أخبار لبنان

‏"لبنان 24": جنّ الكهف يتسلل ليلاً للتخريب

تم النشر في 27 آب 2021 | 00:00

مخطئ مَنْ يعتقد ان "التسريب الليلي" المجتزأ او "الخاطئ" ، حتى لا ‏نقول"الكاذب"،بعد كل اجتماع يعقده الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي ‏ورئيس الجمهورية ميشال عون، يمكنه ان يقلب الحقائق الدامغة والوقائع المثبتة ‏على الورق.‏

وواهم مَنْ يعتقد ان الظرف الذي يمر به الوطن والناس يسمح ل" جن الكهف" ‏بالمضي في لعبة التسلل ليلا لتخريب ما يتم الاتفاق عليه . وواهم اكثر مَنْ يعتقد ‏بعد، ان هذه اللعبة غير مكشوفة امام الناس والعالم باسره، والدليل القاطع ان البلد ‏يعيش منذ سنة بلا حكومة،فقط لان هناك مْنَ يريد الامساك بالبلاد والعباد.‏

دستوريا فان رئيس الحكومة المكلف هو الذي يشكل الحكومة ويطلع رئيس ‏الجمهورية عليها ويتشاورا في شأنها ، لكن الواضح ان هناك مَنْ يريد العكس، ‏ويسعى لفرض تشكيلته على رئيس الحكومة والامساك بقرارها بقوة التوقيع النهائي ‏او بالحسابات العددية المخفية خلف"اسماء ملغومة" تهبط بالمظلة وتسحب من ‏التداول بعدما ينكشف امرها.‏

ويبدو ان البعض لم يفهم ،او يتقصّد عدم الفهم ،ان اصرار رئيس الحكومة المكلف ‏على الانفتاح الايجابي على كل الاراء والاقتراحات التي تقدمها كل الاطراف هو ‏من باب الحرص على الاسراع في تشكيل الحكومة لاطلاق ورشة المعالجات ‏المطلوبة، وليس طمعا بالمنصب باي طريقة.‏

والاهم ان البعض لم يفهم ان صمت الرئيس المكلّف ازاء المحاولات المستمرة ‏لتجاوز دوره وصلاحياته، ليس تسليما بالامر الواقع، بل هو باب التهذيب ‏الشخصي والحرص على المقامات واحترام الاكبر سنا، كما تقول قواعد التربية ‏العائلية التي تربينا عليها، والرهان على فهم المعنيين من تلقاء انفسهم ان ما يفعلونه ‏لا يمكنه القبول به.‏

مشكلة الرئيس المكلّف، كما يقول عارفوه، انه يعطي الايجابية مداها الاوسع في ‏النقاش مع كل الاطراف المتعاطفة معه او المناوئة له ، الى درجة ان البعض ‏يفسرّها تسليما ب" الاملاءات والهوبرات"، لكنه يرد دائما على هذه المقولة بانه لا ‏يسجل على نفسه انه اخطأ في حق الاخرين، ولكن اذا تجاوزوا الخط الاحمر في ‏الخطأ معه ، فعندها يتخذ بمفرده القرار المناسب على ايقاع توقيته الشخصي ‏وقناعاته الوطنية والشخصية.‏

اما في الوقائع الحكومية الحقيقية، فان الرئيس المكلف قدم امس لرئيس الجمهورية ‏تشكيلة من ٢٤ وزيرا مع اسماء الوزراء المقترحين لها، وابقى فيها النقاش مفتوحا ‏على اسمي وزيري الداخلية والعدل، انطلاقا من لائحة اسماء لمن يقترحهم ‏للداخلية، على ان يعرض الرئيس عون الاسماء التي يقترحها لوزارة العدل.‏

وقد شهد الاجتماع امس نقاشا اوليا في الاسماء على ان يستكمل في اجتماع جديد، ‏سيتم تحديد موعده في ضوء الاتصالات التي ستجري اليوم.‏

‏"هل فعلاً يريد ميقاتي تأليف الحكومة؟ وهل حمل إلى بعبدا صيغة "واقعية" أم ‏ملغومة؟وهل يريد محاصرة عون أو الاعتذار؟"اسئلة طرحها البعض، بمهنية ‏صحافية صرف او بايحاء معروف المصدر، لا فرق، والجواب عليها بسيط للغاية: ‏نعم الرئيس ميقاتي يريد تأليف الحكومة والا لما كان قبل التأليف اصلا، والاعتذار ‏غير وارد في حساباته طالما هو مستمر في مسعاه للتشكيل، وهو ليس من النوع ‏الذي يضع "الالغام" في طريق احد ، بل مهمته فكفكة الالغام التي تواجه الوطن، ‏بدليل انه نجح في تجربتين حكوميتين كانتا حافلتين بالالغام المزروعة امام ‏اللبنانيين بفعل حسابات ورهانات خاطئة، والمؤسف ان البعض اليوم يريد تكرار ‏هذه الرهانات بوجه اقبح.‏

ولان في الاعادة افادة، ليقرأ البعض بتمعّن ما قاله "الاخوين رحباني" بصوت ‏فيروز في مسرحية "ناطورة المفاتيح" وليتعظ قبل فوات الاوان"إذا بَدِّي ضـَلّ إنتَ ‏رح تـْضـَلّ، وْبيكـُونو اللـِّي راحو راحو بَلا تـَمَنْ!. مِنـْشان هَيْك رَح إلـْبَس فـِقـْري ‏وْتـَعاسـْتي، وْتـَوِّج حالي بالأعْشاب البـَرِّيـِّة، وْإتـْمـَشـَّى بْإحتِفال تحت زيْنـِة الشـَّجَر ‏وْقِبـِّة السـَّما.. صَوْب أرض جْديدِة إتـْمَشـَّى.. وْكِلّ ما إبْعَد مَسافِة عَرْشـَك بْيــِغـْرَق ‏شـِبـِر حتى توصل إنـْت للأرْض وْأنا للحرِّيـِّـة".‏