تكنولوجيا

الأرض على موعد مع "الحضيض الشمسي"‏

تم النشر في 5 كانون الثاني 2022 | 00:00

مع بداية كل عام ميلادي جديد تكون الأرض على موعد مع "الحضيض الشمسي"، ‏وتحديدا في أوائل يناير، وذلك عندما تكون عند أقرب مستوى من الشمس.‏

وبعد انتصاف العام وتحديداً في أوائل شهر يوليو تصبح الأرض عند أبعد نقطة من ‏الشمس، فيما يعرف باسم "الأوج".‏

في هذا الإطار، يشرح عميد كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء مدير مركز ‏الدراسات واستشارات علوم الفضاء بجامعة القاهرة، أسامة شلبية، في تصريحات ‏خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، كيف تتغير المسافة بين الأرض والشمس، ‏وكيف يحدث الحضيض والأوج.‏

ويشير شلبية إلى أن الألماني يوهانس كيبلر (أول من وضع قوانين تصف حركة ‏الكواكب)، عندما وضع قوانينه لحركة الكواكب وصف أنها حركة مدارية، وقال إن ‏الكواكب تدور في مدارات "بيضاوية" وليست "دائرية" لها مركز ثابت ونصف ‏قطر، وهو ما يسري على جميع الكواكب والمذنبات والكويكبات الأخرى الموجودة، ‏والتي تدور في مدارات إهليلغية أو بيضاوية.‏

الحضيض الشمسي

ويتابع: "المرور في إطار إهليغي ‏Elliptic‏ ليس به مركز، وبالتالي فعند دوران ‏الأرض تصبح الشمس موجودة في إحدى البؤرتين لهذا المدار الإهليغي.‏

وأردف: "وعندما تكون عند النقطة الأقرب إلى الأرض يسمى ذلك بالحضيض ‏الشمسي أو ما يعرف باسم ‏Perihelion، وتصبح الأرض على مسافة حوالى 147 ‏مليون كيلومتر تقريبا (حوالى 91.4 مليون ميل) من الشمس، ويتم ذلك في يناير ‏من كل عام".‏

الأوج

أما عندما تكون في الجانب الأبعد إلى الشمس في تلك الحركة المدارية، فإن ذلك ‏يسمى "الأوج" أو ‏Aphelion، الذي يمثل وجود الأرض في أبعد نقطة لها من ‏الشمس، في أوائل شهر تموز/يوليو.‏

وتكون الأرض على بعد 152 مليون كيلومتر من الشمس، أي بفارق حوالى 5 ‏مليون كيلومتر عن المسافة التي تكون عليها الأرض من الشمس عند الحضيض ‏الشمسي.‏

ويلفت شلبية إلى أن حدوث الحضيض يكون في يناير والأوج في تموز/يوليو، فإنه ‏يشير إلى أن "هذه المواعيد تتغير بمرور الوقت، نظرا لأن محور دوران الأرض ‏غير ثابت وبه ترنح، كما أن الجاذبية لها عوامل أخرى تسبب هذا التغير تبعاً ‏لدورات ميلانكوفيتش، لكنه يحدث على مدى طويل يصل لعشرات الآلاف من ‏السنين. ويوضح أن هذا التعامد وميل المحور يسبب تغير الفصول.‏

ويوضح شلبية، في الوقت نفسه أن الكواكب جميعها له نفس النظام من حيث قربها ‏أو بعدها من الشمس (الأوج والحضيض).‏

السرعة

بينما تكون سرعة الكواكب أكبر عند الحضيض نظرا لأن الجاذبية تكون أعلى ‏لوجودها على مسافة أصغر، وتبعا لقوانين نيوتن فكلما قلت المسافة كلما ازدادت ‏قوة الجذب، وبالتالي تزيد سرعة حركة الكواكب، وإلا سقطت في مصيدة جاذبية ‏الشمس.‏

والعكس صحيح، كلما كانت بعيدة (الأوج) كلما كانت الحركة أبطأ.‏

ويشير شلبية إلى أن الأوج والحضيض لا علاقة لهما بتغير المناخ بشكل مباشر، ‏ذلك أن المسألة مرتبطة بمساحة السطوع على السطح وليست بالقرب أو البعد من ‏الأرض بالنسبة للشمس.‏

وأشار إلى أن الحركة الاستباقية والعوامل المدارية الأخرى مثل ترنح الأرض أو ‏ما يعرف بـ "حركة النحلة" هي من العوامل المتحكمة في التغير، وآلية التغيرات ‏المناخية التي فسرها العالم ميلانكوفيتش.‏

ومصطلحا الأوج والحضيض، ‏Perihelion‏ و ‏Aphelion‏ كان الفلكي الألماني ‏يوهانس كيبلر أول من صاغهما في إطار وصف الحركة المدارية للكواكب، وذلك ‏بكلمات من الحاضرة اليونانية.‏




سكاي نيوز عربية ‏