أخبار لبنان

الباقي يُتبع

تم النشر في 2 تشرين الثاني 2021 | 00:00

راشد- فايد - النهار ‏



قفا نحكِ



طريف أن ينشر أحد المواقع الإخبارية نبأ مفاده أن "رئيس الجمهورية يواصل ‏اتصالاته لمعالجة تداعيات قرارات دول خليجية ردا على تصريح الوزير جورج ‏قرداحي، وتشاور مع الرئيس نجيب ميقاتي في الخطوات الواجب اعتمادها". ‏والطريف أن النبأ "الجليل" لم يسم بمن اتصل الرئيس: أهو زعيم عربي أو مسؤول ‏دولي، وما مقامه، أو من هي دولته؟

الجواب سهل. فـ"العهد القوي" يتمتع بعلاقات دولية مثمرة تمتد من طهران إلى ‏فنزويلإ، مرورا بدولة الأسد، ودولة الحوثيين، لكن النص لا يترك مجالا لتفاؤل من ‏هذا النوع، إذ يبيّن أن الأمر "أهلية بمحلية" وفخامته، أو مكتبه الإعلامي، يرى في ‏اتصاله برئيس الحكومة أمرا يستحق الإظهار للرأي العام، حتى لا يخالج التشكيك ‏أحدا في أن الرئيس غافٍ، أو غافلٍ، عن هموم الوطن والمواطنين، أو ساهٍ عنها، ‏وهو ما لا تعكسه القضايا العالقة، كالفساد وتهريب الأموال وسرقة المناقصات ‏وتوزع المغانم بين أرباب السلطة، وتعطيل التعيينات القضائية، وشل المؤسسات ‏العامة‎.‎

لب الإيحاء الذي يستهدفه الخبر هو أن العهد القوي لا يهمل واجباته الرئاسية، وأن ‏تفاعلات تصريح وزير الإعلام ليست متروكة، بل تحت العين الساهرة لبعبدا. لكن ‏علام هي ساهرة، بينما مسلسل تدمير علاقة لبنان بدول مجلس التعاون الخليجي، ‏وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، بدأ منذ سنوات، تحديدا بعيد مغامرة تموز ‏‏2006، والحرب الإسرائيلية التدميرية على لبنان، ولم يمنع الإغداق العربي، مالاً ‏ودعماً، ألسنة الإساءة من التطاول والتحامل، بما كاد يخيف اللبنانيين العاملين في ‏الخليج على مصادر بحبوحتهم، لولا ترفع الدول المعنية عن الإضرار بمصالحهم، ‏والحرص عليها وصون معيشتهم، وعدم أخذهم في جريرة المسيئين‎.‎

لكن، كما يقول العرب "زاد في الرقّة حتى انفلق": واصلت السعودية، ‏وغيرها،الحرص على مصالح اللبنانيين، وواصل أصحاب الخوة السياسية في لبنان ‏تصعيد استفزازهم، سواء بالكبتاغون، أو المواقف العدوانية، والتذكير بأنهم يمثلون ‏ايران في لبنان والمنطقة من العراق إلى اليمن، حتى بدا فجّا للمراقبين مدى التزام ‏حزب ايران في لبنان السلم مع اسرائيل بعنوان الحرص على "قواعد الإشتباك" ‏والإلحاح على تفجير الموقف مع المملكة العربية السعودية، مهما كانت الأضرار ‏على لبنان واللبنانيين‎.‎

هذا الواقع يجعل ما قاله وزير الإعلام في حرب اليمن أقرب إلى "ضغث على ‏إبالة" كما يقول العرب" فسواء أدلى بما قال اليوم أو قبل توزيره، فإن الخلاصة ‏محددة: في لبنان فئة لا يعنيها أن يجوع اللبنانيون، أو تتضرر اعمالهم وتحبس ‏أرزاقهم (وهو ما لن تجنح إليه السعودية ودول الخليج)، وتعميهم عمالتهم إلى ‏الخارج عن الماساة التي يدفعون البلد إليها‎. ‎

لم يكن منتظراً من الوزير المعني أن يقول غير ما قال، فهو كان مقدم برنامج تسلية ‏في محطة سعودية حين امتدح بشار الأسد في عز الثورة السورية ودعم السعودية ‏للشعب السوري المعتدى عليه، فكان ذلك أشبه بتقديم أوراق اعتماده للنظام العائد، ‏وما توزيره سوى لتمتعه بهذا القدر من العشق لهذا النظام. هو إطلالة للنظام في ‏دمشق على الوضع اللبناني، وإعلان امتلاك حق الفيتو على سياسة لبنان... والباقي ‏يتبع‎.‎