عرب وعالم

تتمسّك بـ5 شروط.. هذا ما تريده طهران للعودة إلى فيينا

تم النشر في 19 تشرين الأول 2021 | 00:00

دأبت طهران خلال الأيام والأسابيع الماضية على التأكيد على أنها ستستأنف ‏المحادثات النووية في فيينا، إلا أنها أمس حددت بشكل واضح بعض شروط تلك ‏العودة إلى طاولة المفاوضات، ومنها ما أعلنه رئيسها، إبراهيم رئيسي، من أن ‏ضرورة رفع أميركا للعقوبات كبادرة حسن نية.‏

إلا أن سياسة الحكومة الجديدة في ما يتعلق بالملف النووي تحكمها 3 وثائق رئيسية ‏تحدد توجهاتها في هذا الشأن: ألا وهي أولا رسالة المرشد علي خامنئي إلى ‏الرئيس السابق حسن روحاني عام 2025، التي وافق فيها على خطة العمل ‏الشاملة(الاتفاق النووي) آنذاك.‏

أما الوثيقة الثانية فمشروع قانون "خطة العمل الاستراتيجية لمواجهة العقوبات" ‏الذي أقره البرلمان في 2 ديسمبر 2020؛ والثالثة خطاب المرشد في 7 فبراير ‏‏2021.‏

وبالتالي فإن المضي قدماً في المفاوضات النووية، لا بد بحسب دراسة أعدتها ‏مؤسسة الشرق الأوسط للأبحاث، التماشي مع التوجيهات المنصوص عليها في هذه ‏الوثائق الثلاث.‏

لذا يتمسك الإيرانيون بـ 5 شروط رئيسية في أي مفاوضات مستقبلية، ويرجح أن ‏يتخذوا موقفاً حازماً لتحقيق مطالبهم.‏

‏5 شروط

ففي البداية لن يقبل الإيرانيون بوقف الأنشطة النووية بل سيستمرون بخرق بنود ‏خطة العمل المشتركة حتى رفع العقوبات كاملة، ولن يقبلوا بالتالي ما طرح سابقا ‏‏"التزام بالتزام" أي خطوة إيرانية مقابل أخرى أميركية!‏

كما لن تقبل طهران بتغيير الجداول الزمنية التي أقرها سابقا الاتفاق النووي الموقع ‏في 2015، لاسيما مسألة يوم الانتقال (2023) وتاريخ إنهاء قرار مجلس الأمن ‏التابع للأمم المتحدة (2025).‏

وكانت بعض التقارير والمعلومات أشارت إلى أن الولايات المتحدة والدول ‏الأوروبية كانت تحاول إدراج بند في الاتفاق لضمان التزامات طويلة الأجل بشأن ‏عدم انتشار السلاح النووي.‏

لكن طهران ترى في تلك الخطوة محاولة لتغيير الجداول الزمنية التي نص عليها ‏سابقا.‏

أما الملف أو الشرط الرابع فيكمن في مسألة العقوبات المتعلقة بحقوق الإنسان ‏والإرهاب. فوفقًا للشروط التي وضعها سابقا خامنئي، تعتبر طهران أن فرض أي ‏عقوبات بحجة حقوق الإنسان أو الإرهاب أو القضايا العسكرية، بعد بدء تطبيق ‏الاتفاق النووي في يناير 2016، انتهاكًا للاتفاقية.‏

وبالتالي فإن الوفد الإيراني المفاوض لن يطالب برفع جميع العقوبات، وفقًا لخطة ‏العمل الشاملة فحسب، بل سيدعو أيضًا إلى رفع العقوبات المفروضة بعد دخول ‏الاتفاقية حيز التنفيذ، مثل قيود الإعفاء من التأشيرة التي فرضها الرئيس الأميركي ‏الأسبق باراك أوباما عام 2015 أو قرارات دونالد ترمب عام 2017 .‏

أما الشرط الرابع، فبات معروفا ألا وهو الحصول على ضمانات بأن الولايات ‏المتحدة لن تنسحب مرة أخرى من الاتفاق.‏

الأهم بين كل ما سبق

ولعل الشرط الخامس هو الأهم بين كل ما سبق. فإيران تود أولا وأخيرا "التحقق" ‏من رفع العقوبات.‏

فقد أكد خامنئي سابقا، وكررها رئيسي أمس "إذا كانوا يريدون عودة إيران إلى ‏التزامات خطة العمل الشاملة المشتركة، فيجب على واشنطن رفع كل العقوبات، ‏على أن نتحقق من ذلك ونتأكد من أن العقوبات رفعت بطريقة صحيحة".‏

عندها ستلتزم إيران بالاتفاق، هذا ما أكده المرشد الإيراني في كلمة سابقة له، ‏مشددا على أن بلاده لن تتنازل عن هذا الشرط!‏

‏"قريبا".. ولكن!‏

وكانت السلطات الإيرانية كررت مرارا خلال الأسابيع الماضية عزمها استئناف ‏المحادثات المتعلقة بإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي قيدت بموجبه ‏برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها، "قريبا" لكن دون أن تحدد ‏موعدا معلوماً.‏

فيما لوحت الإدارة الأميركية ببدائل لم تحددها في حال فشلت الدبلوماسية في ‏استئناف الحوار. فقد أكد وزير الخارجية أنتوني بلينكن، بالإضافة إلى المبعوث ‏الأميركي روبرت مالي، الأسبوع الماضي أن واشنطن تدرس خططا بديلة عن ‏المحادثات إذا لم تستأنف قريبا.‏

في المقابل، حضت الدول الغربية التي لا تزال منضوية في الاتفاق المبرم بين ‏طهران والقوى الكبرى عام 2015 (فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) ‏والذي انسحبت منه واشنطن قبل ثلاثة أعوام، بشكل متواصل خلال الشهرين ‏الماضيين على العودة إلى التفاوض في العاصمة النمساوية، بعد أن توقفت ‏المحادثات في يونيو الماضي، عقب 6 جولات لم تفضِ إلى توافق حول جميع ‏القضايا العالقة.‏




العربية.نت