عرب وعالم

رغم خسارة حلفائها.. هكذا تتشبّث إيران بنفوذها في العراق

تم النشر في 13 تشرين الأول 2021 | 00:00

رغم أن الناخبين في العراق وجهوا صفعة لحلفاء إيران في الانتخابات التي جرت ‏هذا الأسبوع، فإن طهران لا تزال تتشبث بنفوذها في جارتها الغربية عبر تحركات ‏حثيثة على مدار الأيام القليلة الماضية.‏

فقد تلقت الفصائل السياسية التابعة للحشد الشعبي خسارة مؤلمة في الانتخابات، ‏وخسرت عشرات المقاعد في البرلمان المقبل، فيما كان الفائز الأكبر رجل الدين ‏مقتدى الصدر، بالصورة التي رسمها لنفسه كمعارض لكل من إيران والولايات ‏المتحدة.‏

ووسّعت كتلة الصدر، وهي الأكبر بالفعل في البرلمان المؤلف من 329 مقعدا، ‏قاعدة تمثيلها النيابي إلى 73 مقعدا، صعودا من 54 في البرلمان السابق، فيما انهار ‏تحالف الفتح المنافس الرئيسي لها منذ سنوات، الذي يضم فصائل مرتبطة بجماعات ‏مسلحة موالية لطهران، بعد أن انكمشت رقعة تمثيلها النيابي إلى 14 مقعدا نزولا ‏من 48.‏

وعلى غير المعتاد، جاءت كتلة سنية موحدة في المرتبة الثانية، مما قد يمنح الأقلية ‏السنية أكبر قدر من النفوذ تتحصل عليه منذ سقوط صدام حسين.‏

لكن رغم ذلك، لا تزال هناك مؤشرات على أن العراق لم يتخلص من قبضة النفوذ ‏الإيراني الهائل، أبرزها تحقيق رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، حليف ‏طهران، مكاسب هائلة، بعد أن احتل فريقه المركز الثالث بحصوله على 37 مقعدا.‏

وقال دبلوماسي غربي إن قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني كان في بغداد ‏لحظة إعلان النتائج الأولية، ولا يزال يفتش في جعبته عن وسيلة للاحتفاظ بالسلطة ‏في أيدي حلفاء بلاده.‏

أضاف الدبلوماسي لـ"رويترز": "بحسب المعلومات المتوافرة لدينا، كان قاآني في ‏اجتماع مع أحزاب الجماعات الشيعية الاثنين. سيبذلون قصارى جهدهم لمحاولة ‏تشكيل أكبر كتلة في البرلمان رغم الصعوبة الشديدة لإدراك هذا الهدف، نظرا للقوة ‏التي يتمتع بها الصدر".‏

وفي العلن نفت طهران وبغداد وجود قاآني في العراق، لكن مصدرين إيرانيين ‏اتصلت بهما "رويترز" أكدا وجوده.‏

وقال قائد فصيل واحد على الأقل من الفصائل الموالية لإيران، إن "الجماعات ‏المسلحة جاهزة للجوء لسيناريو العنف إذا لزم الأمر"، لضمان بقاء نفوذها بعد ما ‏يعتبرونها انتخابات مزورة.‏

وتابع: "سنستخدم الأطر القانونية الآن. وإذا لم ينجح ذلك سنخرج إلى الشوارع ‏ونقوم بعمل نفس الشيء الذي تعرضنا له خلال فترة الاحتجاجات. حرق مباني ‏الأحزاب" الخاصة بأتباع الصدر.‏

وقال المتخصص في شؤون الفصائل الشيعية المسلحة في العراق بمعهد واشنطن ‏حمدي مالك، إن المالكي "أنفق أموالا طائلة على الحملات الانتخابية وضرب على ‏وتر الحنين إلى الماضي بين صفوف القوات المسلحة، مشددا على صورته كقائد ‏قوي"، في إطار جهوده لحفظ للفوز بالانتخابات والإبقاء على نفوذ إيران.‏

كما قال مسؤول من منظمة بدر، وهي من الكيانات الكبيرة الموالية لإيران في ‏العراق، إن أحد أسباب سوء نتائج تحالف فتح هو أن أنصاره حولوا ولاءهم ونقلوا ‏أصواتهم إلى المالكي، معتبرين أنه "حصن أشد قوة في مواجهة الصدر".‏

وختم المسؤول: "المالكي أثبت مسبقا" أنه قادر على الوقوف في وجه الصدر.‏