق صليبا بالمجلس الأعلى يطرح مصير الادعاء عليه، وهل ‏أعطي ‏القاضي بيطار الضوء الأخضر لملاحقته؟ ومن هي الجهة المخولة ‏اتخاذ القرار ‏لمثوله أمامه؟ خصوصاً أنه كان أعلم عون بمراسلته له ‏بوجود نترات الأمونيوم ‏في مرفأ بيروت قبل أن يعلم دياب بها، وهذا ما ‏اعترف به عون عندما قال في ‏العلن بأن لا صلاحية له بالتدخل، إضافة ‏إلى أنه لم يطلع مجلس الدفاع على ما ‏احتوته المراسلة التي تسلمها من ‏صليبا‎‏.‏


لذلك رأى المصدر نفسه بأن هذه الأسئلة تبقى مشروعة وفي حاجة إلى ‏أجوبة ‏لأن معظمها لا يؤثر على سرية التحقيقات التي تتعلق بمن أحضر ‏هذه المواد ‏ولمصلحة من؟ إضافة إلى تحديد دور القضاء في تفريغ ‏حمولة الباخرة لهذه ‏المواد وتخزينها‎‏.‏

وعليه، فإن لقاء اليوم بين عون وميقاتي سيكون موضع ملاحقة محلياً ‏ودولياً ‏لاستقراء ما إذا كان سيشكل أول محاولة لإحداث خرق يمكن ‏التأسيس عليه ‏للانتقال بمشاورات التأليف من المراوحة إلى البحث الجدي ‏لأن لا مصلحة في ‏الإبقاء عليها مفتوحة إلى ما لا نهاية، فيما لا يحتمل ‏البلد مزيداً من هدر الوقت ‏بحثاً عن جنس الملائكة، رغم أن المطلوب من ‏عون بأن يلاقي ميقاتي في ‏منتصف الطريق ليبعد عن نفسه شبهة ‏التعطيل التي لا تزال تلاحقه وأخذت ترتد ‏عليه سلباً بعد أن أعاق مهمة ‏الرئيس سعد الحريري ما اضطره للاعتذار عن ‏تشكيل الحكومة‎.‎




الشرق الاوسط