عرب وعالم

رسالة وعدتُ بكشفها.. خليل زاده: سأعرض خفايا ملف أفغانستان

تم النشر في 19 تشرين الأول 2021 | 00:00

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، استقالة المبعوث الأميركي إلى أفغانستان، ‏زلماي خليل زاد، من دون أن توضح أسباب تلك الخطوة.‏

إلا أن رسالة الاستقالة كشفت جزءا يسيرا، ووعدت بكشف المزيد عن خفايا التعثر ‏في الملف الأفغاني، وفشل المفاوضات التي جرت لأشهر طويلة بين الحكومة ‏الأفغانية وحركة طالبان.‏

فقد أكد خليل زاد، الذي شغل مجموعة من المناصب في ظل إدارات أميركية عديدة ‏على مر السنوات الماضية، من ضمنها منصب السفير الأميركي في أفغانستان ‏والعراق، في رسالة الاستقالة التي قدمها إلى وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، ‏بحسب ما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن "الترتيبات السياسية بين ‏الحكومة الأفغانية وطالبان لم تمضِ قدمًا على النحو الذي كان مخططا لها".‏

كما أضاف أن أسباب هذا التعثر معقدة للغاية، واعداً بكشف المزيد خلال الأيام ‏المقبلة.‏

فقد كتب موضحا "سأشارك أفكاري في الأيام والأسابيع المقبلة، بعد ترك الخدمة ‏الحكومية" .‏

كما أعرب عن أسفه لما آلت إليه الأمور، لكنه شدد في الوقت عينه على أن هذا ‏التعثر أو "ليس حتما الفصل الأخير".‏

ابن أفغانستان

يشار إلى أن تلك الاستقالة أتت بعد أشهر من فشل الجهود الدبلوماسية التي قادها ‏زلماي في منع حركة طالبان من الاستيلاء على السلطة في بلده الأمّ.‏

وخليل زاد دبلوماسي مخضرم وُلد قبل 70 عاماً في أفغانستان وتقلّد مناصب رفيعة ‏في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن.‏

يتحدّر من مزار الشريف في شمال أفغانستان ويجيد الباشتو والداري، وهما اللغتان ‏الرئيسيتان في البلاد.‏

تولّى زاد ملف العلاقة بين الولايات المتحدة وأفغانستان عام 2018 بعدما عينته ‏إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مبعوثاً خاصاً للإشراف على ‏المفاوضات مع حركة طالبان، وهي مفاوضات لم يشرك فيها الحكومة المدعومة ‏من الولايات المتحدة في كابل.‏

أثمرت المفاوضات لاحقا عن اتفاق تاريخي أبرم في الدوحة في شباط/فبراير ‏‏2020 وتعهّدت الولايات المتّحدة بموجبه بالانسحاب من أفغانستان في العام التالي.‏

لكنّ مفاوضات السلام بين طالبان وحكومة كابل لم تحرز أي تقدم يذكر، وعندما ‏دنا موعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان انهارت في غضون أيام القوات ‏الحكومية التي بنتها الولايات المتحدة على مدى 20 عاماً.‏

سلسلة تنازلات أميركية

فقد بدا أنّ الاتفاق الذي رسم معالمه خيل زاد لم يكن أكثر من مجرّد سلسلة تنازلات ‏أميركية، إذ نصّ على أن تغادر الولايات المتحدة أفغانستان من دون وقف لإطلاق ‏النار ومن دون أن تضع حتى إطار عمل لأي عملية سلام مستقبلية تنهي الحرب.‏

وبدلاً من انتزاع ضمانات من طالبان في الأشهر التي تلت الاتفاق، كثّف خليل زاد ‏الضغط على الحكومة الأفغانية فأجبر الرئاسة على إطلاق سراح آلاف السجناء ‏التابعين للحركة، الذين عزّزوا على الفور صفوف مسلّحي الحركة.‏

إلى ذلك، فاقم الاتفاق الضغط على حكومة كابل إذ أطلق عدّاً تنازلياً بسبب تعهّد ‏أميركا بسحب كامل جنودها من أفغانستان بحلول أيار/مايو 2021، في مهلة تم ‏تمديدها لاحقا إلى أيلول/سبتمبر.‏

ولم يترك ذلك أمام الحكومة الأفغانية الكثير من الوقت والمساحة للمناورة.‏

ثم أتى لاحقا قرار الرئيس الأميركي جو بايدن في نيسان/أبريل المضيّ قدماً ‏بالانسحاب، ليشعل آخر فتيل، فأطلق العنان لهجوم شامل شنّته طالبان مطيحة ‏بالحكومة الأفغانية بالقوة في 15 آب/أغسطس.‏




العربية.نت