عرب وعالم

السعودية تدعو المجتمع الدولي لمواجهة تجاوزات إيران النووية

تم النشر في 29 أيلول 2021 | 00:00

أكد الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية السعودي، ضرورة قيام المجتمع ‏الدولي ‏بمسؤولياته تجاه اختراقات وتجاوزات إيران المستمرة للاتفاقيات والمعاهدات الدولية ‏المتعلقة بالاتفاق النووي، ‏وتصعيدها لأنشطتها النووية، بالإضافة إلى أنشطة البحث والتطوير ‏التي تتعارض مع ما تعلنه إيران ذاتها من سلمية ‏برنامجها النووي، مشدداً على أن المملكة تدعم ‏الجهود الدولية لضمان عدم امتلاك إيران السلاح النووي على المدى القريب ‏والبعيد، وبمنعها ‏أيضا من القدرة على تحويل الاستخدام السلمي للطاقة النووية للاستخدام العسكري.‏



وجاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها وزير الخارجية، الثلاثاء، افتراضياً في ‏الاجتماع رفيع ‏المستوى في الجمعية العامة للأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للإزالة الكاملة للأسلحة ‏النووية، ‏بحضور مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن ‏يحيى المعلمي، نقلا عن وكالة الأنباء السعودية (واس).‏

وقال الأمير فيصل بن فرحان: إنها لمناسبة طيبة أن نحتفل اليوم من أجل إعادة التأكيد على ‏أهمية مقاصد ميثاق الأمم المتحدة ‏المتمثلة في حفظ السلم والأمن الدوليين والمساهمة في رفع ‏مستوى الوعي من الخطورة والتهديدات التي تشكلها ‏الأسلحة النووية على البشرية جمعاء"، مقدماً ‏شكره لرئيس الدورة الحالية الدكتور عبدالله شاهد على ترأسه ‏للاجتماع الذي يؤكد هدف المجتمع ‏الدولي للسعي نحو عالم خالٍ من الأسلحة النووية وتهديداتها ويتمتع بالسلام ‏والأمان.‏

وأشار الى أنه انطلاقاً من إيمان المملكة العميق بأن السلام العالمي هو السبيل الوحيد للازدهار ‏والرخاء ‏والاستقرار في العالم فإنها تدعو للتعاون السلمي بين الدول والمشاركة الفاعلة في إحلال ‏السلام والأمن والتعايش ‏بين الشعوب، مؤكداً أن المملكة تولي اهتماماً بالغاً بمسألة انضمامها لكل ‏الاتفاقيات والمبادرات والمعاهدات التي ‏تدعو إلى إزالة الأسلحة النووية كافة وتسهم في تعزيز ‏السلام والاستقرار الدولي وتقليص مخاطر نشوب حروب ‏تستخدم فيها أسلحة محرمة دولياً.‏

وأوضح وزير الخارجية السعودي أن السياسة الخارجية للمملكة تستند على أسس ومبادئ مستقرة ‏وواضحة تقوم ‏على تفاعل المملكة مع المجتمع الدولي من خلال التزامها بميثاق الأمم المتحدة ‏والمعاهدات والاتفاقيات الدولية ‏التي تحدد إطارا للسلوك العام للدولة والمجتمعات المتحضرة، ‏لافتاً الانتباه إلى أنه نظراً لخطورة استخدام ‏الأسلحة المحرمة دولياً وأثر امتلاكها الفتاك والمهلك ‏للإنسان والبيئة، فقد أعلنت المملكة انضمامها إلى إعلان ‏فيينا للآثار الإنسانية للأسلحة النووية ‏وأسهمت في إنشاء مركز متخصص في الأمن النووي في سايبرسدورف (فيينا) ‏ليكون مكملاً ‏لمنظومة قدرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.‏

كما لفت الأمير فيصل بن فرحان إلى أن موقف المملكة قائم على مبدأ حق الدول في ‏الاستفادة ‏من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية دون إخلال بالتزاماتها وفق معاهدة عدم الانتشار ‏النووي ‏وركائزها الأساسية، مؤكداً وقوف المملكة بجانب الجهود الدولية كافة لمنع أي دولة من ‏حيازة السلاح النووي التي ‏لا يرجى من نتائجها سوى زعزعة الأمن والاستقرار الدولي. ‏

وشدد على أن استتباب الأمن والسلم الدوليين لا يتحقق من خلال امتلاك أسلحة الدمار الشامل، ‏بل من خلال ‏التعاون بين الدول لتحقيق التنمية والتقدم، وبالرغم من وجود إجماع دولي ورغبة ‏إقليمية من كثير من دول ‏المنطقة المعتدلة لإنشاء منطقة شرق أوسط خالية من أسلحة الدمار ‏الشامل وهو الهدف طويل الأمد الذي طال ‏انتظاره وأكدت عليه مؤتمرات مراجعة معاهدة عدم ‏الانتشار النووي إلا أن إسرائيل للأسف ما زالت ترفض ‏الانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار ‏وإخضاع منشآتها النووية لنظام الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة ‏الذرية، وهو ما يناقض ‏قرارات الشرعية الدولية.‏

ولفت الى أن المملكة تسهم بشكل فاعل مع المجتمع الدولي في سبيل إنجاح المؤتمر العاشر ‏لمراجعة معاهدة ‏عدم الانتشار النووي والمقترح عقده في يناير 2022، معرباً عن تطلع المملكة ‏إلى دعم دولة الكويت ‏خلال ترأسها لأعمال الدورة الثانية لمؤتمر إنشاء المنطقة الخالية من ‏الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار ‏الشامل في الشرق الأوسط، داعياً جميع الأطراف إلى ‏المشاركة فيها بشكل يعكس تطلعاتها واهتماماتها بهذه ‏القضية.‏

في ختام الكلمة، أعرب وزير الخارجية، عن أمله أن تلقى جهود المجتمع الدولي تجاه هذه المسألة ‏نتائج ‏ملموسة على أرض الواقع والوصول إلى عالم خال من هذه الأسلحة الفتاكة وتهديداتها لكي ‏ينعم هذا الجيل ‏والأجيال القادمة بالاستقرار والسلام والأمن.‏



العربية.نت