مجتمع

مأساة العروس العراقية.. حاولت العبور لخطيبها فغرقت في المانش

تم النشر في 29 تشرين الثاني 2021 | 00:00

أصبحت مريم نوري، العروس الكردية العراقية التي لقيت حتفها غرقا في مأساة غرق قارب ‏اللاجئين ببحر المانش، عنوانا لآلاف قصص العذاب والقهر والموت التي راح ضحيتها أبرياء ‏هائمون على وجوههم، بحثا عن حياة كريمة وآمنة في الغربة.‏

مريم المولودة عام 1997 في مدينة سوران، وهي مركز قضاء تابع لمحافظة أربيل في إقليم ‏كردستان العراق، كانت على تواصل مستمر مع خطيبها عبر إحدى منصات التواصل الاجتماعي ‏وهي على متن القارب المطاطي، أثناء محاولتها عبور القنال، لدرجة أنها أخبرته أن القارب يكاد ‏يغرق وأنهم ينتظرون النجدة.‏

وحسب ما سرده خطيبها لوسائل إعلام بريطانية، فإنه كان يتعقب مسار مريم عن طريق نظام ‏تحديد المواقع (جي بي إس)، وعندما غابت إشارتها أدرك بحرقة شديدة أنه قد فقدها، وللأبد.‏

حاور موقع "سكاي نيوز عربية" كرمانج، ابن عم العروس الضحية التي جسدت عذاب ‏المهاجرين ومآسيهم حول العالم، فقال: "مع الأسف مريم وهي لا زالت في ريعان شبابها كانت ‏ضمن ضحايا غرق قارب ممر المانش، فبعد أن خطبت لشاب عراقي مقيم في بريطانيا، غادرت ‏نحو أوروبا حيث وصلت لفرنسا كي تعبر عبر بحر المانش وتلتحق بخطيبها، ومع الأسف غرق ‏القارب في عرض البحر".‏

ويضيف قريب العروسة الغريقة: "جثمان مريم في فرنسا الآن، حيث تعرف عليها يوم الجمعة ‏أحد معارفنا المقيم هناك، وكانت زوجته وتدعى مهاباد هي أيضا من بين الضحايا برفقة مريم ‏في رحلة الموت"‏

وطلب كرمانج من حكومة إقليم كردستان العراق "العمل على إعادة جثمانها للوطن، فهي التي ‏هاجرت لتبدأ حياة جديدة أفضل ملؤها الأحلام والطموحات، وغامرت في سبيل تحقيقها بحياتها، ‏وخاضت أصعب الطرق حتى وصلت إلى هناك، لكن مع الأسف غرقت على بعد كيلومترات ‏قليلة قبل الوصول إلى البر البريطاني، حيث خطيبها الذي كان بانتظارها".‏

واستطرد بنبرة حزينة: "مع الأسف دول كبرى كبريطانيا، ورغم تقديم نفسها كنموذج ‏للديمقراطية وحقوق الإنسان، لا تسمح لمن يملك الإقامة فيها باستخراج تأشيرة نظامية لزوجته، ‏مما يضطر الناس في مثل هذه الحالات، كما فعلت ابنتنا مريم، لمحاولة الوصول إليها بطرق ‏خطرة جدا".‏

وكشف وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين، أن القارب كان يحمل على متنه 34 شخصا، ‏وقد أُنقذ لاجئان وهما في حالة صحية حرجة ويخضعان إلى العلاج في فرنسا، أحدهما عراقي ‏والآخر صومالي، فيما لا يزال آخرون في عداد المفقودين.‏

ويعد حادث الغرق الذي وقع الأربعاء، الأسوأ من نوعه على مدى السنوات الماضية، مع ارتفاع ‏حالات العبور للمهاجرين غير الشرعيين عبر بحر المانش.‏