إقتصاد

بعد ضربة الصين.. كيف سيتأثر المستثمرون في العملات الرقمية؟

تم النشر في 25 أيلول 2021 | 00:00

بلهجة حازمة، أعلن بنك الشعب الصيني، الجمعة، أنّ "معاملات مشتقات العملة الافتراضية كلها ‏أنشطة مالية غير قانونية وهي محظورة تماما".‏

وبرغم منع الصين البنوك من التعامل مع العملات المشفرة في عام 2013، إلا أن بيان الأخير، ‏شدد مجددا على أن عملات البتكوين والإثيريوم والعملات الافتراضية الأخرى تعطل النظام ‏المالي وتستخدم في غسيل الأموال وغيرها من الجرائم.‏

واعتبر بعض المختصين أن الإعلان الجديد هو مقدمة لعملية تراجع لن تنتهي لقيمة العملات ‏الافتراضية، في حين توقع آخرون أن قرار البنك المركزي الصيني قد يكون عقبة يمكن تجاوزها ‏بسهولة.‏

وفي أعقاب التحذير الصيني، تراجعت القيمة السوقية بنحو 130 مليار دولار، وانخفضت قيمة ‏البيتكوين إلى قرابة 42 ألف دولار لتسجل في النهاية تراجعا عاما بحوالي 12 بالمئة خلال 7 ‏أيام، بحسب موقع "كوين ماركت كاب" المتخصص في تحليل هذا النوع من العملات.‏

التراجع مستمر

إلى جانب التراجع الذي لحق بالقيمة السوقية للعملات الافتراضية، يقول الخبير الاقتصادي أحمد ‏معطي، إن هناك أضرار أصابت أسهم شركات العملات المشفرة المسجلة في عدد من ‏البورصات، في أعقاب قرار البنك المركزي الصيني.‏

ويضيف معطي لموقع سكاي نيوز عربية، إن قرار الحكومة الصينية له طبيعة خاصة، نظرا ‏لتكاتف 10 جهات حكومية صينية في تنفيذه؛ سعيا وراء استئصال العملات الافتراضية، لافتا ‏إلى أن هناك ملاحقات للأفراد الذين يروجون لهذه التجارة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.‏

بالرغم من ذلك، يرى الخبير الاقتصادي أن سوق العملات الافتراضية لن تنهار، لكنه يتوقع أن ‏تشهد هذه السوق وتيرة متسارعة من عمليات التقنين، خلال الفترة القادمة.‏

كما يلفت إلى أن التباين في مواقف الصين والولايات المتحدة من العملات الافتراضية، ففي ‏الوقت الذي تتخذ الصين موقفا متشددا منها، تبدي الولايات المتحدة موقفا أقل حدة، وهناك ‏مساعي لتقنينها، مشيرا إلى تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الذي ‏ألمح إلى إمكانية تنظيم تداول العملات الافتراضية.‏

ويوضح معطي أنّ "أي تقنين للعملات الافتراضية، سيؤدي لتراجعها أيضا، نظرا لأن الوضع ‏الحالي لا يعطي أي غطاء قانوني لتدخل الحكومات، مما يؤدي إلى عمليات تلاعب واسعة ترفع ‏قيمتها"، متوقعا أن يشهد سوق العملات الافتراضية تراجعًا مستمرًا خلال الفترة المقبلة، بالتزامن ‏مع عمليات التقنين.‏

تأثير مؤقت

على الجانب الآخر، يقول رئيس المنتدى المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، رشاد ‏عبده، إن قرار الحكومة الصينية لا يختلف عن كثير من الأخبار السلبية التي تعرض لها سوق ‏العملات الافتراضية خلال الفترات الماضية، مُذكرًا بتغريدات إيلون ماسك التي أثرت في هذه ‏السوق بشكل لافت.‏

ويشير عبده في تصريحاته لموقع سكاي نيوز عربية، إلى أن تأثير البيان الصيني حدث بالفعل، ‏وتراجعت العملات الافتراضية، لكن ربما تشهد الفترة القادمة قرار آخر من بنك مركزي قوي، ‏يسمح بتداول العملات الرقمية بشكل قانوني؛ مما قد يدفع بارتفاع قيمتها من جديد.‏

ويضيف رئيس المنتدى المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن مستقبل العملات ‏الافتراضية يتوقف على عدة معايير، أهمها العرض والطلب، وهو أمر يتأثر بالأخبار السلبية ‏والإيجابية، كما هو معمول به في البورصة تماما

ويقول عبده إن عملة البيتكوين على وجه الخصوص لها عدة نقاط قوة، أهمها أن لها عدد ثابت ‏من الوحدات يقدر 21 مليون وحدة، وهو رقم ثابت غير قابل للتلاعب.‏

كما أن من أهم نقاط القوة التي تتمتع بها عملة البيتكوين هي التجزئة، إذ يمكن للمتعاملين بها ‏إنفاق جزء بسيط من كل وحدة، مما وسع من نطاق التعامل بها، ويسر على حامليها الإنفاق في ‏الكثير من الخدمات.‏