عرب وعالم

في عباءة أبيه.. كيف يرى العالم ترشح سيف الإسلام القذافي؟

تم النشر في 15 تشرين الثاني 2021 | 00:00

عاد سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الراحل معمر القذافي، إلى الأضواء مجددا ‏بعدما قدم أوراقه للترشح في الانتخابات الرئاسية الليبية، الأمر الذي طرح احتمال ‏حدوث تحول جديد في سياسة البلاد الغارقة في الفوضى منذ أكثر من عقد.‏

وظهر سيف الإسلام، الأحد، في مدينة سبها جنوب غربي ليبيا لتقديم أوراق ‏ترشحه لمكتب المفوضية العليا للانتخابات، مرتديا العباء والعمامة اللتين طالما ‏اشتهر والده الراحل بارتدائهما.‏

وسينافس القذافي الابن في الانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر المقبل.‏

ولم تظهر حتى الآن ردود فعل فورية في أوروبا عقب إعلان سيف الإسلام ‏الترشح، لكن العديد من الإشارات صدرت في وقت سابق من القوى الدولية توقعت ‏عودة نجل القذافي للعمل السياسي.‏

ففي أواخر عام 2018، صرح وكيل رئاسة الوزراء بإيطاليا حينها، جان ‏جورجيتي، بأن بلاده لا تعترض على إمكانية عودة سيف الإسلام القذافي للعمل ‏السياسي وقيادة ليبيا.‏

أما واشنطن فعبّرت سبتمبر الماضي عن "امتعاضها" على لسان وزير الخارجية ‏بالإنابة لشؤون الشرق الأدنى، جوي هود الذي قال: "العالم لدية مشكلة" في ترشُّح ‏سيف الإسلام".‏

وتابع أن "الأمر يقرره الشعب الليبي، لكنه أحد مجرمي الحرب، ومُدرج بموجب ‏قوانين الأمم المتحدة والولايات المتحدة على قائمة العقوبات،

ولا يزال خاضعا لمذكرة توقيف معلقة صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية".‏

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد استبق خطوة القذافي الابن، ‏السبت الماضي بالدعوة إلى إتاحة الفرصة لجميع القوى السياسية للترشح، بما في ‏ذلك "أنصار نظام القذافي" كي تكون الانتخابات "شاملة".‏

شكل التحالفات المتوقع

ويقول مراقبون ليبيون لموقع "سكاي نيوز عربية" إن ترشح سيف الإسلام القذافي ‏أشعل أجواء منافسة في العالم كما في ليبيا، فاحتمال فوزه في الانتخابات يمكن أن ‏ينعكس على علاقات البلاد الدولية.‏

ويضيف المحلل السياسي الليبي إبراهيم الفيتوري: "بالتأكيد ترشح سيف الإسلام ‏سيبعثر ويربك كثير من الملفات، والملف الخارجي قد يواجه المعضلة الكبرى، ‏حيث سيعيد قائمة التحالفات الدولية".‏

وبحسب الفيتوري فأكثر المستفيدين من وصول القذافي الابن لحكم ليبيا هما روسيا ‏والصين، والأكثر تضررا أميركا وأوروبا بعد أن كانتا سببا في إسقاط حكم أبيه، ‏وبالتالي ربما تلعبا دورا ضد ابنه في الانتخابات.‏

وتساءل المحلل الليبي عن بقاء تأثير الدور تلعبه فرنسا وإيطاليا في حال وصول ‏سيف الإسلام للحكم.‏

واعتبر أن فوز نجل القذافي سيفتح مجالا لروسيا والصين للتدخل بقوة، وتحقيق ‏الحلم الروسي بامتلاك موانئ دافئة على البحر المتوسط، خاصة أن ليبيا ذات موقع ‏استراتيجي جيد يخدم الأفكار الروسية والطموح الصيني في العمق الإفريقي.‏

من جانبه، توقع المحلل السياسي الليبي، سلطان الباروني، أن يكون من الصعب أن ‏يقترب سيف الإسلام مع بروكسل أو واشنطن، كون حلف الناتو والولايات المتحدة ‏شكلا رأس الحربة في إسقاط والده.‏

وما عن العلاقات مع الدول العربية مع ليبيا، فتوقع الباروني أن الأمر لن يمثل ‏عقبة تذكر؛ لأن دول الجوار خلال الاحتجاجات بليبيا 2011 كانت منشغلة هي ‏الأخرى بأحداث داخلية، ولم تتدخل في الأزمة الليبية.‏




سكاي نيوز عربية ‏