عرب وعالم

ما خلفيات حظر دول غربية لـ"حزب الله"؟

تم النشر في 25 تشرين الثاني 2021 | 00:00

أعلنت بريطانيا، مؤخرا، حظر حركة حماس الفلسطينية، في خطوة تتماشى مع ‏موقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من الحركة.‏

وأعلنت أستراليا، الأربعاء، تصنيف "حزب الله" اللبناني "منظمة إرهابية".‏

وتأتي هذه الإعلانات لتنضم إلى قائمة دول غربية تحظر حركة حماس من جهة ‏وحزب الله من جهة أخرى.‏

وتصنف إسرائيل والولايات المتحدة حزب الله تنظيما "إرهابيا"، في حين أن ‏الاتحاد الأوروبي يشمل الجناح العسكري للحزب فقط بمثل هذا التصنيف. كما أن ‏أغلب دول أميركا اللاتينية أضحت تعتبر حزب الله منظمة إرهابية، على غرار ‏الأرجنتين وباراغواي والبرازيل وغواتيمالا.‏

تنامي المخاوف الأمنية

أحمد سلطان، الباحث المتخصص في شؤون الحركات المسلحة، قال في تصريحات ‏لموقع "الحرة" إن "العديد من دول الاتحاد الأوروبي تقوم بالتدقيق في أنشطة ‏حركات وجماعات إسلامية، حيث تتنامى المخاوف الأمنية في القارة خاصة في ‏ظل قيام شبكات تنظيمية جهادية بتنفيذ عمليات هناك".‏

وأضاف "أن تحركات الدول الغربية لحظر جماعات إسلامية، ترتبط بشقين أمني ‏وسياسي، حيث يرتبط الشق السياسي بتزايد النزعة اليمينية في العديد من الدول ‏الغربية، ناهيك عن وجود العديد من ممثلي اليمين المتطرف في السلطة".‏

وأوضح سلطان، أن "صعود اليمين في أوروبا سينعكس على رؤية العديد من الدول ‏تجاه الحركات الإسلامية"، ناهيك عن المخاوف الأمنية.‏

وتوقع أن تكون هناك مزيد من القرارات والحظر لجماعات مثل الإخوان المسلمين ‏في الدول الأوروبية.‏

وأشار إلى أن الحظر في الدول الغربية سيترتب عليها تأثيا مباشر لنشاطات هذه ‏الجماعات في تلك الدول، وحتى بما يشمل القيام بأعمال الدعاية أو جمع التبرعات ‏وملاحقة الأعضاء المنخرطين في النشاط التنظيمي لهذه الجماعات.‏

ويرى سلطان أنه لن يكون هناك حظر شامل لحركة حماس أو حزب الله في كامل ‏دول الاتحاد الأوروبي، حيث لا تزال بعض الدول لديها مصالح بتقنين وجود مثل ‏هذه الحركات حتى لا تذهب إلى العمل السري، وبما يجعل من الصعب ملاحقة ‏نشاطاتها.‏

بريطانيا وحماس

وأعلنت بريطانيا، الجمعة، حظر حركة حماس الفلسطينية، حيث قالت وزيرة ‏الداخلية البريطانية، بريتي باتل في بيان إن "حماس تملك قدرات إرهابية واضحة ‏تشمل امتلاك أسلحة كثيرة ومتطورة، فضلا عن منشآت لتدريب إرهابيين".‏

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، قد رحب بهذه الأنباء، وقال في ‏منشور على تويتر "حماس منظمة إرهابية، ببساطة".‏

وكذلك رحب وزير خارجية إسرائيل يائير لابيد، بالقرار، وقال في تغريدة عبر ‏حسابه على تويتر "أشكر وزيري الداخلية والخارجية والحكومة البريطانية بأكملها ‏على القرار المتوقع برؤية منظمة حماس الإرهابية، بجميع أذرعها، منظمة ‏إرهابية".‏

‏3 أسباب رئيسية

المحلل السياسي، علي رجب، قال في حديث لموقع "الحرة" إنه يمكن القول إن ‏التحرك الغربي لحظر حماس وحزب الله، يحمل 3 أسباب رئيسية، أمنية، ‏واقتصادية، وسياسية.‏

وأوضح أن الأسباب الأمنية تعود إلى أن "تيار الإسلام السياسي بشقيه السني ‏والشيعي رغم خطاب العداء المذهبي الظاهر بينهما، إلا أن عمل الجماعات ‏المسلحة بينهما يشهد تناغما وتبادلا للمصالح، فعلاقات حزب الله اللبناني وحماس ‏هي علاقة معروفة للجميع وهناك تعاون كبير بين الطرفين في عدة ملفات إقليمية ‏ودولية، تخدم مصالحهما وأهدافهما الواسعة".‏

أضاف رجب أن "هذا التعاون يرجع لتعاون بين نظام آية الله في طهران، والتنظيم ‏الدولي للإخوان، حيث برزت مؤخرا تقارير استخباراتية ووقائع كمحاكمة حميد ‏نوري، في ستوكهولم، تدل على مدى عمل خلايا سرية داخل للحرس الثوري أو ‏حزب الله اللبناني أو حماس أو التنظيم الدولي للاخوان بشكل متعاون بما يهدد أمن ‏الدول الأوروبية، ويشكل أزمة أمنية شديدة الخطورة على الحالة الأمنية للدولة ‏الأوروبية".‏

أما على المستوى الاقتصادي، فأشار إلى أن "لدى حزب الله وحماس والتنظيم ‏الدولي للإخوان والحرس الثوري، شركات وهمية أو عبر وسطاء تعمل في أوروبا ‏وتشكل عمليات غسيل أموال بالإضافة إلى تشابك المصالح مع عصابات المافيا ‏الدولية في تهريب المخدرات والاتجار بالبشر أو التنسيق مع جماعات إرهابية ‏كداعش والقاعدة".‏

إضافة إلى أن هذه "الجماعات تلعب دورا في عملية الهجرة غير الشرعية بما يعود ‏عليها ماديا ، وأيضا إدخال عناصر تابعة لها، كخلايا نائمة تعمل وقتما تريد هذه ‏التنظيمات على استهداف معارضين لها سواء من جنسيات الدول التابعة لها أو ‏عناصر أوروبية تشكل تهديدا على مصالحها، بما يشكل تهديدا مباشرا وغير مباشر ‏للدول الأوربية، ويرفع من عمليات التهديد الأمني لهذه الدول عبر خلايا هذه ‏التنظيمات".‏

وذكر رجب أن هناك مخاوف من "التهديد السياسي، بجعل هذه الدول في حالة عدم ‏استقرار سياسي واختراق مؤسسات الدولة عبر الانتخابات المحلية أو التشريعية، ‏بعناصر تعمل وتعيش في الدول الأوروبية، وإيجاد أصوات سياسية داعمة لهذه ‏التنظيمات عبر زرعها في جمعيات المجتمع المدني والترشح للمجالس المحلية ‏للمدن الأوروبية وأيضا المؤسسات التشريعية في هذه الدول، وهو ما يشكل خطرا ‏سياسا عليها".‏

وأشار إلى أن "حظر هذه الجماعات يحجم عمليات هذه التنظيمات ويضعف ‏نشاطها بشكل كبير، ويعيق من عملها بشكل سلسل، فالحظر يعني أن هذه ‏التنظيمات وكل ما يرتبط بها تحت عيون الأجهزة الأمنية في هذه الدول، وكذلك ‏يقلل من العمليات المالية لهذه التنظيمات في الدول الأوربية بما يهدد من محفظتها ‏المالية وتمويلها، ويجعل عمليات الحصول على الأموال والسلاح يصبح أكثر ‏خطورة على هذه التنظيمات".‏

ويرى رجب أن "مسألة حظر حماس وحزب الله أصبحت مسألة وقت وتحتاج إلى ‏قرار جماعي أوروبي من قادة الدول الأوروبية، بعدما أصبح كل دولة الأن تاخذ ‏قرار الحظر بشكل أحادي ومع تصاعد خطورة هذه التنظيمات على أمن واستقرار ‏هذه الدول سوف يكون هناك قرار من الاتحاد الأوروبي بحظر هذه التنظيمات ‏والتي اليوم أصبحت أكثر خطورة على أمن واستقرار وهوية الدول الأوروبية".‏

أستراليا وحزب الله

وأعلنت أستراليا، الأربعاء، تصنيف "حزب الله" اللبناني "منظمة إرهابية"، حيث ‏قالت وزيرة الشؤون الداخلية، كارين أندروز، عبر تويتر "تعتزم حكومة موريسون ‏إدراج حزب الله بأكمله وجماعة النازيين الجدد العنصرية "‏The Base‏" كمنظمات ‏إرهابية بموجب القانون الجنائي. سأستمر في اتخاذ إجراءات قوية للحفاظ على ‏الأستراليين في مأمن من الإرهاب".‏

وأضافت في تصريحات نقلتها فرانس برس، أن الجماعة التي تحظى بالدعم ‏الإيراني "تواصل تهديداتها بشن هجمات إرهابية وتوفير الدعم للمنظمات ‏الإرهابية"، كما أنها تشكل تهديدا "حقيقيا" و"موثوقا" لأستراليا.‏

ألمانيا وحزب الله

وفي أبريل 2020 أعلنت وزارة الداخلية الألمانية أن ألمانيا صنفت حزب الله ‏اللبناني المدعوم من إيران منظمة إرهابية، وحظرت جميع أنشطته على ترابها.‏

ويعتقد مسؤولون أمنيون أن ما يصل إلى 1050 شخصا في ألمانيا أعضاء في ‏جناح متطرف في حزب الله.‏

وكانت ألمانيا في السابق تفرق بين الذراع السياسية للجماعة وبين وحداتها ‏العسكرية التي تقاتل إلى جانب جيش الرئيس السوري بشار الأسد.‏

وكانت بريطانيا قد اتخذت قرارا مماثلا في يناير من 2020، إذ أعلنت وزارة المال ‏البريطانية أنها أضافت حزب الله اللبناني بكافة أجنحته إلى لائحتها للتنظيمات ‏الإرهابية وبات خاضعا لمقتضيات تجميد أصوله في المملكة المتحدة.‏

وأصبح القانون البريطاني بموجب ذلك يعاقب بالسجن لمدة قد تصل لـ 10 سنوات ‏في حال الانتماء إلى حزب الله أو في حال الترويج له.‏

ومنذ مارس 2019 تم حظر أي نشاط لحزب الله في بريطانيا بشكل يتجاوز القرار ‏السابق بشأن نشاطات جناحه العسكري، وأعيد سبب ذلك إلى "محاولاته لزعزعة ‏استقرار الوضع الهش في الشرق الأوسط".‏