عرب وعالم

على وقع الجفاف والتصحّر.. "أزمة خطيرة" تهدّد العراق

تم النشر في 23 تشرين الأول 2021 | 00:00

تتوالى المؤشّرات المخيفة على عمق الكارثة الإنسانية والبيئية، التي تتهدد العراق ‏على وقع الجفاف والتصحر وشح المياه، بما بات يهدد الأمن الغذائي للمواطن ‏العراقي‎.‎

ففي أحدث تلك الاشارات المقلقة ،قررت قبل أيام وزارتا الزراعة والموارد المائية ‏في العراق، تخفيض المساحة المقررة للزراعة في الموسم الشتوي 50 بالمئة عن ‏العام الماضي، وذلك بسبب قلة الإيرادات المائية، لأسباب عدة منها سياسات تركيا ‏وإيران‎.‎

وبعد ذلك، أعلن وزير الزراعة العراقي، محمد الخفاجي، أن شح المياه بات يهدد ‏بانهيار أمن العراقيين الغذائي، ما اعتبره مراقبون وخبراء دقا لناقوس خطر بات ‏واقعا‎.‎

ويأتي ذلك وسط انتقادات لطرق معالجة الأزمة، وغياب استراتيجيات وحلول على ‏الصعيد الحكومي العراقي، للتعاطي مع المشكلات الناجمة عن نقص المياه الذي ‏يؤثر سلبا على كافة مناحي الحياة وقطاعات الانتاج في بلاد الرافدين‎.‎

ويقول الخبير المائي العراقي، رمضان حمزة، في حوار مع موقع "سكاي نيوز ‏عربية": "يعد ضمان الوصول غير المنقطع إلى المياه أثناء الظروف العادية ‏والطارئة، أحد أكبر التحديات الاستراتيجية التي تواجه العراق في الظرف الراهن ‏وفي المستقبل المنظور، من حيث فعالية العرض والطلب على المياه، والترابط بين ‏طرق الري والزراعة التقليدية واستخدام التقنيات المتقدمة، ولإستكشاف الاعتبارات ‏الأكثر أهمية لبرامج الطلب على المياه سواء ضمن حصص العراق المائية التي ‏تستحوذ عليها كل من تركيا وإيران‎".‎

وتابع: "وعليه فإن صياغة نموذج لأعمال الزراعة والري في العراق، مستند إلى ‏واقع الشحة المائية يتطلب الدعم الإستثنائي من الدولة لتأمين الغذاء للعراقيين‎".‎

ويضيف حمزة: وإذا كانت الغاية من توقيع العراق مذكرة التفاهم الأخيرة مع ‏تركيا، هو لتأمين حصص مائية عادلة ومنصفة للعراق من مياه نهري دجلة ‏والفرات، كما ورد في تصريحات المسؤولين في وزارة الموارد المائية العراقية، ‏والتي تعتبر وسيلة للخروج من الأزمة المائية التي سببها موسم الجفاف الحالي ‏‏2021، إذن لماذا تلجأ الحكومة العراقية لتقليص المساحات المزروعة للموسم ‏الزراعي الحالي بمقدار النصف؟‎".‎

وقال حمزة: "مجمل المؤشرات حول تقليص المساحات المزروعة للموسم الزراعي ‏الحالي بمقدار النصف، تجزم أنه لن ينعكس إيجابا على المزارعين والمواطنين ‏العراقيين، الذين يرزح قسم كبير منهم تحت خط الفقر، بل على العكس سوف ‏يساهم في مسلسل الانهيار الفظيع لقطاع الزراعة في العراق ولأمنه المائي‎".‎

العراق يعيش أصعب حالاته، لجهة مشاكل شح المياه ونقصها الحاد، كما يرى ‏حمزة‎.‎

وللخروج من هذا الوضع، يتطلب الأمر إيجاد الحلول العملية من تجديد وتحديث ‏للبنية التحتية القديمة، إلى تأمين االحصص المائية العادلة والمنصفة للعراق من دول ‏الجوار المائي، وتحسين إدارة المياه المتاحة حاليا وتعزيز الترشيد في الاستهلاك، ‏والعمل على تخفيف تأثيرات تغير المناخ على مواردنا المائية المتاحة، بحسب ‏الخبير العراق‎.‎

ويوضح أن "تأثير التغير المناخي على العراق، الذي يحيل الأراضي الزراعية ‏الخصبة إلى أراض جرداء مهجورة، وتلف الأراضي الزراعية وهجرة السكان ‏منها، إلى نقص الأمطار وارتفاع درجات الحرارة لمستويات قياسية، فضلا عن ‏السدود التي بنتها إيران وتركيا على منابع تغذية مياه نهري دجلة والفرات، هذه ‏مجتمعة تمثل المسببات الأساسية للكارثة التي تحيق بالعراق والعراقيين، وتهددهم ‏في طعامهم وشرابهم"‏‎.‎