لطالما شكل معمل جلول لصناعة الواح الثلج ومشتقاته من برش ومكعبات في مدينة صيدا مقصداً للمواطنين والقطاعات خلال هذه الفترة من السنة يستعينون به سواء على التخفيف من حر الصيف او من حدة ازمة التقنين بالكهرباء مستعيناً في استدامة عمله بكهرباء المولد الذي يعمل على المازوت .. لتأتي أزمة المازوت فتكمل تضييق الخناق على اقدم واشهر معمل لصناعة الواح الثلج يعود تاريخه الى ما يربو على 100 سنة، وهو المعمل الوحيد من نوعه الباقي في صيدا.
توقف معمل ثلج جلول عن العمل ينعكس بطبيعة الحال سلباً على كل القطاعات التي تعتمد على ثلجه في عملها ولا سيما قطاع بيع السمك واللحوم والعصائر فضلاً عن وجهات استخدام ثانية له منها انساني وحياتي .
يقول صاحب المعمل جمال جلول الذي ورث هذه الصنعة اباً عن جد ، ان هذا المعمل كونه الوحيد الذي يمد مختلف القطاعات الأفراد بالثلج بأشكاله المختلفة ، يوازي بأهميته ان لم يفق بها ، المستشفى والفرن ، وغيرها من المرافق الحيوية الأساسية .ويقول " فأنت اذا أقفلت مستشفى واحدا لن يموت الناس لأنه يوجد غيره واذا أقفلت فرناً واحدا لن يجوع الناس لأنه يوجد غيره ، ولكن اذا أقفلت معمل الثلج الوحيد هذا سيؤثر على قطاعات أساسية .
ويضيف " المشكلة اليوم ان هذا المعمل بات مهددا بالاقفال بسبب ازمتي الكهرباء والمازوت، علماً انه يغذي بثلجه قطاع الصيد البحري فبدون ثلج لا يمكن ان يعرض او يباع سمك ، وكذلك الأمر فهو يستخدم في حفظ اللحوم والدجاج وفي المطاعم ومحال السوبرماركت وباعة العصائر المتجولين، والى جانب استخداماته المنزلية والفردية في البيوت ، له دور انساني كذلك في حفظ وحدات الدم وأنواع من الأدوية اثناء نقلها ، وفي الأحزان في حفظ جثامين الموتى لحين دفنهم" .
ويقول " وحاليا لأنه لا يوجد كهرباء ولا يوجد مازوت مدعوم لنشغل مولدا ، لم نعد قادرين على الاستمرار بالعمل بدون هذه المادة . فسعر صفيحة المازوت في السوق السوداء اصبح بـ300 و400 الف ليرة ، وحتى الآن لم نستطع الحصول على المازوت بالسعر المدعوم ، وبالتالي لم يعد بإمكاننا الاستمرارية . كنت احصل من محطة بجوار المعمل شهرياً على ما بين 200 و300 ليرت مازوت مدعوم وهذه لا تكفي الا ليومين فقط ، علما ان معملي يعمل على مدار الـ 24 ساعة واحتاج يوميا الى 150 ليترً على الأقل أي حوالي 4500 ليتر شهرياً " .
ويشير جلول الى ان "معمله ينتج يومياً نحو 200 لوح ثلج زنة كل واحد 25 كلغ ، يبيع الواحد بما يتراوح بين 20 و40 الف ليرة ويقول " كنا نبيع اللوح بـ4 دولار ". ويقول" الآن اصبحنا نبيعه بـدولار واحد او اثنين بأحسن الأحوال . وكما ترى بين ارتفاع أسعار كلفة تشغيل المعمل والإنتاج ، وانقطاع الكهرباء ونفاد المازوت ، لم نعد قادرين على الوقوف على قدمينا، علما ان عملنا موسمي والمعمل يشتغل بشكل أساسي في فصل الصيف باعتبار انه في الشتاء يتضاءل الطلب على الثلج لبرودة الطقس اساسياً ، فنعمل في الصيف لندخر قرشين يعيناننا على معيشة الشتاء .. لكن يبدو اننا بعد هذه الأزمة التي نمر بها لن نرى الثلج الا في الشتاء !".
رأفت نعيم