عرب وعالم

سيرلانكا على شفا الإفلاس... ما علاقة كورونا؟

تم النشر في 3 كانون الثاني 2022 | 00:00

باتت سيرلانكا، الجزيرة الواقعة شمال المحيط الهندي على شفا الإفلاس خلال عام ‏‏2022 مع ارتفاع التضخم لمستويات قياسية ونفاذ خزائن الدولة من احتياطي النقد ‏الأجنبي.‏

وبحسب صحيفة "الغارديان"، فإن الانهيار الذي تواجهه سيرلانكا ناجم جزئيا عن ‏تأثير الوباء وفقدان عائدات السياحة، لكنه تفاقم بسبب الإنفاق الحكومي المتزايد ‏والتخفيضات الضريبية وسداد ديون ضخمة إلى الصين.‏

ويقدّر البنك الدولي أن نصف مليون شخص باتوا تحت خط الفقر منذ بداية الوباء، ‏وهو ما يعادل خمس سنوات من التقدم في مكافحة الفقر.‏

‏ وسجل التضخم مستوى قياسيا بلغ 11.1 بالمئة في تشرين الثاني وتركت الأسعار ‏المتصاعدة أولئك الذين كانوا في السابق ميسوري الحال يكافحون لإطعام أسرهم. ‏

في حين أن كثير من سكان سيرلانكا لا يمكنهم تحمل السلع الأساسية عقب إعلان ‏الرئيس جوتابايا راجاباكسا، أن سريلانكا في حالة طوارئ اقتصادية، مُنح الجيش ‏السلطة لضمان بيع المواد الأساسية، بما في ذلك الأرز والسكر بأسعار حكومية ‏محددة، لكنه لم يفعل شيئا يذكر لتخفيف مشاكل الناس، كما تقول الصحيفة ‏البريطانية.‏

‏ كانت خسارة الوظائف والإيرادات الأجنبية الحيوية القادمة من قطاع السياحة التي ‏تساهم عادة بأكثر من 10 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، كبيرة، حيث فقد أكثر ‏من 200 ألف شخص مصدر رزقهم من قطاعي السفر والسياحة، وفقا للمجلس ‏العالمي للسفر والسياحة.‏

السائق في العاصمة كولمبو، أنورودا باراناغاما، حصل على وظيفة ثانية لدفع ‏تكاليف السلع الأساسية والطعام اليومي وقرض لسيارته. وقال: "من الصعب جدا ‏بالنسبة لي سداد القرض. عندما أضطر إلى دفع فواتير الكهرباء والمياه والإنفاق ‏على الطعام، لم يتبق لي مال". وأردف أن أسرته الآن تأكل وجبتين في اليوم بدلا ‏من ثلاث.‏

وأمسى الوضع في البلاد سيئا للغاية لدرجة أن طوابير طويلة تشكلت في مكتب ‏الجوازات، حيث قال واحد من كل أربعة سريلانكيين، معظمهم من الشباب ‏والمتعلمين، إنهم يريدون مغادرة البلاد.‏

‏ ومن أكثر المشاكل إلحاحا بالنسبة لسريلانكا عبء الديون الخارجية الهائل، لا ‏سيما للصين، حيث أن كولمبو مدينة لبكين بأكثر من 5 مليارات دولار من الديون.‏

‏ وفي العام الماضي حصلت على قرض إضافي بقيمة مليار دولار من بكين ‏للمساعدة في أزمتها المالية الحادة، وهو قرض يتم سداده على أقساط.‏

كانت سيرلانكا خلال السنوات الماضية اضطرت إلى التخلي لبكين عن السيطرة ‏على أحد مرافئها الرئيسية لـ99 عاما بعد عجزها عن الوفاء بسداد مستحقاتها ‏للصين، وهذه سياسة تنتقدها الدول الغربية وتطلق عليها "دبلوماسية فخ الديون".‏

وتنفي الصين ذلك وتؤكد أن قروضها هي الوسيلة الوحيدة أمام الدول الفقيرة لتمويل ‏تنميتها. ‏

في الأشهر الـ 12 المقبلة، سيُطلب من سريلانكا سداد ما يقدر بـ 7.3 مليار دولار ‏في شكل قروض محلية وأجنبية، بما في ذلك سداد سندات سيادية دولية بقيمة 500 ‏مليون دولار في كانون الثاني. ومع ذلك، اعتبارا من تشرين الثاني، بلغت ‏احتياطيات العملات الأجنبية المتاحة 1.6 مليار دولار فقط.‏

في محاولات لتخفيف المشكلات وتجنب السياسات الصعبة وغير الشعبية على ‏الأرجح، لجأت الحكومة إلى تدابير الإغاثة المؤقتة، مثل خطوط الائتمان لاستيراد ‏الأطعمة والأدوية والوقود من حليفتها المجاورة الهند، فضلا عن مقايضات العملات ‏من الهند والصين وبنغلادش وقروض لشراء البترول من عمان.‏

ومع ذلك، فإن هذه القروض توفر فقط تخفيفا قصير الأجل ويجب سدادها بسرعة ‏وبأسعار فائدة عالية، مما يزيد من عبء الديون في سريلانكا.‏