عرب وعالم

شبح "معارك التسعينيات" يُخيّم على أفغانستان

تم النشر في 20 أيلول 2021 | 00:00

يوما بعد يوم تبرز مزيد من تحديات الحكم أمام حركة طالبان التي ‏سيطرت على أفغانستان، الشهر الماضي، وذلك وسط انقسامات بدأت ‏تبرز في قيادة الحركة‎.‎

ومن أبرز التحديات التي تواجه طالبان الآن، التحدي الأمني، الذي تجلى ‏في الهجوم الإرهابي المزدوج الذي ضرب محيط مطار كابل أواخر ‏أغسطس الماضي، مع انسحاب القوات الأميركية من البلاد، وأسفر حينها ‏عن سقوط أكثر من 180 قتيلا‎.‎

وتجدد هذا التحدي مع الهجمات التي تعرض لها مسلحو طالبان في مدينة ‏جلال آباد، شرقي البلاد، وكان آخرها الذي وقع الأحد، وأسفر عن مقتل ‏‏7 أشخاص وإصابة العشرات‎.‎

ويبدو أن طالبان في طريقها لمواجهة "سيناريو التسعينيات"، عندما كانت ‏تخوض معارك مع معارضيها الذين يرفضون سياساتها المتشددة، وفق ‏مراقبين يتوقعون اندلاع صراع بين الحركة والذين يعارضونها، خاصة ‏مع المكونات القومية الأخرى في أفغانستان‎.‎

وفي حديثه لموقع"سكاي نيوز عربية"، يوضح المحلل السياسي الأفغاني، ‏شريف هوتاك، أن عناصر ومسلحي الحركة أمام تحديات وجودية ‏وسياسية تتصل بمدى قدرتهم على ضمان استقرار حكمهم‎.‎

وقال إن الأوضاع الحالية تعد بمثابة "إنذار" خاصة مع تنامي الحراك ‏المجتمعي المناهض لممارساتهم المتشددة، والتي تتناقض ووعودهم ‏السابقة بعدم استنساخ تجربتهم قبل عقدين‎.‎

وأردف هوتاك: "يتعين علينا النظر إلى مجموعة من المعضلات ‏السياسية والإقليمية في غضون شهر من سيطرة الحركة، إذ إنها تواجه ‏تناقضات جمة داخليا وعلى مستوى التنظيم، الذي يعاني من انقاسامات ‏وتباين في الولاءات، الأمر الذي انكشف جانبا منه مؤخرا‎"‎

وإلى جانب التنافس الشديد بين أجنحة الحركة، تقع الأخيرة تحت وطأة ‏أزمة اقتصادية لا سيما أن البلاد تعتمد على المساعدات الخارجية، بحسب ‏المحلل السياسي الأفغاني‎.‎

وتابع: "تعيين سراج الدين حقاني في منصب وزير الداخلية والمعروف ‏بارتباطه الوثيق بتنظيم القاعدة والاستخبارات الباكستانية، سيؤدي ‏بالتبعية إلى تعقيد الحصول على اعتراف غربي بحكومة طالبان المؤقتة، ‏وكذا الإفراج عن المبالغ الاحتياطية للبنك المركزي الأفغاني المجمدة في ‏واشنطن"‏‎.‎

في سياق آخر، وقّع رئيس بلدية العاصمة الأفغانية المؤقت مجموعة من ‏القيود الجديدة المفروضة على المرأة، حيث أمر بعدم خروج موظفات ‏حكومة مدينة كابل إلى أعمالهن، غير أنه استثنى مؤقتا النساء اللاتي لا ‏يمكن استبدالهن برجال‎.‎

ويشير الناشط الأفغاني خالد شاه إلى أن قرارات قيادات الحركة والحرس ‏القديم الذي يسيطر على الحكومة المؤقتة بالبلاد، يؤشر على انقلابهم ‏على كافة الوعود التي أطلقتها للمجتمع الدولي، وأن الحركة ماضية في ‏تشديد قبضتها‎.‎

أضاف: "في تقديري، التفجيرات الأخيرة المتزامنة والحراك المجتمعي ‏المعارض يبرز كل منهما حجم السيولة الأمنية المرشحة للتزايد، الأمر ‏الذي سيفرض تداعياته المحلية، كما أنه سيجعل بعض القوى الخارجية ‏تعيد النظر في مواقفها‎"‎‏.‏