أخبار لبنان

يمق: طرابلس ترفض الإرهاب وتتمسّك بالعيش المشترك

تم النشر في 20 تشرين الثاني 2021 | 00:00

أكد رئيس بلدية طرابلس رياض يمق أن "طرابلس بعيدة كل البعد عن التطرف ‏والإرهاب، وكانت دائما مدينة السلام والوطنية والعيش المشترك". ‏

وفي كلمة له خلال مشاركته في جولة دراسية لـ"بيوت الامان الهولندية" في لاهاي، ‏بدعوة من مكتب إدارة مكافحة الإرهاب والأمن القومي في وزارة الخارجية ‏الهولندية، شدد يمق على "ضرورة تضافر الجهود لتظهير صورة طرابلس ‏الحضارية الحقيقية، والعمل على إيقاف التشويه المتعمد في محاولات بائسة لضرب ‏السلم الاهلي". ‏

ولفت الى ان "طرابلس كانت قبل الاستقلال من أغنى المدن على البحر المتوسط، ‏وباتت بعد الاستقلال من أفقر المدن جراء الحرمان والتهميش". ‏

وأوضح للمشاركين في الدراسة ان "طرابلس مدينة العيش المشترك يتعانق فيها ‏المسجد مع الكنيسة وفيها كل الديانات وتحتضن كل الطوائف الاسلامية والمسيحية، ‏وحتى اليهودية كانت موجودة، وهي المدينة التي كانت تساند دائما الثورات العربية ‏والقضايا المحقة، وفي العام 1975 بدأت الحرب الأهلية الطائفية وكان القتل على ‏الهوية بين المسلمين والمسيحيين، لكن طرابلس حافظت على تنوعها وعلى كنائسها ‏وشوارها المسماة بأسماء مسيحية، كما حافظت على الارساليات التعليمية ‏المسيحية، الى جانب المدينة الإسلامية، رغم هذا الانفتاح لم تعط المدينة حقها من ‏الانماء المتوازن، ومع انطلاق الثورة السورية، جاءت أزمة جديدة فأرخت بظلالها ‏على طرابلس، وانطلقت جولات الحرب الطائفية بين أهل السنة والعلويين بين جبل ‏محسن ومناطق الجوار التبانة القبة والمنكوبين مع وصول دفعات نزوح سوري ‏اليها والى المناطق المحيطة بالمدينة وازداد الفقر وادخل الكثيرون الى السجون". ‏

وتابع: "مع انطلاق ثورة 17 تشرين الاول أظهرت طرابلس انها مدينة العيش ‏المشترك واستحقت لقب عروس الثورة رغم بعض الخروقات والتعديات على ‏الأملاك العامة والخاصة بما فيها حرق القصر البلدي الاثري والمحكمة الشرعية. ‏هذا الوضع المأسوي شكل في بعض الأحيان مدخلا الى ما يسمى الإرهاب الذي لم ‏يتعد اقل من واحد في المئة من المغرر بهم من ابنائها، وتحت هذا الشعار سحب ‏المئات من الشباب الأبرياء الى السجون بتهم الارهاب وبدون محاكمات لسنوات ‏طويلة". ‏

ومضى قائلا: "أطلق على طرابلس مسميات ونعوت متعددة، وظلمها بعض الإعلام ‏المحلي والعالمي، والحقيقة هي بعيدة كل البعد عن الارهاب وحافظت المدينة على ‏طابعها السلمي بتعاون معظم اهاليها من كل الطوائف". ‏

وكان يمق شارك مع رئيسي بلديتي صيدا محمد السعودي ومجدل عنجر سعيد ياسين ‏ومنسقة شبكة المدن القوية في بلدية طرابلس ناجية اشلان، في أعمال الدراسة ‏التخصصية حول مكافحة الإرهاب. ‏

وأجرى الوفد اللبناني سلسلة لقاءات، استهلها مع فريق التنسيق الوطني للإرهاب ‏والأمن، الذي رحب باسم مكتب إدارة مكافحة الإرهاب والأمن القومي في وزارة ‏الخارجية الهولندية بالوفد اللبناني، ثم كان نقاش موسع مع محافظ منطقة لاهاي ‏السيد ‏Jan Van Zanen‏ ومسؤول السياسة الادارية في البلدية السيد ‏Hassan al ‎Ghazi‏ حول المناهج المحلية في الوقاية في بلدية لاهاي. ‏

كما زار يمق والوفد المرافق مدينة دالفت، حيث تم إجراء محاكاة لمنازل الأمان، ‏تلاها مقدمة عن طريقة الارتداد "‏Bounce Method‏" التي تستهدف الشباب من ‏سن 12 إلى 18 عاما في ‏Community Centre De Parel، ثم عقد لقاء على ‏عشاء مع عمدة بلدية دالفت، وتميز اللقاء في بلدية دالفت بعرض تجارب ونقاش ‏موسع عن التطرف واسبابه وكيفية الوقايه منه، ومن ثم زيارة الى مركز اجتماعي ‏وتبادل الخبرات والافكار مع القيميين عليه بحضور رئيسة بلدية دالفت. ‏

الى ذلك، شملت الجولة على بيوت الأمان الهولندية زيارة مجموعة وحدات الوقاية ‏من التطرف العنيف، ومركز الاحتجاز في فوغت للتعرف على عملية إعادة التأهيل ‏التي وضعتها الحكومة الهولندية حول المتطرفين الموقوفين أو الذين تمت محاكمتهم ‏بالتوازي. ‏

وتوجه الوفد مع رؤساء البلديات وممثلين من شبكات الوقاية المجتمعية إلى بلدية ‏امستردام للتعلم من فريق البلدية نهج ال ‏Case-based Approach‏ المعتمدة في ‏مقاطعات أمستردام السبعة. وأعقب اللقاء زيارة لمركز ‏Dappere Dames‏ ‏للسيدات لاكتشاف العمليات الميدانية مع المسؤولين وهيئات المجتمع المحلي في ‏المدينة. ‏

كذلك زار الوفد، بيوت الأمان الهولندية في مدينة روتردام، حيث شارك ضباط من ‏الشرطة في تقديم مفاهيم عملية وأمثلة ميدانية، مما يعكس التنوع الديموغرافي ‏الكبير للمدينة، واستكملت الجلسة بكلمة لرئيس بلدية روتردام احمد ابو طالب، ‏الذي اوضح "فلسفته وفلسفة المدينة وراء التطرف وكيفية السيطرة عليه". ‏

‏ ثم كان لقاء في المقر الرئيسي لـ ‏Human Security Collective‏ في لاهاي ‏على مائدة مستديرة مع خبراء محليين لمناقشة الدروس والنتائج.‏

وزار الوفد اللبناني بلدية امستردام للتعلم من فريق البلدية نهج الـ ‏Case-based ‎Approach‏ المعتمدة في مقاطعات أمستردام السبعة. ‏

وأعقب اللقاء زيارة لمركز ‏Dappere Dames‏ للسيدات لاكتشاف العمليات ‏العملية مع المسؤولين الميدانيين والمجتمع المحلي في المدينة.‏

وكان لرئيس بلدية طرابلس مداخلة تساءل فيها عن اسباب المفاهيم الخاطئة لدى ‏الغرب والفوبيا الإسلامية، "التي تربط كل اعمال التخريب والارهاب والتطرف ‏مباشرة بالاسلام، والاسلام دين حنيف، وهو براء من كل هذه التهم".‏