أخبار لبنان

أميركا تتفهّم "التعقيدات" اللبنانية.. وبومبيو الى بيروت

تم النشر في 19 شباط 2019 | 00:00

جدد مسؤولون أميركيون مواقف ادارة الرئيس دونالد ترمب من لبنان خلال لقاءات مع "العربية.نت" وأهمها ان واشنطن تريد هدوءاً في لبنان وهي لا تدعو ولا تشجّع ما يثير أزمات أمنية وسياسية في البلد الصغير شرق المتوسط.


من الملاحظ ان المسؤولين الاميركيين يعبّرون عن هذه المواقف الرسمية بعد تشكيل الحكومة برئاسة سعد الحريري وقد حظي فيها "حزب الله" بمقاعد وزارية.


تبدو بذلك سياسة الرئيس الحالي مشابهة لسياسة سلفه باراك اوباما فواشنطن كانت وما زالت توافق على انضمام "حزب الله" الى الحكومة اللبنانية لكنها لا تريد ان تستفيد خزينة "حزب الله" من الوظيفة الحكومية.


وقال المسؤولون الاميركيون لـ"العربية.نت" إن هذا الموقف عبّر عنه وكيل وزارة الخارجية الاميركي دايفيد هايل عندما زار لبنان الشهر الماضي، وابلغ اللبنانيين، عندما سمع ان حزب الله سيحظى بحقيبة مهمة، ان واشنطن ستأخذ اجراءات لو حصل ذلك.


هذا الموقف عبّر عنه ايضاً بيان وزارة الخارجية الاميركية، ولكن بلغة أكثر ليونة، عندما أعلن سعدالدين الحريري عن تشكيلة حكومته، وقد اوضح الاميركيون أكثر مرة انهم لن يتمكّنوا من التعاون مع أي وزير من حزب الله، خصوصاً ان التنظيم موضوع على لائحة الارهاب وواشنطن لا تفرّق بين اعضاء الجناحين العسكري والسياسي في حزب الله، وتعتبرهم جميعاً ارهابيين.


لا مهادنة


امام هذه الصورة، تبدو الادارة الاميركية في حالة مهادنة تجاه الاوضاع في لبنان وتجاه حزب الله، لكن المسؤولين الاميركيين الذين تحدّثوا الى العربية.نت أكدوا عكس ذلك، وقالوا اننا سنرى المزيد من الضغوطات الاميركية على التنظيم من خلال فرض عقوبات اضافية عليه وعلى عناصره في الداخل والخارج. كما اعتبروا ان العقوبات السابقة بدأت تعطي نتائج، وان حسن نصرالله تحدّث عنها وان الاجراءات الاميركية تشمل تشدداً أكبر تجاه حزب الله وعقوبات وتصريحات وكشفوا ان عقوبات أقوى أكثر ستقع على حزب الله.


ويضيف المسؤولون الاميركيون وقوفاً واضحاً الى جانب مؤسسة القوات المسلحة اللبنانية وقطاع المصارف، ويتعمّد الاميركيون التأكيد، وفي كل مناسبة، ان واشنطن تدعم الجيش اللبناني وستتابع ذلك وان الادارة الاميركية ترى القوات المسلحة اللبنانية المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان وليس "حزب الله".


هذا الكلام كررته السفيرة الاميركية في بيروت اليزابيت رتشارد بعد لقائها رئيس الحكومة سعدالدين الحريري عندما عبّرت عن تصاعد نفوذ حزب الله في الحكومة "وهو تنظيم يحتفظ بميليشيات لا تخضع لسيطرة الحكومة ويتابع اتخاذ قرارات تتعلق بالأمن القومي وتعرّض للخطر باقي البلاد"


صواريخ "حزب الله"


في ايضاح من المسؤولين الاميركيين حول موقف واشنطن من تصريحات امين عام "حزب الله" حسن نصرالله عن حيازة تنظيمه لصواريخ دقيقة وموجّهة ضد اسرائيل، اشاروا للعربية.نت ان واشنطن "تعتبر ان من حق اسرائيل ان تدافع عن نفسها، لكننا لا نريد ان نرى حرباً"


أعطى المسؤولون الاميركيون مثالاً، ما حدث في جنوب سوريا عندما تمّ اطلاق صواريخ باتجاه الجولان وردّت اسرائيل على مصدر الصواريخ ووقصفت مخازنها وقواعد التحكّم وقد أيّدت الولايات المتحدة الردّ الاسرائيلي.


يعبّر الاميركيون بشكل عام عن تفهّم لـ "تعقيدات" الاوضاع في لبنان، وفيما يحرصون على مواجهة "حزب الله" والتضييق عليه، يريدون السير بسياستهم بحذر وصوت عال. فوجود دايفيد هايل في منصب الرقم ثلاثة في وزارة الخارجية يساعد فريق وزارة الخارجية والوزير مايك بومبيو، ومن خلفه مجلس الامن القومي، على تكوين رؤية دقيقة لهذه التعقيدات اللبنانية وما يجب ان تفعله واشنطن.


من علامات الحذر الدعوة للمحافظة على الهدوء والتأكد من ان العقوبات الاميركية تؤذي "حزب الله" ولا تضرّ بالاقتصاد اللبناني، كما يحافظ الدبلوماسيون الاميركيون على صمتهم عندما يسمعون اسئلة متكررة عن علاقة الادارة الحالية وتقييمها لأداء ودور الرئيس ميشال عون.


بومبيو الى بيروت


من جهة أخرى يريد الاميركيون ان يظهروا للبنانيين وغيرهم انهم ينافسون على النفوذ في لبنان، خصوصاً النفوذ الايراني والنظام السوري العائد الى الساحة اللبنانية، كما ان الوزير مايك بومبيو يضع زيارة لبنان على لائحة اولوياته، فإدارة ترامب تتبّع سياسة الحضور الى الساحة، واعلان المواقف في مكانها، وهذا ما فعله من قبل ريكس تيللرسون عندما جاء الى بيروت واعلان وقوف الولايات المتحدة الى جانب الدولة اللبنانية وقال ان "حزب الله" تنظيم ارهابي.