مخاطراً بجلب العقوبات على لبنان، أعلن أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله، أمس الخميس، أن السفينة الأولى التي ستنطلق من إيران قد أنجزت كل الترتيبات وستُبحر خلال ساعات، وستتبع بسفن أخرى، محذراً الأميركيين والإسرائيليين من عرقلة وصولها، ما يشي باحتمال تصعيد عسكري.
وفي حين لم يُعطِ نصرالله تفاصيل إضافية عن الوقت المحدد لإبحار السفينة وأين ومتى وكيف سترسو في لبنان وهل أن المازوت الإيراني هبة للبنان وكيف سيوزّع، أفادت وسائل إعلام إيرانية، أن شحنات الوقود الإيرانية إلى لبنان تم شراؤها بالكامل من رجال أعمال شيعة.
من السوق السوداء
وفي الإطار، أفادت مصادر مطّلعة لـ"العربية.نت": "أن رجال أعمال شيعة لبنانيين في الصين دفعوا ثمن شحنات الوقود الإيراني بالدولار مقابل الحصول على خدمات من الحكومة الصينية لهم كمثل تخفيف الضرائب والرسوم على شركاتهم في الصين".
كما أوضحت المصادر "أن هؤلاء اشتروا شحنات الوقود حسب سعر صرف الدولار في السوق الإيرانية غير الرسمية بمعدّل 8 أمثال (أو ما يُعرف ببلات) للدولار الواحد، وذلك بحسب منصة دبي platt المختصة بتحديد أسعار النفط والغاز عالمياً".
"رسالة صينية"
إلى ذلك، اعتبرت "أن شراء شاحنات الوقود الإيراني تلك هو بمثابة رسالة صينية للولايات المتحدة الأميركية تحديداً، بأن حكومتها مشاركة في كل الخطوات التي تُساعد على فك الحصار عن إيران والالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة عليها".
يذكر أنه منذ أشهر، يشهد لبنان أزمة محروقات متفاقمة تتجلّى في طوابير الذل التي يصطف فيها اللبنانيون لساعات من أجل الحصول على كمية محددة من المحروقات، وتنعكس بشكل كبير على مختلف القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية، في وقت صنّف البنك الدولي الانهيار الاقتصادي المستمر منذ عامين بأنه بين الأسوأ في العالم منذ 1850.
من مرفأ بندر عباس إلى بانياس
وكانت أوساط مطّلعة أوضحت لـ"العربية.نت" في وقت سابق أن مرفأ بانياس في سوريا سيكون وجهة بواخر النفط الإيرانية بدلاً من مرفأ بيروت كما كان أعلن، وسيتم تفريغها في صهاريج لتُنقل مباشرة إلى لبنان.
ورجّحت مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لوري هايتيان لـ"العربية.نت" "أن تُبحر الباخرة من مرفأ بندر عباس في جنوب إيران لتمرّ بمضيق باب المندب ثم مضيق هرمز فالبحر الأحمر ثم قناة السويس لتتّجه بعدها إلى لبنان. وستستغرق رحلتها نحو 15 يوماً".
مدرجون على لائحة العقوبات
وقالت "إذا رست باخرة المازوت الإيرانية في مرفأ بيروت فإن الدولة اللبنانية ستتعرّض للعقوبات الأميركية".
ولم تستبعد "أن يكون رجال الأعمال الشيعة اللبنانيون الذين أعلن أنهم دفعوا ثمن بواخر النفط الإيرانية مُدرجين على لائحة العقوبات، لأنه ليس من السهل التجارة بالنفط الإيراني في وقت العقوبات الأميركية ستكون بالمرصاد".
كما أوضحت هايتيان "أن إيران طوّرت مصفاة النفط لديها بعدما وقعت في الحصار نتيجة العقوبات الأميركية، لأنها باتت بحاجة إلى الدولار لمواجهة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة لديها".
العربية.نت