تكنولوجيا

ماذا يحدث لجسم الإنسان إذا خرج إلى "فراغ الفضاء"؟

تم النشر في 14 تشرين الثاني 2021 | 00:00

تخيّل أنك رائد فضاء وقد تم إلقاؤك عن طريق الخطأ من مركبة فضائية، ‏فماذا سيحدث لجسمك بالفراغ في الفضاء، إذا لم تكن ترتدي بدلة الفضاء؟

لا تبدو التداعيات لحادث من هذا القبيل كما تصورها أفلام هوليوود، التي ‏عادة ما تظهر أشخاصا غير محميين بالخوذات أو بدلات الفضاء وهم ‏ينفجرون أو يتجمدون على الفور حتى الموت.‏

لكن في الواقع، ستكون تأثيرات التحرك في فراغ الفضاء مشابهة، لكن ‏أقل مبالغة مما تظهره أفلام هوليوود. إذ لن ينجو رائد فضاء يطفو بدون ‏بدلة في الفضاء، لكن موته لن يحدث في غضون دقائق أو ثوانٍ.‏

الفضاء هو فراغ خال من الهواء، وهذا يعني أنه، على عكس الأرض، لا ‏يوجد غلاف جوي ولا ضغط تمارسه جزيئات الهواء.‏

ويحدد الضغط الجوي درجات الحرارة التي تغلي فيها السوائل وتتحول ‏إلى غازية. فإذا كان الضغط الذي يمارسه الهواء خارج سائل ما مرتفعًا، ‏كما هو الحال عند مستوى سطح البحر على الأرض، فمن الصعب تكوين ‏فقاعات الغاز، والارتفاع إلى السطح والهروب.‏

ولكن نظرًا لعدم وجود ضغط جوي فعليًا في الفضاء، تنخفض درجة ‏غليان السوائل بشكل كبير.‏

ويقول الدكتور كريس لينهاردت، طبيب الفضاء التشغيلي في وكالة ‏الفضاء الأميركية "ناسا" لموقع "لايف ساينس": "نظرًا لأن 60 بالمئة ‏من جسم الإنسان يتكون من الماء، فهذه مشكلة خطيرة".‏

ويضيف: "في حالة عدم وجود ضغط، سيغلي الماء السائل في أجسامنا، ‏ويتحول على الفور من سائل إلى غاز، وستبدأ جميع أنسجة الجسم التي ‏تحتوي على الماء في التوسع".‏

وقال لينهاردت: "لا يمكن لأي إنسان أن ينجو من هذا، الموت محتمل في ‏أقل من دقيقتين". وقد تعرض بعض البشر بالفعل لحوادث مشابهة، ‏ونجوا ليرووا لنا الحكاية.‏

ففي عام 1966، كان مهندس الفضاء في ناسا، جيم ليبلانك، يساعد في ‏اختبار أداء نماذج البدلات الفضائية في غرفة مفرغة ضخمة.‏

وفي مرحلة ما من الاختبار، تم فصل الخرطوم الذي يغذي الهواء ‏المضغوط في بدلته.‏

ويقول عن هذه الحادثة: "عندما تعثرت للخلف، شعرت باللعاب على ‏لساني يتحول إلى فقاعات وكأنه يغلي قبل أن أفقد الوعي".‏

ويحدث تكوين فقاعات الغاز في سوائل الجسم أيضًا لدى الغواصين في ‏المياه العميقة، الذين ينتقلون بسرعة كبيرة جدًا من بيئة تحت الماء ذات ‏ضغط مرتفع إلى ضغط منخفض على سطح الماء.‏

وبالنسبة لرواد الفضاء فإن الدم الذي يتدفق عبر الأوردة يغلي بسرعة ‏أقل من الماء في الأنسجة، لأن نظام الدورة الدموية له ضغط داخلي ‏خاص به.‏