أخبار لبنان

‏"النهار": المحاصصة إلى تمهّل… على مشارف الانفجار‎!‎

تم النشر في 18 آب 2021 | 00:00

‎ ‎كتبت صحيفة " النهار " تقول : اذا كان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي اعتذر لكثافة ‏إطلالاته من بعبدا، لئلا يفسر سلباً ‏احتجابه عن الكلام، فان ذلك لم يكفل في المقابل ‏حجب المهزلة الفاقعة التي تدور حلقاتها ‏امام رأي عام يشهد أسوأ ما عرفه شعب ‏في العالم من مآس وكوارث وفواجع، وفي قمة ‏الفواجع سلوكيات السلطة المقيمة ‏على مصيره. فقد بدا مخيفا بكل المعايير ان تبلغ ‏مستويات الاختناقات المعيشية ‏والخدماتية والشلل والجفاف في كل القطاعات تحت وطأة ‏أسوأ ازمة محروقات ‏شهدها بلد في العالم، هذا السقف المفجع فعلاً فيما يتمادى الترف ‏القاتل في يوميات ‏اجتماعات مسار تأليف الحكومة المتهادي، وكأن ثمة في قمة السلطة ‏اللبنانية من لا ‏يعرف ولا يتناهى اليه ولا يدرك ان لبنان بات في قعر قعر ذاك الجحيم‎.‎

وسط "علك الصوف " الكلامي المتسرب عن محاصصات الكراسي والحقائب ‏الوزارية، ‏تعصف بالبلاد اعاصير أزمات المحروقات والدواء والخبز، وتتكثف ‏معالم التفلت والفوضى ‏الأمنية المقلقة من مثل ما حصل امس في احراق محطة ‏محروقات في الكفاءات وظهور ‏عصابة مسلحة بكل السلاح الظاهر واطلاق قذائف ‏صاروخية على المحطة، ثم احتراق ‏محطة للكهرباء في قصقص ليلا، وفي المقابل ‏كان يجري قطع طرق واوتوسترادات ‏كطريق جبيل الساحلية وسواها احتجاجا ‏على انقطاع المحروقات او توقيف عدد من ‏الناشطين في دعوى الاعتداء على ‏منزل النائب طارق المرعبي. كل هذا التصعيد المثير ‏للقلق الكبير من انفجار لا بد ‏حاصل لم يثن المعنيين عن قصور هائل تمثل في ترك ‏التداعيات المتفجرة للخلاف ‏على وقف الدعم عن المحروقات من دون حل، فبقيت الازمة ‏تتصاعد وتتخذ ‏وجوهاً بالغة القسوة على الناس خصوصاً وسط فضيحة الفضائح التي ‏تتكشف ‏فصولها تباعاً مع اعلان الجيش والقوى الأمنية العثور على عشرات ‏المستودعات ‏في مختلف المناطق والتي تخزن فيها ملايين الليترات من المازوت ‏والبنزين. وقدر الجيش ‏الكميات المضبوطة من المحروقات خلال حملته في الأيام ‏الأخيرة بحدود ستة ملايين ليتر‎.‎

‎ ‎

‎ في الحادي عشر

ومع ذلك راهن كثيرون على ملامح حلحلة للتعقيدات التي لا تزال تحول دون ولادة ‏سريعة ‏وملحة للحكومة ينتظرها العالم الخارجي كما الرأي العام الداخلي كبداية ‏يتيمة لا بديل منها ‏لبدء وقف المعاناة المخيفة التي يرزح تحتها اللبنانيون. ومع ذلك ‏ظل كلام المحاصصات ‏والاشتراطات وتوزع الحقائب يملأ فضاء بعبدا التي لوحظ ‏انها تتبع "دوائرها " منذ أيام ‏تكتيكاً جديداً غير موفق يعتمد استباق كل اجتماع ‏إضافي بين رئيس الجمهورية ميشال عون ‏والرئيس ميقاتي بضخ وتسريب الكثير ‏من الأجواء المفرطة في التفاؤل كما بشرت امس ‏بولادة للحكومة "خلال الساعات ‏المقبلة" ليتبين لاحقا ان التعقيدات ذللت نسبياً في ظل ‏‏"زيادات" طارئة مع التوغل ‏في تعقيدات التسميات وتوزيع الحقائب وتقاسمها‎.‎

وحاول ميقاتي بعد الاجتماع الحادي عشر البارحة في قصر بعبدا عدم القطع مع ‏الأجواء ‏التفاؤلية من دون الابتعاد عن تحفظه فأوضح: "نحن نستكمل المشاورات ‏وهناك نية لدى ‏الجميع بتشكيل حكومة جديدة. فعدم تشكيل حكومة هو خطيئة كبرى ‏بحق الوطن" ووصف ‏الحوار مع رئيس الجمهورية بانه "إيجابي، ونتمنى أن تبصر ‏الحكومة النور قريباً‎".‎

وحاول تبديد الأجواء عن عقبة تسمية وزير للداخلية، فقال: "من الذي قال ان هناك ‏عقبة ‏اساسية تسمى وزارة الداخلية؟ هذا كلام ورد في الصحف. المهم بالنسبة الي ‏ان أزيل اي ‏عقبة او عقدة موجودة في مسار #تشكيل الحكومة". كما نفى ان يكون ‏سليمان فرنجية ‏عاتبا عليّه وقال "سليمان بك فرنجية يعلم تماماً أن لا حكومة من ‏دون تمثيل يليق به ‏وكتلته." كما كرر انه "لا يرتبط بتوقيت معين، فنحن نبذل كل ‏جهدنا لإزالة كل العقبات ‏الموجودة " واكد ان الرئيس سعد الحريري "يدعم تشكيل ‏الحكومة وأنا على اتصال مستمر ‏معه ومع رؤساء الوزراء السابقين بل هو يشجع ‏تشكيل حكومة بأسرع وقت" وقال "هناك ‏بعض العقبات التي لا تزال موجودة ‏ونعمل على تذليلها. ولا تزال امامنا الامتار الاخيرة من ‏سباق التشكيل وإن شاء الله ‏نحن نعمل على حلها بطريقة لائقة ومقبولة من قبل الجميع‎".‎

وافادت معلومات ان عملية غربلة الاسماء بدأت والنقاش يجري لاختيار اسماء ‏ترضي ‏الداخل والمجتمع الدولي للحصول على المساعدات. واشارت الى ان حقيبة ‏الطاقة ستكون ‏من حصة رئيس الجمهورية وان تيار "المردة" طلب الحصول على ‏أكثر من حقيبتين إلا أنّ ‏الاتصالات أفضت إلى الاتفاق على حقيبتين فقط. كما ‏اشارت معلومات الى ان حقيبة ‏الاتصالات حسمت مبدئيا للمردة، اما حقيبة الطاقة ‏فالاتجاه لأن تكون ضمن حصة رئيس ‏الجمهورية لكن باسم توافقي، وان الحقائب ‏التي لا تزال محور نقاش لناحية الاسماء هي ‏العدل والداخلية التي تردد ليلا انها ‏حسمت للواء ابرهيم بصبوص، وآلت حقيبة الثقافة الى ‏القاضي محمد مرتضى (قريب ‏من حزب الله)، والمال والزراعة الى الرئيس نبيه بري، والتربية ‏للاشتراكي، ‏والاشغال لـ "حزب الله" ايضا‎.‎

أشارت مصادر في بعبدا لـ"النهار" الى أنّ "هناك تقدّماً في الملف الحكومي الذي ‏استكمل ‏فيه الرئيسان بعض النقاط على أن يلتقيا مجدّداً في الساعات الـ48 المقبلة ‏بعد مواصلة ‏التشاور لا سيّما أنّ ثمّة تفاصيل تستدعي ذلك". وقالت هذه المصادر ‏أنّه "ذللت نسبة ‏كبيرة من النقاط العالقة ونقاط أخرى يتمّ العمل على تذليلها إنّما في ‏الإجمال ثمّة حلحلة". ‏وأضافت: "بات توزيع الحقائب تقريباً مكتملاً، فيما موضوع ‏الأسماء يأخذ حيّزاً من النقاش". ‏ولفتت المصادر إلى أنّ "أجواء اللقاء عموماً كانت ‏أفضل من الأمس، وتمّ التفاهم على ‏القسم الأكبر من الأسماء على الحقائب فيما ‏التعاون واضح بين الرئيسين‎".‎

وأفادت معلومات لاحقا انه بعد اعتراض الرئيس عون على فايز الحاج شاهين ‏لحقيبة العدل ‏عاد وتوافق مع ميقاتي على اسناد هذه الحقيبة الى القاضي جهاد ‏الوادي‎.‎

‎ ‎

المحروقات

في غضون ذلك حصلت حلحلة نسبية في ملف المحروقات اذ افيد ان مصرف لبنان ‏وافق ‏على ادخال شحنتي محروقات لشركتين تحتويان على 80 مليون ليتر ديزل ‏تكفي السوق من ‏‏5 الى 6 أيام ولكنه لم يوافق على شحنة البنزين بكمية 40 مليون ‏ليتر التي تحتاج اليها ‏السوق. وأفادت المعلومات ان المصرف المركزي قرر فتح ‏الاعتمادات للباخرتين لإفراغهما ‏على السعر المدعوم أي 3900 ليرة للدولار. كما ‏تردد ان مصرف لبنان وافق على إدخال ‏شحنة غاز على السعر الرسمي المدعوم ‏تكفي السوق اللبنانية لأيام عدة‎.‎

وفي هذا السياق دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد جلسة عامة، في ‏الثانية من ‏بعد ظهر الجمعة في قصر الاونيسكو، لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية ‏ميشال عون حول ‏ملف الدعم لإتخاذ الموقف أو الاجراء أو القرار المناسب. ‏وتسلمت الأمانة العامة لمجلس ‏النواب، قبل ظهر امس، الرسالة التي وجهها عون ‏الى مجلس النواب بواسطة رئيس ‏مجلس النواب، حول موضوع وقف الدعم عن ‏المواد والسلع الحياتية والحيوية، "في ضوء ‏القرار الذي اتخذه حاكم مصرف لبنان ‏برفع الدعم عن المحروقات من دون انتظار صدور ‏البطاقة التمويلية، وما تركه هذا ‏القرار من تداعيات سلبية زادت من حدة الازمة الاقتصادية ‏والمالية والاجتماعية ‏والمعيشية التي يعيشها البلد‎".‎