أخبار لبنان

في مثل هذا اليوم: ١٤ آب ١٩٧٦ مجزرة تل الزعتر.. خطّة أعدها ميشال عون ‏لـ"القوات اللبنانية"‏

تم النشر في 14 آب 2021 | 00:00

ما كان مستحيلًا في منتصف تسعينيات القرن الماضي، وحلمًا بعيدَ المنال مطلع ‏العام الجاري، وهمسًا ودندنة وتسريبات في الصحف اللبنانيّة مطلع الشهر ‏الماضي، أصبح اليوم واقعًا وعيانًا: ميشال عون رئيسًا للجمهورية اللبنانيّة.‏

وعون، القادم من معارك الحرب الأهلية اللبنانيّة ومجازرها، الرافض لاتفاق ‏الطائف الذي أنهاها، لا يخجل من تاريخه العسكري ولا ينكره بل يتبجّح به، ‏وتحدّث عنه في أكثر من مناسبة، وأهمه دوره الذي جاهر به في مجزرة تل ‏الزعتر، التي أودت بحياة أكثر من 3000 شهيد فلسطيني، خلال حصار استمر ‏أكثر من خمسين يومًا، في واحدة من أبشع الجرائم ضد شعبنا الفلسطيني.‏

ففي مقابلة أرشيفية مسجّلة معه، قال عون إنه أشرف على 'خطة تطويق تل الزعتر ‏بغية تحريره، وطرحت عليهم التفاوض حتى يفتحوا الطرقات ويجرّدوه من السلاح ‏‏(في إشارة إلى مخيم تل الزعتر)، ولكن الأمور سارت على غير ما يرام، ظلت ‏الأوامر تعطى للفلسطينيين بأن يقاموا، ظل الحصار 52 يومًا، اعتقد، وما خرج ‏الفلسطينيون، وتأتيهم الأوامر بأن قاوموا وقاوموا'.‏

وبعد تلك المقاومة، يقول عون 'صار في ملل وضجر، وشالوه للمخيّم'، دون أن ‏يبدي أي أسف أو ألم لما تم داخل المخيم من مجازر مروّعة، بل وبرّر ذلك بهدوء ‏أعصابٍ، قائلًا 'قد يكون حصل تجاوزات لأنهم غير عسكريين'.‏

وفي سياق التبجّح في تاريخه العسكري ذاته، رد عون على صورته مع قادة جيش ‏الاحتلال الإسرائيلي في العاصمة اللبنانيّة، بيروت، مصافحًا إياهم ومبتسمًا، بالقول ‏إنها 'ليست سرًا' دون أن يأسف لها، بل بررها بالتذرع أنها قديمة ونشرت في ‏صحف عالمية كثيرة في العام 1982، إبان حصار بيروت.‏

وبعد التوصل لاتفاق الطائف، الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانيّة، رفض عون تسليم ‏قصر بعبدا لحكومة الوحدة الوطنية، إلى أن تم إقصاؤه من القصر في عملية ‏مشتركة لبنانية سورية وفر من القصر هاربًا إلى السفارة الفرنسية، التي سمحت ‏له، في الثامن والعشرين من آب/أغسطس 1991، أي بعد عام من فراره، بمغادرة ‏البلاد إلى منفاه الاختياري في فرنسا.‏

وفي فرنسا، بدأ عون حراكًا من أجل 'طرد الاحتلال السوري من لبنان'، وصل ‏ذروته أثناء 'شهادته' في الكونغرس الأميركي، في السابع عشر من أيلول/سبتمبر ‏‏2003، أي بعيد احتلال العراق بأشهر معدودة، دعا فيها إلى تمرير فوري لقانون ‏‏'محاسبة سورية واستعادة سيادة لبنان'، متهمًا النظام السوري بأنه حوّل لبنان إلى ‏أرض خصبة وملاذ آمن للإرهاب.‏

أما حول حزب اللبناني، الذي أوصل عون إلى رئاسة الجمهورية، عبر رفضه ‏اختيار زعيم تيار المردة، سليمان فرنجية، رئيسًا للبلاد، مطلع العام المقبل، فقد ‏رفض عون تأييد عملياته ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي البتّة، قبل أن يتحالف معه ‏لاحقًا دون أن يخفي رغبته بأنه يفعل ذلك، كما فعل كل ما سبق، دومًا، من أجل ‏الوصول لرئاسة الجمهورية.‏