قال يوآف ليمور، الخبير العسكري في كيان العدو الإسرائيلي، ان "الجنرال يسرائيل زيف، المسؤول السابق بوزارة الحرب، المتهم بإذكاء الحرب الأهلية في السودان، يشرف على تقديم المساعدات الإسرائيلية لدولة جنوب السودان، وهي الدولة التي تأسست قبل ثماني سنوات، وتركزت في الجوانب الاقتصادية، إلى أن حصل التحول الكبير في كانون الاول 2018، حين أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات عليه، بزعم أنه ساهم في إبرام صفقات لبيع الأسلحة".
أضاف في تقرير مطول نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "التقارب الإسرائيلي من دولة جنوب السودان جاء انطلاقا من كونها إحدى الدول الأكثر فقرا والأضعف حول العالم، مع معدلات بطالة وصلت 70%، وتعدّ معدلات موت الوفيات الأعلى في العالم، وهناك غياب شبه كامل للبنى التحتية، ومعظم السكان يعيشون في منازل الطين، وقليلون مرتبطون بالمياه والكهرباء، وهناك طرق قليلة معبدة".
وأشار إلى أن "العاصمة جوبا لا توجد فيها مواقع سياحية أو دار سينما أو محلات تسوق كبيرة، والمطاعم اللائقة متوفرة فقط في الفنادق القليلة في المدينة، وهي بعيدة عن متناول السكان المحليين".
وأوضح أن "المشاريع الإسرائيلية في دولة جنوب السودان بدأت قبل ثماني سنوات، فور أن حصل استفتاء شعبي صوّت بموجبه 99% من السكان على الانفصال عن الجزء الشمالي المسلم من الدولة، ومن حينها بدأ الجنرال يسرائيل زيف بإنشاء مشروع "أفق أخضر" Green Horizon، ويعدّ صندوقا تمويليا للدولة، ويشبه كثيرا المشروع الذي أقامته الحركة الصهيونية قبل مئة عام، ويقوم على حيازة الأراضي وتشجيرها".
وأكد أن "المسؤولين الجنوب سودانيين يطلقون على زيف لقب "الجنرال"، حيث وصل السودان في 2008، حين كانت الحرب الأهلية مع شمال السودان، وكانت خشية لدى الجنوبيين من إعادة احتلالها، وطلبوا استشارات عسكرية منه".
وأوضح أن "زيف" التقى زعيم الجنوب سيلفا دي كير مايارديت، القائد السابق لجيش التحرير الشعبي للسودان، واليوم يعمل رئيسا للدولة منذ إقامة الدولة، ونجح زيف في إقامة علاقات وثيقة بين القادة المحليين مع أوساط أمنية إسرائيلية رسمية".
وأشار إلى أنني "كنت أعتبر نفسي سفيرا إسرائيليا هناك، وبعد إقامة جنوب السودان رسميا قدمت إسرائيل لها مساعدات طبية وإنسانية، وكانت من الدول القليلة التي وقعت معها اتفاقا لإقامة العلاقات الدبلوماسية، واليوم في جوبا هناك سفير إسرائيلي غير مقيم هناك، بل يتردد على العاصمة كل عدة أشهر، والعديد من الإسرائيليين يأتون إليها للبحث عن أعمال وعلاقات تجارية".
أضاف أن "الشركة التي يملكها زيف "غلوبال سي إس تي" حظيت بمناقصة حكومية في جنوب السودان بقيمة 45 مليون دولار لمدة خمس سنوات، لإقامة أربع مزارع كبيرة في أرجاء الدولة، وهو يحاول محاكاة تجربة شركة تنوفا الإسرائيلية لإنتاج الحليب، وهكذا بدأنا من الصفر، حيث لم تكن هناك بنية تحتية إطلاقا في هذه الدولة، وأشرف على هذه المشاريع الزراعية العديد من الكوادر البشرية الإسرائيلية".
يوآش زوهر، أحد المشرفين على المشاريع الزراعية الإسرائيلية في جنوب السودان، وهو أحد مستوطني بلماخيم، قال إنه "يعيد تجاربه السابقة في دول أوكرانيا وأنغولا وتنزانيا، لكن جنوب السودان شكلت التحدي الأكبر أمامه، ليس بسبب الظروف غير الملائمة، وإنما لأن المواطنين هناك غير معتادين على العمل، ويفضلون تلقي المساعدات الشهرية على العمل وتلقي الأجر".
وختم التقرير بالقول إن "الاتهام الأمريكي الأخير للجنرال زيف في ديسمبر، وفرض عقوبات عليه، جاء بسبب اتهامه ببيع أسلحة بقيمة 150 مليون دولار لدولة جنوب السودان والمعارضة، واعتبار المشاريع الزراعية التي أنشأها مجرد واجهة لتجارة السلاح".
ونقل عن زيف قوله إنه "ينفي كل هذه الاتهامات، لأنني في جنوب السودان أقوم بإطعام السكان، أعلمهم، أوفر لهم التكنولوجيا، وأساعد الدولة في شؤونها الحياتية، وفجأة يتم اتهامي بارتكاب جرائم حرب".