رغم ما تحمله نتائج امتحانات شهادة الثانوية العامة في لبنان من الفرح والفخر والاعتزاز الى الطلاب الناجحين والمتفوقين وعائلاتهم ، الا ان الفرحة بها تحل هذا العام ممزوجة بغصة التأثر بالأزمات والمآسي التي يعيشها اللبنانيون ، والتي تدفع كثيرين من الخريجين لطرق أبواب الهجرة لمتابعة دراستهم في الخارج ، وكأن شهادة التخرج والنجاح اصبحت جواز سفر !
" عم يطفشونا" .. تقول الطالبة المتفوقة نادين الحاج شحادة ابنة بلدة شحيم في اقليم الخروب ( من ثانوية رفيق الحريري في صيدا) ، والتي احرزت المرتبة الأولى في لبنان في شهادة الثانوية العامة – فرع العلوم العامة ونالت معدل 19.4/20 (350 علامة من أصل 360).
عبارة تختصر شعوراً تتشاركه نادين مع زملائها من الأوائل في لبنان، فتقول : "هو مزيج بين الفرح وبين الحسرة ، الفرح بالنجاح والتفوق والحسرة والتأثر بالأوضاع الراهنة التي يعانيها بلدنا في ظل الظروف الصعبة التي نعيش ".
نادين التي ستكمل دراستها الجامعية في فرنسا باختصاص ليسانس الرياضيات والمعلوماتية، تقول انها " ما كانت لتفكر بالسفر لو لم يكن الوضع في لبنان كما هو اليوم ". وتضيف " للأسف كل الأوضاع الى أسوأ ولا اجواء تحفز . لذلك كل الأدمغة والتلامذة المتفوقين يفتشون عن فرص في الخارج حيث يبرعون ويتميزون .. لا أحد يحب ان يترك بلده ، لكن مضطرين للهجرة لأن ما فينا نكمل هيك" .
لكن رغم ذلك – تقول نادين لـ" مستقبل ويب" - انها فخورة بما حققت وانه " رغم صعوبة السنة الدراسية واستثنائيتها بكل المقاييس ورغم ان التعليم فيها كان عن بعد الا انني أكملت بالدرس وبجهود الأساتذة والمدرسة وبنتيجة والحمد لله "بتبيض الوجه " وتحفزني للجامعة ".
وتستدرك نادين بالقول " اكيد الواحد يبقى متعلقا بجذوره ومهما بعدنا عن لبنان لدينا انتماء لوطننا ولدينا حس المسؤولية اننا عندما ننجح سنعود لنساعد بلدنا ونشارك في بنائه ".
نادين التي تهوى القراءة ومشاهدة مباريات التنس والمسلسلات ، تقول انها تهدي تفوقها والنتيجة المميزة التي حققتها الى " اساتذتي الذين تعبوا معنا وبذلوا جهوداً كبيرة رغم ظروف التعليم الصعبة هذا العام ، اشكرهم على كل جهودهم وتعبهم معي ، واتوجه بالشكر الخاص الى اهلي الذين وقفوا الى جانبي وساهموا بان احقق هذا التفوق والتميز بكل ما أقوم به ".
رأفت نعيم