عقب توتر ملحوظ في العلاقة بين البلدين، عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الثلاثاء، عن أمله في انتهاء التوتر الدبلوماسي القائم مع الجزائر قريبا. وقال في مقابلة مع إذاعة فرانس إنتر "نرجو أن نتمكن من تهدئة الأمور لأني أعتقد أن من الأفضل أن نتحدث إلى بعضنا بعضا وأن نحرز تقدما".
كما أكد أن علاقات "ودية جدا تربطه" مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
شرارة التوتر
أتت تلك التصريحات الفرنسية بعد أن استدعت الجزائر يوم السبت سفيرها في باريس إثر تصريحات لماكرون نقلتها صحيفة "لوموند" الفرنسية، قال فيها إن "النظام السياسي العسكري" الجزائري أعاد كتابة تاريخ الاستعمار الفرنسي للجزائر على أساس "كراهية فرنسا"، ما أدى إلى رد جزائري في الحال، إذ أغلقت السلطات الجزائرية في اليوم التالي مجالها الجوي أمام الطائرات العسكرية الفرنسية، بحسب ما أعلن الجيش الفرنسي.
وكانت شرارة هذا التوتر انطلقت الأسبوع الماضي مع إعلان فرنسا خفض عدد التأشيرات المتاحة لمواطني بلدان المغرب العربي، ما دفع الجزائر إلى الاحتجاج رسميا.
يذكر أنه في حين تعتبر الجزائر أن انتقادات ماكرون لنظامها "السياسي-العسكري" لها خلفية "انتخابية"، يرى خبراء أنها تعكس أيضا استياء الرئيس الفرنسي من الإخفاق الظاهر لسياسته لمصالحة الذاكرة بين البلدين.
مسألة الذاكرة حساسة للجزائر!
ويختزن تاريخ العلاقات بين البلدين العديد من المآسي التي خلفها الاستعمار الفرنسي المديد للبلاد، والتي لم تلتئم جراحها بعد، على الرغم من الخطوات الثنائية في هذا المجال من قبل الطرفين، لاسيما منذ انتخاب ماكرون، الذي أقر بالأخطاء الفادحة التي ارتكبها الاستعمار.
وفي العام 2020 اتفق البلدان على تكليف باحثين من ضفتي البحر الأبيض المتوسط للقيام بعمل من أجل الذاكرة بهدف تحقيق "المصالحة". وقدّم المؤرّخ الفرنسي بنجامان ستورا تقريره في يناير إلى ماكرون مطالباً فرنسا بالقيام بـ"خطوات رمزية" لكن "بلا اعتذار ولا توبة".
لكن بعد شهر، رفضت الجزائر التقرير معتبرةً أنه "غير موضوعي"، واستنكرت غياب "الاعتراف الرسمي من جانب فرنسا بجرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية ارتُكبت خلال احتلال الجزائر الذي استمر 130 عاماً.
العربية.نت