أكد رئيس بلدية طرابلس رياض يمق أن "طرابلس بعيدة كل البعد عن التطرف والإرهاب، وكانت دائما مدينة السلام والوطنية والعيش المشترك".
وفي كلمة له خلال مشاركته في جولة دراسية لـ"بيوت الامان الهولندية" في لاهاي، بدعوة من مكتب إدارة مكافحة الإرهاب والأمن القومي في وزارة الخارجية الهولندية، شدد يمق على "ضرورة تضافر الجهود لتظهير صورة طرابلس الحضارية الحقيقية، والعمل على إيقاف التشويه المتعمد في محاولات بائسة لضرب السلم الاهلي".
ولفت الى ان "طرابلس كانت قبل الاستقلال من أغنى المدن على البحر المتوسط، وباتت بعد الاستقلال من أفقر المدن جراء الحرمان والتهميش".
وأوضح للمشاركين في الدراسة ان "طرابلس مدينة العيش المشترك يتعانق فيها المسجد مع الكنيسة وفيها كل الديانات وتحتضن كل الطوائف الاسلامية والمسيحية، وحتى اليهودية كانت موجودة، وهي المدينة التي كانت تساند دائما الثورات العربية والقضايا المحقة، وفي العام 1975 بدأت الحرب الأهلية الطائفية وكان القتل على الهوية بين المسلمين والمسيحيين، لكن طرابلس حافظت على تنوعها وعلى كنائسها وشوارها المسماة بأسماء مسيحية، كما حافظت على الارساليات التعليمية المسيحية، الى جانب المدينة الإسلامية، رغم هذا الانفتاح لم تعط المدينة حقها من الانماء المتوازن، ومع انطلاق الثورة السورية، جاءت أزمة جديدة فأرخت بظلالها على طرابلس، وانطلقت جولات الحرب الطائفية بين أهل السنة والعلويين بين جبل محسن ومناطق الجوار التبانة القبة والمنكوبين مع وصول دفعات نزوح سوري اليها والى المناطق المحيطة بالمدينة وازداد الفقر وادخل الكثيرون الى السجون".
وتابع: "مع انطلاق ثورة 17 تشرين الاول أظهرت طرابلس انها مدينة العيش المشترك واستحقت لقب عروس الثورة رغم بعض الخروقات والتعديات على الأملاك العامة والخاصة بما فيها حرق القصر البلدي الاثري والمحكمة الشرعية. هذا الوضع المأسوي شكل في بعض الأحيان مدخلا الى ما يسمى الإرهاب الذي لم يتعد اقل من واحد في المئة من المغرر بهم من ابنائها، وتحت هذا الشعار سحب المئات من الشباب الأبرياء الى السجون بتهم الارهاب وبدون محاكمات لسنوات طويلة".
ومضى قائلا: "أطلق على طرابلس مسميات ونعوت متعددة، وظلمها بعض الإعلام المحلي والعالمي، والحقيقة هي بعيدة كل البعد عن الارهاب وحافظت المدينة على طابعها السلمي بتعاون معظم اهاليها من كل الطوائف".
وكان يمق شارك مع رئيسي بلديتي صيدا محمد السعودي ومجدل عنجر سعيد ياسين ومنسقة شبكة المدن القوية في بلدية طرابلس ناجية اشلان، في أعمال الدراسة التخصصية حول مكافحة الإرهاب.
وأجرى الوفد اللبناني سلسلة لقاءات، استهلها مع فريق التنسيق الوطني للإرهاب والأمن، الذي رحب باسم مكتب إدارة مكافحة الإرهاب والأمن القومي في وزارة الخارجية الهولندية بالوفد اللبناني، ثم كان نقاش موسع مع محافظ منطقة لاهاي السيد Jan Van Zanen ومسؤول السياسة الادارية في البلدية السيد Hassan al Ghazi حول المناهج المحلية في الوقاية في بلدية لاهاي.
كما زار يمق والوفد المرافق مدينة دالفت، حيث تم إجراء محاكاة لمنازل الأمان، تلاها مقدمة عن طريقة الارتداد "Bounce Method" التي تستهدف الشباب من سن 12 إلى 18 عاما في Community Centre De Parel، ثم عقد لقاء على عشاء مع عمدة بلدية دالفت، وتميز اللقاء في بلدية دالفت بعرض تجارب ونقاش موسع عن التطرف واسبابه وكيفية الوقايه منه، ومن ثم زيارة الى مركز اجتماعي وتبادل الخبرات والافكار مع القيميين عليه بحضور رئيسة بلدية دالفت.
الى ذلك، شملت الجولة على بيوت الأمان الهولندية زيارة مجموعة وحدات الوقاية من التطرف العنيف، ومركز الاحتجاز في فوغت للتعرف على عملية إعادة التأهيل التي وضعتها الحكومة الهولندية حول المتطرفين الموقوفين أو الذين تمت محاكمتهم بالتوازي.
وتوجه الوفد مع رؤساء البلديات وممثلين من شبكات الوقاية المجتمعية إلى بلدية امستردام للتعلم من فريق البلدية نهج ال Case-based Approach المعتمدة في مقاطعات أمستردام السبعة. وأعقب اللقاء زيارة لمركز Dappere Dames للسيدات لاكتشاف العمليات الميدانية مع المسؤولين وهيئات المجتمع المحلي في المدينة.
كذلك زار الوفد، بيوت الأمان الهولندية في مدينة روتردام، حيث شارك ضباط من الشرطة في تقديم مفاهيم عملية وأمثلة ميدانية، مما يعكس التنوع الديموغرافي الكبير للمدينة، واستكملت الجلسة بكلمة لرئيس بلدية روتردام احمد ابو طالب، الذي اوضح "فلسفته وفلسفة المدينة وراء التطرف وكيفية السيطرة عليه".
ثم كان لقاء في المقر الرئيسي لـ Human Security Collective في لاهاي على مائدة مستديرة مع خبراء محليين لمناقشة الدروس والنتائج.
وزار الوفد اللبناني بلدية امستردام للتعلم من فريق البلدية نهج الـ Case-based Approach المعتمدة في مقاطعات أمستردام السبعة.
وأعقب اللقاء زيارة لمركز Dappere Dames للسيدات لاكتشاف العمليات العملية مع المسؤولين الميدانيين والمجتمع المحلي في المدينة.
وكان لرئيس بلدية طرابلس مداخلة تساءل فيها عن اسباب المفاهيم الخاطئة لدى الغرب والفوبيا الإسلامية، "التي تربط كل اعمال التخريب والارهاب والتطرف مباشرة بالاسلام، والاسلام دين حنيف، وهو براء من كل هذه التهم".