عرب وعالم

برنامج إيران النووي... بين بلينكن وبن فرحان

تم النشر في 31 تشرين الأول 2021 | 00:00

ناقش وزيرا خارجية المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، اليوم ‏الأحد، الجهود الدولية تجاه برنامج إيران النووي، كما بحثا تعزيز الأمن ‏والاستقرار في الشرق الأوسط‎.‎

والتقى وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، اليوم، وزير ‏خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنتوني بلينكن، وذلك على هامش قمة ‏قادة دول مجموعة العشرين المنعقدة في العاصمة الإيطالية روما‎.‎

وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الاستراتيجية والتاريخية بين ‏المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، وسُبل تعزيزها ‏في كافة مجالات التعاون والتنسيق المشترك‎.‎

وناقش الوزيران خلال اللقاء العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات ‏الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة ‏الشرق الأوسط، وجهود إرساء دعائم السلام التي يبذلها البلدان الصديقان ‏بالمنطقة والعالم‎.‎

كما بحثا الجهود المشتركة في مواجهة التغير المناخي وحماية البيئة بما ‏يعزز من التنمية المستدامة دولياً، واستعرض الجانبان مبادرتي ‏‏"السعودية الخضراء" و"الشرق الأوسط الأخضر" اللتين ستسهمان في ‏حماية كوكب الأرض وتحقيق المستهدفات الدولية في هذا الشأن‎.‎

فيما تطرق الجانبان إلى التطورات الأخيرة في جمهورية السودان، ‏وأهمية تعزيز العمل المشترك لدعم كل ما يحقق الأمن والاستقرار في ‏السودان الشقيق، وتبادلا وجهات النظر حيال البرنامج النووي الإيراني ‏والجهود الدولية المبذولة في هذا الشأن‎.‎

حضر اللقاء الأمير فيصل بن سطام بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين ‏الشريفين لدى جمهورية إيطاليا‎.‎

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد قال في وقت سابق ‏اليوم الأحد، إن الولايات المتحدة "على اتفاق تام" مع بريطانيا وألمانيا ‏وفرنسا بشأن إعادة إيران إلى الاتفاق النووي، لكنه أضاف أنه من غير ‏الواضح ما إذا كانت طهران مستعدة للعودة إلى المحادثات "بطريقة ‏مجدية‎".‎

جاءت تصريحات بلينكن خلال مقابلة مع شبكة "سى إن إن"، اليوم ‏الأحد‎.‎

وفي السياق، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الأحد، ‏إن روسيا تدعم بالكامل العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن ‏الاتفاق النووي الإيراني‎ (JCPOA) ‎بالشكل الذي أبرم فيه الاتفاق دون ‏استثناءات أو إضافات‎.‎

وقال الوزير للصحافيين على هامش قمة‎ G20 ‎ردا على سؤال فيما إذا ‏كان تكثيف الاتصالات يمكن أن يؤدي إلى عودة الأطراف إلى تنفيذ ‏الصفقة: "على ما يبدو أن تكثيف الاتصالات يعني إن الأطراف تريد ‏التوصل إلى اتفاق. ويمكن استعادتها فقط بالشكل الذي وافق عليه مجلس ‏الأمن الدولي في عام 2015، وأي إضافات وأي انسحابات غير مقبولة ‏من الجانب الإيراني ونحن نؤيد تماما هذا النهج‎ ".‎

واشترطت إيران للعودة إلى التفاوض بشأن الاتفاق النووي موافقة ‏واشنطن على "العودة إلى النقطة التي انسحب منها" الرئيس الأميركي ‏السابق دونالد ترمب، أي إلغاء كافة العقوبات اللاحقة التي فرضتها ‏أميركا بعد انسحابها من الاتفاق عام 2018‏‎.‎

طريق واحد للعودة

وقال وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان في حوار صحفي اليوم: ‏‏"إننا نناقش كيفية التفاوض واستئنافه"، مؤكداً: "هناك طريق واحد ‏وبسيط للعودة إلى التفاوض، وهو الموافقة على العودة إلى النقطة التي ‏انسحب منها ترمب‎".‎

وتابع: "باعتقادي، إذا كانت هناك إرادة جادة في أميركا للعودة إلى ‏الاتفاق النووي، لا نحتاج إلى كل هذه المفاوضات على الإطلاق. يكفي ‏أن يصدر الرئيس الأميركي أمراً تنفيذياً اعتباراً من الغد يعلن من خلاله ‏العودة إلى النقطة التي انسحب منها ترمب. لكن المشكلة هي أننا نسمع ‏هذه الإرادة والنية في رسائل الأميركيين، لكننا لا نرى هذه الإرادة على ‏أرض الواقع‎".‎

في السياق نفسه، قال عبداللهيان: "على أية حال، نحن أحد الأطراف في ‏المفاوضات، وبقية الدول في الطرف الآخر. لكننا الطرف الرئيسي في ‏ذلك ويجب علينا أن نرى كيف يمكننا العمل لضمان أقصى قدر من ‏الحقوق والمصالح لشعبنا‎".‎

وحول تأثير المفاوضات النووية على علاقات إيران الإقليمية، قال وزير ‏الخارجية الإيراني: "علينا أن ننتظر ونرى ما سيحدث خلال المفاوضات ‏وما إذا كانت الأطراف الأخرى لديها إرادة جادة بمواصلة المفاوضات"، ‏مؤكداً أن "طاولة المفاوضات هي نوع من الصراع والحرب ‏الدبلوماسية، ويجب الدفاع عن مصالح البلاد"، حسب تعبيره‎.‎

ورداً على سؤال بشأن ما هي أصعب عقبة تعرقل استئناف المفاوضات ‏في الوقت الراهن، أجاب عبداللهيان: "لا أرى أي عقبات في الداخل، ‏مشكلتنا هي نوع اللعبة التي يرغب فيها الأميركيون على وجه التحديد‎"‎‏.‏




العربية.نت