عرب وعالم

بركان "لا بالما".. هل يهدّد تسونامي عملاق سواحل المغرب؟

تم النشر في 23 أيلول 2021 | 00:00


يراقب المغرب عن كثب تداعيات ثورة بركان "كومبري فييجا" في جزر الكناري، ‏المقابلة للسواحل الأطلسية المغربية، ترقبا لأي تطورات، من شأنها أن تؤدي إلى ‏تبعات جيولوجية، تفضي إلى تسونامي أو حمم بركانية.‏

وتناقلت وسائل إعلام محلية، احتمال حدوث تسونامي يضرب سواحل المملكة، أو ‏وصول انبعاثات الغازات إلى مدن مغربية قادمة من جزيرة "لا بالما".‏

ويتابع المعهد الوطني المغربي للجيوفيزياء، منذ أكثر من أسبوعين، تطورات ‏البركان بأرخبيل الكناري السياحي، لرصد نشاطه ومحاكاة السيناريوهات ‏المحتملة.‏

احتمال حدوث "تسونامي"‏

واستبعد ناصر جبور، رئيس المعهد الوطني للجيوفيزياء، حدوث موجات تسونامي ‏كبيرة، بحسب المعطيات المتوفرة حتى الآن.‏

وقال في حوار خص به موقع "سكاي نيوز عربية"، "من خلال مراقبتنا للوضع، ‏تبين أن النشاط الزلزالي يتمركز في منطقة محدودة، ولا يشمل الجزيرة كلها؛ ‏ولذلك استبعدنا فرضية حدوث تسونامي عملاق يضرب السواحل المغربية، وهو ‏موضوع استأثر بالنقاش في الحقل العلمي منذ مدة، وكانت الخلاصات التي خرج ‏بها العلماء متضاربة."‏

واسترسل المتحدث قائلا "الآن بعد أن ثار البركان، وحدث ذلك الأحد الماضي، ‏ظهر جليا أن المنطقة المعنية، مساحتها محدودة بالمقارنة مع مساحة الجزيرة. ‏وبالتالي لاحظنا أن منطقة انبعاث الصهارة البركانية لا تتجاوز كيلومترا مربعا، ‏ولذلك فإن احتمال انشطار الجزيرة وحدوث تسونامي عملاق هو من قبيل المبالغة، ‏حسب المعطيات الحالية".‏

وأكد الخبير أن هناك فرقا علمية محلية تتابع الأمور على أرض الواقع وتدرس ‏الاحتمالات بأجهزة جد متطورة. مضيفا أن "كل الاحتمالات تشير إلى أن السواحل ‏المغربية بعيدة عن احتمال تسونامي ضخم، كل ما في الأمر أن ما قد يحدث هو ‏ارتفاع بسيط في علو الماء من بضع سنتيمترات".‏

خطر انبعاث غازات سامة

لا يقتصر التخوف فقط على حدوث موجات تسونامي يمكن أن تضرب السواحل ‏المغربية، بل إنه يمتد إلى احتمال وصول الحمم والغازات البركانية السامة للأجواء ‏المغربية، وهو ما قد يسبب مشاكل تنفسية لساكنة بعض المناطق المغربية، بل ‏ويعطل حركة النقل الجوي على أبعد تقدير.‏

ويوضح رئيس المعهد الوطني للجيوفيزياء، أن علماء مغاربة وإسبانا يدرسون ‏حاليا طبيعة هذه الغازات، قائلا: "هناك فرق علمية تدرس عينات من الغازات ‏البركانية ومركباتها، ونراقب توجه الرياح، إذ من المنتظر أن تتضح الرؤية خلال ‏هذا الأسبوع".‏

وتابع في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، "التقاء الحمم البركانية مع ماء البحر ‏يولد تفاعلا كيماويا ساما وهو ثاني أكسيد الكبريت، الذي قد يسبب اختناقات قاتلة ‏للسكان المجاورين، لكن بالنظر إلى بُعد السواحل المغربية من مكان هذا التفاعل ‏المحتمل، فإنه من الصعب أن يصل إليها بنفس الكثافة والحدة؛ لأن النقل الجوي ‏لهذا الغاز سيخفف من تركيز المواد السامة بداخله."‏

أمطار "حمضية"‏

في الوقت الذي استبعد فيه ناصر جبور، رئيس المعهد الوطني للجيوفيزياء حدوث ‏تسونامي كبير أو وصول غازات سامة إلى السواحل المغربية، طرح الخبير ‏فرضية هطول أمطار حمضية حسب ما جاء في بعض التقارير العلمية.‏

وأكد المتحدث أن "هذه الأمطار قد تهطل في مناطق متفرقة من المغرب وأوروبا ‏حسب المحاكاة التي قام بها علماء، وقد تتسبب في حساسية بالعيون والجلد". ‏واستطرد جبور قائلا أن "كل التنبؤات العلمية تؤكد أن تأثير هذه الأمطار سيكون ‏ضئيلا جدا".‏

وحسب المصدر ذاته، فإنه خلافا لآخر بركان نشط بالمنطقة، وهو بركان هييرو، ‏الذي انفجر في قاع المحيط، وأدى إلى نفوق أطنان من الأسماك، فإن بركان "بالما" ‏أو "كومبري فييجا"، نشط في اليابسة، وهو نشاط محلي إلى حدود الساعة.‏

وختم الخبير المغربي كلامه قائلا "نستبعد حدوث سيناريو كارثي، ونتمنى أن ‏ينحصر نشاط البركان على الجزيرة".‏



سكاي نيوز عربية