أخبار لبنان

رسالة تهنئة.. "مبروك عليك البلاد" ‏

تم النشر في 15 أيلول 2021 | 00:00

بقلم أحمد علي الزين ‏




تداولت مواقع التواصل الاجتماعي نصاً ادبياً سياسيا رفيع المقام للكاتب أحمد علي الزين هذا ‏نصه:‏


‏ "مبروك عليك البلاد" ، ‏

فزت بها كاملة، من اولها الى اخرها، بالحرب والسلم ،

‏ بالعسف والخطف والنسف والنهب والسطو، ‏

والاغتيال ، ‏

وكله مدرج في باب الاجتهاد ومشتقاته .، ‏

مبروك عليك البلاد ‏

بدل ان تكبر في زمانك،

صغرت بين يديك !‏

صارت كرة ، تتقاذفها، تارة بين لبنان و دمشق ،وتارة بين اليمن وبغداد ، وكثيرا ما اصابت ‏البيوت في بيروت ، فتشظى قلبي ، ولبس اهلي السواد ، ‏

يبدو ايها الرجل ، ‏

انت مغرم بالحداد ‏

فمبروك عليك البلاد .‏

صارت في زمانك ‏

دكانا للخردة ،

وسوقا للندرة ‏

كسوق الاحد ، ‏

‏ لبيع مقتنيات البيت ، من انية وثياب وكتب واغنيات ، وليس من شار ، وليس من احد ، ‏

جعلتها اشبه بما بقي من ذكرى : ‏

صورة لنا على الجدار نبدو فيها كأننا غرباء !! ابقيتها لي ، لانها لاتنفعك ، ليس لحرصك ‏على ما بقي من زمان اهلي ، وماذا تفعل بصورة لا نفع بها ولا تباع في سوق المقايضة؟

مبروك عليك البلاد .‏

صارت في زمانك ملاذا للمشعوذات، قارئي الكف والطالع والغيب . لمنتظري المعجزات ، للص ‏يختبىء في ثوب زعيم او رئيس ، او فقيه او عامل خير ، وما شاكل من احتمالات انتحال في ‏الشخصية ، والهوية ، ‏

وكله ياتي في باب الجهاد والاجتهاد .‏

مبروك عليك البلاد .‏

في زمانك ‏

صارت بيروت بدون مدينة ‏

ورصيف ‏

صارت مقهى بدون كرسي ، ‏

‏ وفرنا بدون رغيف ‏

متجرا بدون تجارة ، ‏

بنايات شاهقات بدون عمارة ، ‏

بحرا وشراعا بدون منارة ‏

‏ وصبية بدون حارة ‏

وجهات بدون جهة و اشارة

وصارت مدرسة بدون اولاد ‏

مبروك عليك البلاد .‏

صارت في زمانك ‏

صبحا بدون فيروز ‏

وليلا بدون قمر ‏

وحانة بدون خمر . ‏

وكأسا بدون نديم

وطريقا بدون وصول ‏

وحزبا بدون رفاق : ‏

ماركسيا بدون ماركس ‏

عروبيا بدون عرب،

يمينيا بدون يمين ‏

يساريا بدون يسار

وكنّا نسير الى الامام، ‏

فجئت فامرت الكتيبة :‏

در الى الوراء ‏

فكل الوطن الى الوراء دار ، ‏

وصرت كالمستجير من الرمضاء بالنار .‏

‏ وصارت القدس التي قتلت اهلي لاجلها رهينة خاطفين ، او اكثر:‏

‏ اشكنازي ، وفارسي واحيانا تركي ، اوافغاني منتحل صفة فلسطيني ، ‏

وصرت بلا اهل بلا جيرة ر، بلا صحبة ،بلا بيت ، بلا ديار .‏

وصرت حنجرة بدون صوت ، ‏

وميتا بدون موت ‏

اعفني بالله عليك ، من سخطك وحقدك وشرهك ومرضك وغيبك ، وصورك وصوتك ، ‏وهذياناتك ، وصدقك وكذبك ، ‏

ارحمني ، تعبت منك ، تعبت من الهتك وتاويلاتك ، ‏

ارجوك ارحم بلادي ‏

واولادي واحفادي ...‏

ماذا اقول لك ؟ ‏

مبروك عليك البلاد ؟

من بقي فيها صار متسولا او منتحرا او متهما ، ‏

‏ وهذا الذ ي لا ملامح له "صاحب السراي الكبير "، الذي احتله مؤخرا، نتيجة عطب بليغ في ‏التاريخ، والذي لا يعرف ان احدا ليس اكبر من بلده ، ولم ينتبه انه صَغُر اكثر في ايامه، الذي ‏سُميَّ قبل مائة من السنين، لبنان الكبير .‏

وذلك المُشفق عليه الجالس في القصر العالي، يبدو لا يبالي، او يبدو، لم يرسلوا اليه التقرير ‏الاخير :‏

أن علينا وعليه وعلى الوطن السلام...‏