وصل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب الى روسيا، حيث يلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف الإثنين المقبل، لبحث جملة مواضيع ابرزها: ملف اللاجئين السوريين والمساعدات الروسية، وساطة روسيا لحلّ المشاكل اللبنانية وإمكانية توظيف استثمارات روسية في البلد، وسينقل بو حبيب طلباً لبنانياً لمساعدة موسكو في حلّ الخلاف المستجدّ مع دول الخليج، وفق ما تكشف مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ "المركزية"، مشيرةً إلى أن روسيا ستدرس الموضوع وتجس النبض قبل الدخول على خطّ أزمة العلاقات اللبنانية – الخليجية، هي لديها الاستعداد لكنها لا تحبّذ أخذ الموضوع على عاتقها وتحمل تبعات فشل مساعيها ان لم توفق.
وتلفت المصادر إلى أن الروس من الأساس يشجّعون على إعادة العلاقات العربية مع سوريا وتطويرها، باعتبار أن غياب العرب عنها يساهم في تعزيز الدور الإيراني فيها، لذلك زيارة الموفد الإماراتي إلى دمشق كانت بتشجيع روسي بشكل أساسي. ويشددون دائماً على ضرورة ألا يترك العرب لا سيما الخليج سوريا ولبنان، تجنباً لترك الساحة فارغة أمام قوى أخرى مستعدّة للدخول إليهما منها تركيا وإيران...
أما صور الأقمار الاطصناعية المرتبطة بتفجير مرفأ بيروت فأصبحت في حوزة وزارة الخارجية الروسية بعد أن سلّمتها إليها مؤسسة "روس كوسموس" كي تسلّمها الوزارة بدورها للوزير بو حبيب خلال زيارته، دائما حسب المصادر.
وتستبعد أي زيارة مرتقبة لموفد روسي إلى المنطقة في المدى المنظور، مرجّحةً أن يُكلّف وفد نهاية الشهر المقبل للقيام بجولة في عدد من دول المنطقة من ضمنها لبنان، إسرائيل وفلسطين مروراً بسوريا، إلا أن الموضوع لا يزال في إطار الكلام وما من قرار رسمي، حتى أن الشخصية التي ستفوّض إليها المهمّة لم تقرر بعد، حسب ما تنقل المصادر عن الخارجية الروسية، لافتةً إلى أن الزيارات إلى سوريا مكثفة وسيغطّ فيها موفد قريباً، فملف سوريا أساسي بالنسبة إليهم.
أما عودة الدور السوري إلى لبنان فغير مطروحة نهائياً حسب ما يجزم الروس، وكلّ دول العالم تتدخل في سوريا من الأميركي الى التركي والإيراني والروسي والإسرائيلي... لا يمكن بالتالي لدمشق أن تتدخل بدورها في دول أخرى. فليحل السوريون مشاكلهم قبل.
وتؤكد المصادر حرص الخارجية الروسية على حفظ استقرار لبنان، معلنةً عن تفاهم روسي – أميركي في السياق، خصوصاً ان اي تصعيد سلبي ينعكس سلباً على سوريا وهو ما يتفاداه الروس، أما أميركا فمنشغلة بالتخطيط للملف الإيراني وانفجار الوضع اللبناني راهناً لا يصب في مصالحها. كذلك تفاهم الطرفان على ملف استجرار الغاز والكهرباء من الأردن ومصر إلى لبنان عبر سوريا منعاً للتعرض لعقوبات، كما يريد الروسي ضمان عدم حدوث أي قضايا أمنية مثل تفجير الانابيب أو ضرب الكهرباء...
وتكشف المصادر عن اجتماع حصل أمس جمع سفراء الدول الداعمة للبنان في بيروت وخرجوا بانطباع موحّد يقضي بعدم جرّ لبنان إلى المشاكل الإقليمية وزجّه في مواجهات تفتح باب للفوضى عبر التوترات الأمنية.