ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي.
العظة
بعد الانجيل المقدس ألقى الراعي عظة قال فيها: "يطيب لي أن أرحب بكم جميعا، وأن أحيي على الأخص المجلس التنفيذي للرابطة المارونية، رئيسا وأعضاء. وإذ هو في نهاية ولايته بعد أسبوع، أود أن أعرب له ولسائر أعضاء الرابطة عن تقديري وشكري لما أنجزوا من أعمال ونشاطات، ولما اتخذوا من مواقف في سبيل الخير الوطني العام. نسأل لهم المكافأة من جودة الله، وللرابطة المارونية النجاح والازدهار، فيما هي تستعد لانتخاب مجلس تنفيذي جديد السبت المقبل. كما احيي الوجوه القضائية الحاضرة معنا ولاسيما مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس".
أضاف: "كلنا على تنوعنا نعاني من برص الخطيئة الروحية والأعمال الشريرة التي نخالف بها وصايا الله ورسومه؛ ومن برص الخطيئة الاجتماعية التي نسيء بها إلى الغير ظلما، أو سلبا لحقوقه، أو إهمالا لواجب تجاهه، أو اعتداء على كرامته وصيته؛ كما ومن برص الخطيئة السياسية التي يمارس فيها التسلط سواء إفراطا بالسلطة، أم تدخلا في الإدارة العامة والقضاء بقوة النفوذ، أم سلبا لأموال الدولة، أم إهمالا للخير العام، أم سعيا إلى المكاسب الشخصية أم تقاعصا عن واجب الالتزام بالنهوض الاقتصادي بكل قطاعاته من اجل تحرير الشعب من حرمانه وفقره. كل هذه الخطايا، الروحية والاجتماعية والسياسية، هي خطايا شخصية سندان عليها، وتشكل برصا بالمعنى المجازي القياسي".
وتابعالراعي: "الشريعة والعدالة بحاجة إلى روح الإنصاف والرحمة والمشاعر الانسانية. في القضاء ليس القاضي الجالس على القوس ديانا، بل خادما للعدالة، وليس أمام ملفات من الورق فقط، بل أمام شخص بشري له مشاعره وينتظر حقوقه. وهو أيضا إنسان مسؤول عن أن يطبق القانون، تعليما واجتهادا مجبولين بالإنصاف، على الحالة المطروحة أمامه.
إن أسوأ ما يشوه القضاء، فضلا عن الرشوة المالية الرخيصة، التدخل السياسي في الأحكام، أو في الحيلولة دون تطبيقها نفوذا، أو في البحث عن كبش محرقة حفاظا على الكبار. هذا ما نشهده بكل أسف عندنا في لبنان. الأمر الذي يطعن المواطنين في الصميم، ويزعزع ثقتهم بالقضاء، ويفقد الدولة هيبتها."
بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية.