عرب وعالم

وسط تراجع تاريخي لليرة.. أردوغان يعيّن وزيراً جديداً للمالية

تم النشر في 2 كانون الأول 2021 | 00:00

عيّن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في ساعة مبكرة من صباح يوم الخميس (بالتوقيت ‏المحلي)، نور الدين النبطي وزيرا للخزانة والمالية بعد أن قبل استقالة لطفي إلفان، آخر مسؤول ‏كبير كان يُعد ملتزما بتشديد السياسة النقدية في حكومة تعاني انهيار العملة‎.‎

يأتي التعيين، الذي أعلنته الجريدة الرسمية، في أعقاب تهاوي الليرة وهبوطها 27 %، الشهر ‏الماضي وحده. وتراجعت العملة التركية لمستويات تاريخية بسبب منحى السياسة الاقتصادية‎.‎

تقلد إلفان، وهو نائب سابق لوزير المالية وعضو قديم في حزب العدالة والتنمية الحاكم، منصب ‏وزير المالية منذ ما يزيد قليلا عن العام بعد أن حل محل براءت ألبيرق، صهر أردوغان‎.‎

‎"‎طريق محفوف بالمخاطر‎"‎

وتزامن هذا التراجع مع تصريحات متكررة لأردوغان بخفض سعر الفائدة، حيث خفض البنك ‏المركزي الفائدة بمقدار 4%، فأصبحت 15% بعد أن كانت 19% بداية سبتمبر‎.‎

إلى ذلك، برر الرئيس تراجع الليرة بسبب "المؤامرات الخارجية"، بحسب وصفه، وليس الوضع ‏الاقتصادي‎.‎

وأعلن الأربعاء، أن تركيا تسلك "طريقاً محفوفاً بالمخاطر لكنه صائب" حيال الاقتصاد، ويقوم ‏على خفض معدلات الفائدة رغم تدهور العملة الوطنية بشكل حاد‎.‎

من هو ور الدين نباتي؟

يذكر أن نباتي من مواليد 1964 في ولاية شانلي أورفا جنوب تركيا. تخرج من كلية العلوم ‏السياسية (قسم الإدارة العامة) في جامعة إسطنبول، وأكمل درجة الماجستير في العلاقات الدولية ‏من معهد العلوم الاجتماعية في نفس الجامعة، ثم حصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية ‏والإدارة العامة من معهد العلوم الاجتماعية بجامعة قوجه إيلي‎.‎

من المناصب التي شغلها، رئيس الشؤون المالية في المجلس المركزي لحزب العدالة والتنمية، ثم ‏نائباً للوزير لطفي علوان قبل أن يتولى منصب الوزير بدلاً منه‎.‎

واختتمت العملة التركية التعاملات في أعقاب تعيين النبطي عند 13.40 ليرة مقابل الدولار، ‏وذلك بعد أن تراجعت خلال اليوم إلى 13.87 أمام العملة الأميركية. وفقدت الليرة أكثر من 44 ‏‏%، من قيمتها أمام الدور هذا العام‎.‎

ويمثل رحيل إلفان أحدث تغيير في عملية إحلال وتبديل سريعة في المناصب الاقتصادية الكبرى ‏في تركيا، والتي شملت إقالة أردوغان على نحو مفاجئ ثلاثة محافظين للبنك المركزي في ‏آخرين عامين إلى عامين ونصف العام، وهي تحركات يُنظر إليها على أنها هزت مصداقية صنع ‏السياسات في تركيا‎.‎

تضرر مصداقية البنك المركزي

قال محللون اقتصاديون إن سوء الإدارة وحالة عدم اليقين التي تكتنف السياسات رفعت التضخم ‏إلى خانة العشرات، ودفعت الاحتياطي الرسمي من النقد الأجنبي إلى التراجع وأفقدت الليرة ثلثي ‏قيمتها في أربع سنوات، في أشد تراجع، وبفارق كبير، لعملة في الأسواق الناشئة‎.‎

ومع تحول المركزي التركي في سبتمبر/أيلول إلى موقف ينزع إلى تيسير السياسة النقدية، كان ‏يُنظر إلى إلفان على أنه واحد من آخر الوزراء الذين يمكنهم إقناع أردوغان بإعادة النظر في تلك ‏السياسة في ضوء ما يراه المحللون من تضرر مصداقية البنك‎.‎

ودفع الغموض الذي يلف النموذج الاقتصادي الجديد الذي يؤيد فيه أردوغان المزيد من خفض ‏أسعار الفائدة على الرغم من ارتفاع التضخم البنك المركزي إلى التدخل اليوم الأربعاء لإعادة ‏الاستقرار إلى العملة المتقلبة للمرة الأولى منذ 2014‏‎.‎




العربية.نت