أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، اليوم السبت، إن طهران قررت مواصلة المفاوضات في فيينا مع مجموعة الـ4+1 (روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) في فيينا.
وأردف في تصريحات صحافية نقلتها وكالة "إرنا" الرسمية، أن القرار جاء بعد "انتهاء المرحلة الأولى من إعادة النظر في المحادثات". وأشار إلى أن المرحلة الثانية من إعادة النظر في المفاوضات النووية "ستصل إلى نتيجة في المستقبل القريب"، مضيفاً أنه فور انتهاء مسار إعادة النظر في المفاوضات السابقة ستبدأ المفاوضات.
ولفت إلى أن الحكومة الإيرانية الجديدة تعيد النظر في 6 جولات من المفاوضات جرت سابقاً، بهدف "دراسة تفاصيل تلك المفاوضات ونتائجها، وفور وصولها إلى نتيجة ستحدد موعداً لانطلاق جولة جديدة من المفاوضات".
وتابع خطيب زاده في مقابلة مع تلفزيون "فرانس 24": "أتصور أن الموعد المحدد لانطلاق جولة جديدة من المفاوضات سيكون أقصر مما احتاجه فريق الرئيس الأميركي" للعودة إلى المفاوضات في فيينا (أي 90 يوماً).
كما أوضح أن "السؤال الذي تطرحه الحكومة الإيرانية الجديدة هو: ما هو السبب وراء عدم وصول تلك المفاوضات إلى نتيجة ترضي جميع الأطراف؟".
أضاف أن الحكومة تعمل على "تحديد القضايا التي يجب متابعتها في الجولة القادمة من المفاوضات بشكل دقيق".
وكان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، قد أعرب أمس الجمعة عن تفاؤل بلاده بأن المحادثات بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم العام 2015 مع القوى الكبرى ستؤتي ثمارها، شريطة أن تستأنف الولايات المتحدة التزاماتها بالكامل.
والاتفاق الذي خفف العقوبات على إيران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، يحتضر منذ العام 2018 عندما سحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بلاده منه أحادياً، وأعاد فرض عقوبات مشددة على طهران.
وأشار الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن إلى استعداده للعودة إلى الاتفاق، لكن وزير خارجيته أنتوني بلينكن حذر الأسبوع الماضي من أن الوقت ينفد، وأن الكرة في ملعب إيران.
وقال عبداللهيان أمس إن إيران تبحث عن إشارات ملموسة حول استعداد الولايات المتحدة لاستئناف جميع التزاماتها، وأبدى تفاؤله من إمكانية التوصل إلى اتفاق في حال حصل ذلك.
وصرح الوزير في مؤتمر صحافي في بيروت: "من المهم أن نتلقى إشارات من الجانب الآخر، بما في ذلك من الولايات المتحدة، تظهر أنهم عازمون على العودة بشكل كامل إلى التزاماتهم".
وتوقفت المحادثات في العاصمة النمساوية بين إيران والأطراف المتبقية في الاتفاقية، بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا، منذ انتخاب رئيس إيراني جديد إبراهيم رئيسي.
ويُعتقد أن الرئيس الجديد المحافظ أقل استعداداً من سلفه حسن روحاني لتقديم تنازلات للغرب من أجل إحياء الاتفاق. وتراجعت طهران تدريجاً عن التزاماتها النووية رداً على الانسحاب الأميركي.
وتطالب واشنطن بالعودة إلى التزاماتها كشرط مسبق للمضي قدماً بالمحادثات. وتشارك الولايات المتحدة في محادثات فيينا بشكل غير مباشر.
وقال أمير عبداللهيان من بيروت، الجمعة، "سنعود إلى محادثات فيينا". وتابع: "نقترب من اتخاذ قرار نهائي داخل الحكومة الإيرانية. من المهم للغاية بالنسبة للحكومة الجديدة ضمان مصالح وحقوق الشعب الإيراني بشكل كامل في المحادثات. ولن نضيع وقتنا في المفاوضات".
العربية.نت