عرب وعالم

خلافات وتلاسن.. ماذا يجري داخل قيادة طالبان؟

تم النشر في 15 أيلول 2021 | 00:00

لم يمض أسبوع على تشكيل حركة طالبان، حكومتها الجديدة، حتى بدت الخلافات ‏بين قيادات الحركة، ووصل الأمر حد الاشتباك في الأيدي، قبل أن تتدخل قيادات ‏في طالبان لفض الشجار‎.‎

ويتركز الخلاف بين نائب رئيس الحكومة وأبرز دبلوماسي الحركة الملا عبد الغني ‏برادر، ووزير شؤون اللاجئين في الحركة خليل الرحمن حقاني، العضو القيادي ‏في شبكة حقاني المقاتلة‎.‎

المعلومات الواردة قالت إن الخلاف بين الشخصيتين القياديتين جرت قبل أيام داخل ‏القصر الرئاسي في العاصمة كابل، ووصل الأمر إلى الاشتباك بين أنصار ‏الطرفين، حيث تدخلت شخصيات أخرى من الحركة وفضت النزاع‎.‎

أسباب الخلافات

وغادر الملا برادر العاصمة كابل إلى مدينة قندهار، فيما لم تُحل الخلافات بينهما، ‏وهو ما أوقف الكثير من الأعمال الحكومية‎.‎

الخلاف حدث بعد تلاسن بين القياديين حول الجهة ذات الفضل في تحقيق ‏‏"الانتصار" الذي حققته الحركة، فبينما كان الملا برادر يعتبر أن جهوده مع الفريق ‏الدبلوماسي أفضت إلى ذلك، فإن حقاني كان يرد ذلك إلى آلاف الهجمات التي شنها ‏مقاتلو شبكته طوال السنوات الماضية على قوات الحكومة الأفغانية، ومراكز قوات ‏التحالف الدولي المساندة لها‎.‎

لكن مصادر من داخل حركة طالبان لم تعلن اسمها، قالت إن الملا برادر مستاء ‏أيضا من تشكيلة الحكومة الأفغانية الجديدة، حيث تخلو حسب رأيه من الكفاءات ‏السياسية القادرة على حفظ ما حققته الحركة، وأن زُعماء المحاور العسكرية في ‏الحركة، الموجودون بكثافة في هياكل الوزارة، لا يستطيعون تحقيق ما هو مرجو ‏منهم‎.‎

برادر يتوارى

وبعد ليلة الخلافات التي حدثت منذ ثلاثة أيام، لم تلاحظ وسائل النشطة في ‏أفغانستان أي حضور للملا برادر في الأوساط العامة والمؤتمرات الصحفية التي ‏تعقدها قيادات الحركة، في وقت تصاعدت فيه الشائعات بشأن مصيره‎.‎

من جهتها، نفت طالبان التقارير التي نقلتها وسائل الإعلام، لكنها لم تُقدم أية ‏معطيات حول العمل المشترك بين الشخصيتين، ولم تحدد مكان إقامة الملا برادر، ‏كما طالبت وسائل الإعلام‎.‎

لكن المراقبين أشاروا إلى أن الخلاف بين القياديين ليس شخصياً، بل يمتد لأن ‏يكون شقاقاً بين مجمل القيادات القادمة من الخارج، وتلك التي بقيت داخل ‏أفغانستان‎.‎

ففي حين ترى القيادات الداخلية أن الحصة الأكبر من الإدارة والحُكم والمناصب ‏يجب أن تكون من حصتها، يرى القياديون الذين أقاموا في الخارج أن ذلك سيطيح ‏بما حققته الحركة، لأن هؤلاء غير مهيئين نفسياً ومعرفياً لإدارة المؤسسات ‏والعلاقات مع العالم الخارجي، خصوصاً في هذه المرحلة التي يعتبرونها خاصة‎.‎

البعد العائلي في طالبان

الباحث الأفغاني، نجمي بهزادي، شرح في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية" ‏البُعد العائلي في رأس هرم قيادة الحرك‎.‎

وقال بهزادي: "مثل كُل التنظيمات السياسية، فإن الحركة علاقات القرابة العائلية ‏شديدة الحضور في قيادة طالبان. عائلة مؤسسة الحركة الملا عُمر تُمسك بالأركان ‏الرئيسية للحكومة الجديدة. فالملا عبد الغني برادر هو زوج أخت المؤسس، وهو ‏الصديق الشخصي لزعيم الحركة الراهن الملا هبة الله أخوند زادة، بينما نجله ‏مولوي يعقوب هو وزير الدفاع، والمسيطر الفعلي التسليح في الحركة‎.‎

في المقابل، فإن حقاني ترى نفسها الشريك النظير لهذه العائلة، فوزير الداخلية ‏سراج الدين حقاني، هو نجل مؤسس شبكة حقاني، وأحد كبار المفاوضين في ‏الحركة وأخوه أنس حقاني، فيما خليل الرحمن حقاني هو مسؤول ملف المهجرين ‏في الحركة‎"‎‏.‏

ويضيف بهزادي "المرحلة القادمة لا تشبه ما كانت عليه قيادات الحركة في سنوات ‏القتال. ثمة شبكة كُبرى من المصالح والمناصب والامتيازات التي ستكون في ‏متناول اليد. في وقت لا توجد مؤسساتية واضحة وقوانين حازمة لضبط العلاقات، ‏لذلك فإن العلاقات العائلية والشخصية سوف تظهر على السطح، وهي ستولد ‏خلافات بين هؤلاء‎"‎‏.‏





سكاي نيوز عربية ‏