منوعات

قبل بن لادن.. هكذا خطّط هتلر لمهاجمة نيويورك بالطائرات!‏

تم النشر في 11 أيلول 2021 | 00:00

قبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية مطلع شهر أيلول/سبتمبر 1939، كان النازيون ‏معجبين بفكرة امتلاك أسلحة قادرة على بلوغ عمق الأراضي الأميركية. ‏

فبحسب ما ذكره وزير التسليح والإنتاج الحربي الألماني ألبرت شبير‎ (Albert ‎Speer) ‎بكتابه سبدناو اليوميات السرية‎ (Spandau: The Secret ‎Diaries)‎، كان أدولف هتلر منذ العام 1937 مفتونا بفكرة قصف مدينة نيويورك ‏وتحويلها لكومة من الخراب‎.‎



حلم النازيين بقصف نيويورك

إلى ذلك، ظهر هذا المقترح وبدأت عملية مناقشته بشكل رسمي عام 1938. وقد ‏استمرت الأبحاث حوله لأكثر من 4 سنوات قبل أن يطرح عام 1942 على مكتب ‏قائد سلاح الجو المارشال هرمان غورينغ‎ (Hermann Göring).‎

من ناحية ثانية، لم يقتصر حلم النازيين بقصف الولايات المتحدة الأميركية على ‏أدولف هتلر فقط. فقبل طرح المشروع على مكتبه بنحو 4 سنوات، عبّر غورينغ ‏لأكثر من مرة عن رغبته في امتلاك طائرات قادرة على قطع مسافة تتجاوز 11 ‏ألف كلم حاملة معها أطنانا من القنابل لقصف نيويورك والعودة لألمانيا‎.‎

وما بين عامي 1940 و1941، ناقش هتلر مع وزرائه مشروعا جديدا لقصف ‏المدن الأميركية فعرض عليهم إمكانية إنشاء الألمان لقاعدة جوية بجزر الأزور‎ ‎‎(Azores) ‎البرتغالية الواقعة بعرض المحيط الأطلسي لتقصير المسافة نحو ‏نيويورك‎.‎

وفي الأثناء، مثلت جزر الأزور حينها نوعا من القواعد البحرية الألمانية ‏بالأطلسي، حيث سمح رئيس الوزراء البرتغالي سالازار‎ (Salazar) ‎للغواصات ‏الألمانية بالتوقف بهذه الجزر للتزود بالوقود‎.‎



تلاشي حلم قصف نيويورك

يوم 12 أيار/مايو 1942، طرح مشروع قصف الولايات المتحدة الأميركية، ‏المعروف بأميركا بومبر‎ (Amerikabomber)‎، بشكل رسمي على مكتب قائد ‏سلاح الجو هرمان غورينغ. وقد اقترح المشروع حينها استخدام جزر الأزور ‏كنقطة عبور لقاذفات قنابل ألمانية من نوع مسرشميت مي 264‏‎ ‎‎(Messerschmitt Me 264) ‎ويونكرز يو 390‏‎ (Junkers Ju 390) ‎وهنكل هي 277‏‎ (Heinkel He 277)‎، التي كان جلها قيد التطوير، مزودة ‏بحمولات قنابل يتراوح وزنها بين 3 و6.5 طنا‎.‎

من جانب آخر، حدد الألمان أهدافا بكل الولايات المتحدة الأميركية وكندا لاستهدافها ‏أملا في شل ووقف تدخل هاتين الدولتين بالحرب العالمية الثانية. وقد تضمنت ‏الأهداف المقترحة كلا من قسم أليسون لجنرال موتورز في إنديانابوليس بولاية ‏إنديانا ومؤسسات الألمنيوم الأميركية بكل من ألكوا بولاية تينيسي وماسينا بولاية ‏نيويورك وبادين بكارولاينا الشمالية وفانكوفر بكولومبيا البريطانية‎.‎

أيضا، مثلت شركة كرايسلر بديترويت بولاية ميشيغان وشركة كولت الصناعية ‏بهارتفورد بولاية كونيتيكت وشركة كورنينغ إنكوربوريتد بكورنينج بنيويورك ‏ومصفاة كريوليت في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا ومؤسسة جيروسكوب سبيري ‏ببروكلين بنيويورك أهدافا أخرى محتملة للطائرات الألمانية‎.‎

ولقصف نيويورك، احتاج الألمان عام 1942 لطائرة قادرة على قطع مسافة ‏‏11680 كلم. وأمام هذا الوضع لم تكن سوى طائرة مسرشميت مي 264 متاحة ‏لإنجاز هذه المهمة بنجاح حيث كانت الأخيرة حينها قادرة على قطع مثل هذه ‏المسافات‎.‎

مع تقدم الحرب وتزايد حدة القصف على المدن الألمانية وخسارة النازيين للعديد ‏من الأراضي والموارد، فضّل أدولف هتلر التخلي عن مشروع أميركا بومبر الذي ‏وصف من قبل كثيرين بأنه اهدار لما تبقى من الموارد والمواد الأولية الألمانية. من ‏ناحية أخرى، شكك العديد من المسؤولين النازيين في جدوى قصف المدن الأميركية ‏خلال هذه الفترة من الحرب مؤكدين على استحالة نجاح مثل هذه العمليات في وقف ‏التقدم الأميركي‎.‎




العربية.نت ‏