أخبار لبنان

‏"وعد" بعبدا ينكشف.. وميقاتي يهاجم "البازار"‏

تم النشر في 3 أيلول 2021 | 00:00

كتبت صحيفة "النهار" تقول: اذا كانت أوساط عدة، سياسية وشعبية، بدت متفاجئة فعلاً باندلاع ‏السجال بين بعبدا والرئيس المكلف نجيب ميقاتي بما أوحى بعودة ما وصف بانه اختراق في ‏الوساطات لتذليل عقبات وتعقيدات تأليف الحكومة الى المربع الأول، فان الحقيقة تتمثل في ان ‏دوامة المناورات الدعائية والإعلامية التي اتبعت في اليومين الأخيرين انكشفت مرة جديدة عن ‏منحى التعطيل الذي لم يتبدل فيه حرف منذ سنة. ولم يكد يجفّ حبر الوعود المنهالة امام وفد ‏الكونغرس الأميركي خصوصاً من بعبدا مبشّرة بولادة الحكومة قبل نهاية الأسبوع الحالي حتى ‏بانت اهداف المناورة لإظهار فريق الرئاسة كأنه يستعجل ويسهل الولادة، فيما تصاعدت ‏الاتهامات ضمنا للرئيس المكلف نجيب ميقاتي بالتردد وتبديل المواقف لتمرير مزيد من تضييع ‏الوقت وتمرير استحقاقات معينة من امام الحكومة الموعودة. واذا كانت معالم التراجعات الكبيرة ‏التي ظهرت بقوة بعد الظهر حيال كل التسريبات المضخّمة التي كانت روجت في اليومين ‏السابقين عن تقدم في وساطة اللواء عباس ابرهيم، فان خروج ميقاتي عن صمته وإصداره بياناً ‏اتسم بدلالات بارزة لجهة حديثه عن "بازار التسريبات والأقاويل والأكاذيب"، وضع مجمل ‏المناورات التي مارسها الفريق الرئاسي لإظهار نفسه في موقع المسهّل واتهام ميقاتي بالتردد ‏والتراجع موضع الانكشاف بدليل الرد العنيف الذي أصدرته بعبدا على ميقاتي وهو الامر الذي ‏سيعيد خلط الحسابات والأوراق مجدداً على قاعدة ثابتة هي انكشاف "امر العمليات " المانع ‏لتأليف الحكومة كلما اقتربت جولة جهود جديدة من إحلال تسوية تسقط لعنة التعطيل وتستولد ‏الحكومة.‏

والواقع ان مصادر مواكبة عن كثب لعملية التأليف اكدت امس بأنّ الاتجاه الحكوميّ ينحو إلى ‏مزيد من السلبيّة والمراوحة والدوران في حلقة مفرغة مع محاولة للقول إن ثمّة من يُخطئ بعيداً ‏عن الفريق المقرّب من رئيس الجمهورية، في وقت لا مكان للايجابيات التي يحاول البعض ‏إشاعتها أو التعبير عنها. وتتمحور العقد القائمة، وفق المصادر نفسها، حول موضوع "الثلث ‏المعطّل" الذي يبدو أنه لا يزال مطلوباً، وإن بشكلٍ مقنّع، لتمثيل حصّة فريق العهد مع التوجّه ‏نحو إعادة التجربة نفسها التي سبق أن خاضها فريق رئيس الجمهورية مع الرئيس سعد الحريري ‏واعتبار مسؤولية التعطيل مشتركة مع رئيس الحكومة المكلّف، فيما أن هناك نية واضحة للتبديل ‏في بعض الأسماء المقترحة للتوزير واستبدالها بأسماء عونية الهوى بدلاً من ربط القرار النهائي ‏لاختيار الوزراء بكامل الحكومة. ومن هنا، ليس واقعياً أنّ الحكومة اقتربت من الأميال أو الأمتار ‏الأخيرة للإعلان عن تصاعد الدّخان الأبيض، انطلاقاً مما تؤكده المصادر المواكبة نفسها، في ‏وقت لا يزال البحث مرتبطاً بالإطار العموميّ لاختيار الوزراء. وتقع المشكلة في كلّ مرّة يقترب ‏بها البحث في موضوع "الثلث المعطّل"، إضافةً الى التطرّق لموضوع وزارتي الداخلية والعدل.‏

ونقل عن اوساط قصر بعبدا ان الحكومة باتت فعلاً في المربع الاخير في انتظار جواب الرئيس ‏المكلف، الذي تأخذ عليه مشاركته في لقاء رؤساء الحكومات السابقين المطالب بمحاكمة رئيس ‏الجمهورية ميشال عون في انفجار المرفأ، في شأن وزارة الاقتصاد الاساسية في المرحلة المقبلة ‏لجهة التعاطي مع صندوق النقد الدولي. وقالت ان الرئيس عون ذلّل كل العقبات واعطى ‏الاجابات على كل الاسئلة التي طرحها الرئيس ميقاتي وحتى الساعة لا جواب، ونحن في ‏الانتظار، وقد مرّ اسبوع على آخر زياراته الى القصر الجمهوري. وفي المقابل افيد أنّ الرئيس ‏المكلف لن يطلب موعداً ويتوجّه الى قصر بعبدا إلا بعد الاتفاق على كامل أسماء الحكومة، ما ‏يعني أنّ رؤيته في بعبدا ستكون مؤشّراً لولادة الحكومة.‏

بين ميقاتي وبعبدا

ولكن مع اندلاع جولة السجالات الساخنة بين بعبدا وميقاتي، بدا واضحاً ان وساطة اللواء ابرهيم ‏وصلت الى الحائط المسدود وبات من المستبعد توقع أي لقاء في وقت قريب بين عون وميقاتي.‏

وقد لفت المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي بنبرة حادة الى "ان البعض مصرّ على تحويل عملية ‏تشكيل الحكومة الى بازار سياسي واعلامي مفتوح على شتى التسريبات والاقاويل والاكاذيب، ‏في محاولة واضحة لإبعاد تهمة التعطيل عنه والصاقها بالاخرين، وهذا اسلوب بات مكشوفاً ‏وممجوجاً. وان اعتماد الصيغة المباشرة احياناً والاساليب الملتوية احياناً اخرى لتسريب الاخبار ‏المغلوطة، لاستدراج رد فعل من الرئيس المكلف او لاستشراف ما يقوم به لن تجدي نفعاً.‏

وقال ان الرئيس المكلف "ماض في عملية التشكيل وفق الاسس التي حددها منذ اليوم الاول ‏وبانفتاح على التعاون والتشاور مع رئيس الجمهورية، ويتطلع في المقابل الى تعاون بناء بعيداً ‏عن الشروط والاساليب التي باتت معروفة".‏

اما مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية فاصدر بيانا على الأثر بدا بمثابة ردّ على بيان مكتب ‏ميقاتي، لكن المكتب أوضح مساء ان بيانه لم يكن رداً على الرئيس المكلف وانما على الذين ‏يتهمون رئيس الجمهورية بانه يريد الثلث المعطل رغم النفي المتكرر لبعبدا والرئيس عون لهذا ‏الامر. وقد لفت بيان بعبدا الى "إنّ السيد الرئيس، المتمسك اكثر من غيره باحترام الأصول ‏الدستورية لتشكيل الحكومات في لبنان وحتى الأعراف التي نشأت الى جانبها، اعلن اكثر من مرة ‏بأنّه لا يريد، لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة، الثلث الضامن، ايمانا منه بأن ‏الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان والشعب اللبناني تحتّم على الجميع الارتقاء الى اقصى ‏درجات المسؤولية من اجل المبادرة والإسراع في انقاذ الوطن والشعب".‏

واعتبر ان "هذه التعمية التي باتت هواية شبه يومية لدى محترفيها، بدأت تنقلب عليهم. وهم إن ‏احترفوها لفترة، مصوّبين على موقع الرئاسة وشخص الرئيس وصلاحياته الدستورية، ما عادت ‏حتى في خدمة مآربهم. فالشعب اللبناني اصبح على قناعة انّ هذه التعمية انما عرّت الأهداف ‏الحقيقية لأصحابها وان المطلوب الآن، ليس فقط التوقّف عن استخدام الثلث الضامن شمّاعة ‏والصاق رغبة الحصول عليه من قبل السيد الرئيس، انّما التوقّف عن اعتماد لعبة التذاكي ‏السياسي والخبث الموازي للدهاء، من خلال التغطية على مشاكل داخلية لدى هذا الفريق او ذاك، ‏بما تنطوي عليه من سوء، وترتب عليه من نتائج تفاقم الوضع الذي يعيشه لبنان، عبر سيل ‏مواقف الاتهام وتحليلات الادانة للسيد الرئيس برغبة الحصول على الثلث الضامن، وكلها باتت ‏بدورها مكشوفة المصدر ومن يقف وراء بثها ونشرها وتعميمها".‏

المحروقات الإيرانية

إلى ذلك وفي ما يتعلق بموضوع استجرار "حزب الله" شحنات من النفط الإيراني الى لبنان نقلت ‏امس وكالة "رويترز" عن مصدرين مطّلعين تأكيدهما أنّ أول شحنة محروقات إيرانية ستصل ‏إلى لبنان بشاحنات عبر سوريا "لتجنّب التعقيدات المتعلقة بالعقوبات". وأبلغ أحد المصدرين ‏‏"رويترز" أنّ اختيار استقبال السفينة عبر سوريا "لا يتّصل بأيّ مخاوف من استهدافها من جانب ‏إسرائيل أو الولايات المتحدة لكن لاعتبارات داخلية تتعلق بعدم الرغبة في توريط أيّ حلفاء".‏

من جهة أخرى أشار المصدران إلى أنّ الشحنة ستصل إلى ميناء سوري ثم تنقل بشاحنات إلى ‏لبنان على أن تكون الأولوية لنقل المازوت إلى المستشفيات لتشغيل المولدات.‏




النهار ‏