أخبار لبنان

الجنوب على قلق.. ونصرالله ساخط! ‏

تم النشر في 8 آب 2021 | 00:00

كتبت صحيفة النهار تقول: على كثير من الحذر والمناخات المشوشة والمربكة ‏انحسرت امس أجواء التوتر الشديد التي واكبت التدهور الأمني في الجنوب خلال ‏الأيام السابقة فيما بدا مستبعدا ان تتدهور الأمور في اتجاه مواجهة واسعة بين ‏إسرائيل و" حزب الله " بعد تبادل القصف المدفعي والصاروخي الجمعة الماضي . ‏وعادت الى الواجهة غداة التصعيد جنوبا الازمات الحياتية والمعيشية الخانقة التي ‏يعاني منها اللبنانيون وسط اقسى الظروف التي لم يشهدوا مثيلا لها حتى إبان ‏حقبات الحروب فيما بدا من الصعوبة الكبيرة اطلاق التوقعات حول عملية تاليف ‏الحكومة وما اذا كان كلام الإيجابيات الذي انتهت عليها لقاءات الرئيس المكلف ‏نجيب ميقاتي مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيكون قابلا عمليا للترجمة ‏القريبة ام ان مماحكات التاليف قد عادت الى سابق عهدها كما انتهت اليه قبيل ‏اعتذار الرئيس سعد الحريري . وفي اعتقاد أوساط متابعة ووثيقة الصلة بالأجواء ‏التي واكبت اللقاءات الستة بين عون وميقاتي ان أسبوعا او عشرة أيام على الأكثر ‏ستكون فترة كافية بل وحاسمة لاستكشاف ما اذا كان قرار الحكم قد تغير مع ميقاتي ‏وتاليا فان حلحلة العقد تغدو معقولة وواردة بما يفصح عن كلمة سر من شانها ان ‏تطلق الحكومة الجديدة من أسرها . او ان تمضي الفترة ولا يسجل أي جديد إيجابي ‏فعلا وتبقى عملية التأليف قيد الشروط والعقد والمطالب المتشددة وعندها سيكون ‏التثبت من وجود توزيع إدوار لن يكون ممكنا اقناع احد بعدم وجوده بين العهد ‏وحزب الله لدوافع تتقاطع عند تعطيل تاليف الحكومة الجديدة كما فعلوا مع سعد ‏الحريري . ومع ان أي جديد معلن لم يبرز امس في الملف الحكومي فيبدو ان عدم ‏الاتفاق بعد على موعد اللقاءالسادس بين الرئيسين عون وميقاتي لا يشكل مؤشرا ‏عاجلا على تحرك استثنائي للسلطة وربما تتفاقم الأمور في اتجاهات اكثر سلبية .‏

وفي غضون ذلك وغداة تقديم لبنان شكوى الى مجلس الامن الدولي ضد اسرائيل ‏مدينا القصف على اراضيه، حذرت تل ابيب من أن هجمات "حزب الله" عليها ‏ستقود إلى "كارثة ودمار كبير" في لبنان. ووجه السفير الإسرائيلي لدى الولايات ‏المتحدة والأمم المتحدة، جلعاد إردان، شكوى إلى مجلس الأمن الدولي والأمين العام ‏للأمم المتحدة، دان فيها بشدة إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية على ‏إسرائيل. وقال إردان في الرسالة إن "إسرائيل تعتبر حكومة لبنان مسؤولة عن كل ‏ما يحدث في أراضيها، وقد تؤدي هجمات "حزب الله" الإرهابية إلى كارثة ودمار ‏كبير في لبنان".وتابع إن "حزب الله" يحاول صرف الانتباه عن مسؤوليته عن ‏انهيار البلاد. وعلى المجتمع الدولي أن يضمن عدم استغلال "حزب الله" لأي ‏مساعدات تصل لبنان لأغراضه الإرهابية"، مؤكداً أن "الهجوم الإرهابي لـ "حزب ‏الله" وعدم كفاءة الحكومة اللبنانية سيتسببان بكارثة كبيرة لكل لبنان. ولن تسمح ‏إسرائيل بإلحاق الأضرار بمواطنيها، ولن تتردد في الرد وتدمير البنية التحتية لـ ‏‏"حزب لله" المنتشرة في أنحاء لبنان والتي تهدد إسرائيل وموطنيها".‏

كما دانت الولايات المتحدة، بأشد العبارات هجمات حزب الله على إسرائيل. ‏وحضت وزارة الخارجية الأميركية، الحكومة اللبنانية على منع عناصر حزب الله ‏من إطلاق صواريخ نحو إسرائيل، قائلة إن العنف يعرّض الإسرائيليين واللبنانيين ‏للخطر، ويهدد استقرار لبنان وسيادته. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد ‏برايس، "ندعو الحكومة اللبنانية بشكل عاجل إلى منع هجمات كهذه وبسط ‏سيطرتها على هذه المنطقة"، وتسهيل مهمة قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل في ‏جنوب لبنان، مضيفاً: "نشجع بشدة كل الجهود للحفاظ على الهدوء"،.وأكد برايس ‏أن واشنطن على اتصال مع المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين ومع الجيش اللبناني

وفي المقابل اعتبر الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في كلمة القاها ‏لمناسبة حرب تموز 2006 "أن أهم إنجاز تاريخي استراتيجي للحزب هو توفير ‏الردع مع العدو وتثبيت الطمأنينة للناس وأيضا الأمن والأمان خلال خمسة عشر ‏عاما". وأكد "أن أهم مسؤولية تقع على عاتق الجميع هي الحفاظ على انتصارات ‏حرب تموز، لأنها أتت بتضحيات جسام، رابطا بينها وبين ما تم انجازه في ‏انتصار سيف القدس". وتوجه بالسؤال للناس: "لماذا اسرائيل لم تقم بشن غارات ‏على لبنان خلال السنوات الماضية ". وأجاب: "انها بسبب المقاومة والخشية من ‏حصول معركة معهم وتدحرجها الى حرب يخشى العدو نتائجها، وليس لاحترامهم ‏القوانين الدولية أو لأخلاقياتهم التي تجعلهم يرتكبون المجازر". وأعلن ان "العدو ‏خائف على وجوده بسبب تصاعد المقاومة في فلسطين ولبنان وغيرها، وبسبب ‏الانقسامات في اوضاعه الداخلية". وأبدى أسفه "لمساعدة بعض اللبنانيين لتحقيق ‏العدو اهدافه لجهة سعيهم لاضعاف لبنان وقوته، متوقفا عند قلق العدو الوجودي من ‏امتلاك المقاومة صواريخ دقيقة، كاشفا عن ان جميع اهداف غارات العدو ‏الاسرائيلي في سوريا لم تتحقق".‏

وتطرق الى ما حصل قبل ايام، واصفا إياه بالخطير جدا، وقال أن العدو شن ‏غارات جوية على منطقة الشواكير قرب مخيم الرشيدية وفي الجرمق في منتصف ‏الليل لإرعاب الناس، ظنا منه أن الغارات ستمر من دون رد وهذا يعني تغيير ‏قواعد الاشتباك، ولذلك كان لا بد من أن نرد". وأضاف: "لو تأخر ردنا على ‏غاراتهم الجوية لكان بلا معنى، ولذلك قررنا أن يكون ردنا سريعا"، مبددا تحليلات ‏من أسماهم ب"فلاسفة السياسة عندما أخضعوا ردنا لعوامل اقليمية ودولية، نافيا أن ‏يكون للعامل الايراني أي دور".‏

وقال ان " ما قامت به إسرائيل من عدوان قبل أيام خطير جداً ولم يحصل خلال ‏‏15 عاماً وقررنا الرد فوراً، أردنا بالفعل في الميدان أن أي غارة جوية لسلاح ‏الجو الإسرائيلي سيتم الرد عليها حتما ولكن بشكل مناسب ومتناسب".‏

أضاف مخاطبا إسرائيل "لا تراهن يا عدو على تشرذم بيئة "حزب الله" وكل ‏المساحة اللبنانية ممنوع أن تتعرض لها بغارة جوية حتى في الأرض ، "تقصف ‏بنقصف". نحن لا نبحث عن حرب ولكننا جاهزون لها واكبر حماقة يرتكبها العدو ‏عندما يقرر الحرب مع لبنان والرد ليس محصوراً في مزارع شبعا.‏

ووصف الحادثة في شويا لانها " كانت مشينة وخطيرة وشبابنا التزموا الصبر وهم ‏ضمانة لبنان ومن اعتدوا عليهم هم من غير عالم وما حصل لم يكن شيئا بسيطا ‏ولا عابرا وله دلالات خطيرة ".‏

على خط آخر، أطلقت الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، خطة "الاستجابة ‏للطوارئ" بقيمة 378.5 مليون دولار "لدعم الأشخاص الأكثر ضعفا" في لبنان. ‏وبموجب بيان من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، ستوفر ‏هذه الخطة "الدعم الإنساني المنقذ للحياة لـ1.1 مليون من اللبنانيين الأكثر ضعفا ‏والمهاجرين المتأثرين بالأزمة المستمرة"، مضيفا ان "لبنان يعاني حاليا من ‏الانهيار الاقتصادي والمالي، ومن جائحة كورونا، فضلا عن الآثار الكارثية ‏لانفجار مرفأ بيروت الذي وقع قبل عام وتأثير الأزمة السورية". وعرّفت الخطة ‏الأشخاص "الأكثر ضعفا" بأنهم فئات من اللبنانيين والمهاجرين المتضررين من ‏الأزمة، حيث سيتم تقديم "المساعدة المباشرة للنساء والأطفال والرجال الذين هم ‏بأمس الحاجة إلى مساعدتنا".وتعتبر الخطة الجديدة مكملة لبرامج الأونروا ولخطة ‏لبنان للإستجابة للأزمة السورية، بما فيها اللاجئين السوريين والفلسطينيين ‏والمجتمعات المضيفة.وبحسب الأمم المتحدة، فإن "الخطة تم تطويرها لمدة 12 ‏شهراً بقيادة منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان نجاة رشدي والفريق ‏القطري للعمل الإنساني".‏


النهار ‏