أحيت اليونيفيل يوم الامم المتحدة واقامت في مقر قيادتها في الناقورة احتفالا رعاه قائدها العام الجنرال ستيفانو دل كول وحضره المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا،والعميد الركن مارون قبياطي،ممثلا قائد الجيش وممثلون عن قادة الأجهزة الأمنية ورؤساء بلديات وفاعليات
والقى دل كول كلمة قال فيها: "تم تأسيس اليونيفيل في العام 1978 من اجل استعادة السلام والأمن الدوليين في هذه المنطقة. حيث يساهم كل فرد من قوات حفظ السلام، عسكريًا كان أم مدنيًا، بطريقة او بأخرى في الحفاظ على السلام والأمن هنا في جنوب لبنان. سواء من خلال تسيير دوريات في منطقة العمليات، أو من خلال التواصل والتفاوض مع الأطراف، أو دعم المشاريع التي من شانها خدمة المجتمع، أو أداء أي من المهام اليومية التي لا تعد ولا تحصى للحفاظ على حسن سير المهمة وتجهيزاتها. ولا بد لنا من توجيه الشكر لكم فإن عملكم يساهم في دعم قضية السلام".
واضاف: "إن حفظ السلام هو "مهمة" بكل ما للكلمة من معنى، ولكنها لا تخلو من التضحيات. نقضي جميعًا شهورًا أو أعوامًا منفصلين عن العائلة والأصدقاء، ونعمل في ظل ظروف صعبة احيانا ومرهقة في بعض الأحيان. بالنسبة للبعض، كان الثمن باهظا فقبل بضعة أيام فقط فقد زميلنا من غانا، الرقيب مانسفيلد سيكيير، حياته بشكل مأساوي أثناء خدمته في جنوب لبنان، ومنذ تأسيس اليونيفيل في عام 1978، قدم أكثر من ثلاثمئة وعشرين جنديا التضحية الأسمى في خدمة السلام".
وتابع: "ولا بد لنا على الخصوص من التنويه بعمل الكتيبة الكمبودية، التي عانى أحد جنودها في حزيران الماضي من إصابات خطيرة للغاية أثناء المساهمة في إزالة الألغام من الأراضي اللبنانية. واضاف :بصفتي رئيسا للبعثة وقائدا للقوة، آمل ألا يصاب أي جندي لحفظ السلام باي اذى أثناء أداءهم واجباتهم. لكننا نعلم جيدًا أنه لا توجد مهمة تخلو من المخاطر، ولكن المساهمة التي يقدمها جنود حفظ السلام حتمية".
وأردف: "اليوم نكرم أفرادا مدنيين ممن أفنوا عمرا في خدمة الأمم المتحدة، وأكملوا ثلاثة وأربعين عاما في ولاء وتفان والتزام. منذ لحظات فقط، قدمت جائزة الخدمة المتميزة الى لويس ميغيل دي سوسا وربيع حجيلي على أدائهما الذي تعدى نداء الواجب خلال الفترة التي تلت الانفجار المأساوي لمرفأ بيروت. لقد مثلتم اليونيفيل بشرف ومهنية وشجاعة في وقت الحاجة".
ومضى دل كول قائلا: "تمتع جنوب لبنان بخمس عشرة سنة من الهدوء والاستقرار النسبيين. وان تفاني عناصر اليونيفيل المدنيين والعسكريين والتزام جميع الأطراف المعنية بالأليات التي تم تأسيسها للتنسيق الثلاثي والحد من المخاطر كان له الدور الأكبر في الحفاظ على هذا الهدوء. ومع ذلك، وقال :تذكرنا أحداث الأشهر الأخيرة بأنه لا يمكننا اعتبار هذا الاستقرار أمرًا مفروغًا منه. يجب علينا إعادة تأكيد التزامنا بأهداف ومندرجات ميثاق الأمم المتحدة - وبالأخص الهدف الأول المتمثل بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين".
ورأة أنه "علينا مضاعفة جهودنا من اجل خلق الظروف المؤاتية لإيجاد حل سياسي ودبلوماسي ووقف دائم لإطلاق النار بين لبنان واسرائيل. في غضون ذلك، وكخطوة في هذا الاتجاه، يجب علينا ترسيخ تحديد الخط الأزرق كأداة أساسية لحل النزاع. حيث ساعدت البراميل الزرقاء ولأكثر من عقد حتى الآن، في تجنب الحوادث التي كان من الممكن أن تصبح بؤرًا لسوء الفهم والصراع. ويمكننا تفادي هذا الخطر من خلال وضع الخلافات جانباً من اجل المشاركة بشكل بناء في حل الصراع، وتحديد الأجزاء المتبقية من الخط الأزرق وتجنب اتخاذ إجراءات أحادية الجانب. في يوم الأمم المتحدة، أحث الطرفين على النظر في ذلك".
وأردف: "لست متأكدًا من أنه، قبل 76 عامًا، كان بإمكان الأشخاص الذين وضعوا الميثاق تنبؤ العالم الذي نعيش فيه اليوم، حيث خرجنا من وباء عالمي أثار أزمات اقتصادية واجتماعية تحدت بعض أهدافه الأساسية. لكن المنظمة التي تم إنشاؤها في ذلك اليوم لا تزال قوية ومرنة، وملتزمة تمامًا بأهدافها الأساسية كما كانت في ذلك اليوم من العام 1946. في هذا اليوم، أتمنى لكل واحد منكم وللشعب اللبناني مستقبلًا يسوده السلام والازدهار".
فادي البردان