أخبار لبنان

الفاتيكان بالفم الملآن: خائفون على مستقبل لبنان

تم النشر في 2 شباط 2022 | 00:00

كتبت صحيفة "النهار" تقول: يوم مأزوم اخر سيشهده اللبنانيون اليوم مع الاضراب ‏الجديد الذي سينفذه قطاع النقل البري متوعداً بقطع الطرق في كل المناطق من ‏الخامسة فجرا حتى الخامسة عصرا للضغط على مجلس الوزراء الذي سيعقد جلسة ‏اضافية لدرس الموازنة من اجل إقرار مطالب القطاع. ولعل الأشد سوءاً من شل ‏الحركة وإقفال القطاعات والجامعات والمدارس، ان شركات استيراد المحروقات ‏توعدت اللبنانيين بدورها بانها ستتوقف عن تسليم المحروقات الى المحطات اليوم ‏بما يزيد طين المواطنين بلة. وبين مطرقة الابتزاز الذي يضع النقابات في مواجهة ‏الاستقواء على المواطنين وحدهم من جهة والاستخفاف الحكومي بهذا الملف وإدارة ‏الظهر اليه من جهة أخرى سيغرق اللبنانيون في الساعات المقبلة في معادلة دفع ‏الاثمان الثقيلة تعطيلا لأعمالهم وعرقلة لأمورهم وزيادة في ازمة التدفئة والإنارة ‏والكهرباء، اذ ان ازمة التزود بمادة المازوت اشتدت في الأيام الأخيرة نظراً الى ‏تضاؤل الكميات في انتظار وصول بواخر جديدة محملة بالمادة‎.‎

اما في المشهد الداخلي فبين زيارة امين سر الفاتيكان للعلاقات بين الدول (وزير ‏الخارجية) المونسنيور ريتشارد غالاغر لبيروت وزيارة رئيس الوزراء نجيب ‏ميقاتي مع وفد وزاري فضفاض من ثمانية وزراء لتركيا، تقدمت الواجهة ‏الديبلوماسية على المشهد السياسي في استراحة سريعة فيما تتصاعد وتيرة ‏الاستعدادات الانتخابية من خلال طلائع التحالفات بين بعض القوى والتي يبدو ان ‏أسرعها وأبرزها راهنا التحالف بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب “القوات ‏اللبنانية” في كل المناطق المشتركة بينهما‎.‎

وبدا المونسنيور عالاغر مكلفاً من البابا فرنسيس التعبير بقوة عن عمق الاهتمام ‏الفاتيكاني بالواقع الدراماتيكي في لبنان وما يثيره من قلق لدى الكرسي الرسولي اذ ‏لم يكن موقفا عاديا ان يقول الموفد البابوي بصراحة لافتة “نعم اننا نخشى الا يكون ‏مستقبل هذا الوطن مضمونا”. كما ان واقع المحادثات التي اجراها في بعبدا عكسه ‏كلام رئيس الجمهورية ميشال عون الى الزائر الفاتيكاني من انه “يبذل كل جهوده ‏لكي يبقى لبنان وطن الرسالة للشرق كما للغرب، وفق ما أراده البابا يوحنا بولس ‏الثاني”، مشددا على “اننا كلبنانيين مؤمنون بأن وطننا رسالة، ونسعى للحفاظ عليه ‏وفق هذه الرؤية على الرغم من الصعوبات العديدة التي يمر بها”. وقد اكد ‏المونسنيور غالاغر متابعة البابا بدقة لتطورات الأوضاع في هذا البلد قائلا “ان ‏لبنان يستحق عناية استثنائية، لأن كل الشرق الأوسط يتطلع اليه كرسالة للمستقبل، ‏من هنا وجوب الحفاظ على الهوية الوطنية لهذا البلد، الذي إذا ما تطورت الأوضاع ‏فيه إيجابيا فإن الامر سينعكس على المنطقة”. أضاف: “ان لبنان القوي والمتضامن ‏يمكن ان يشكل مثالا لكل الشرق الأوسط، بمسيحييه ومسلميه وذلك في خدمة الخير ‏العام للجميع، وهذه هي حقيقة دعوة لبنان. ونحن نأمل أن يلعب هذا الدور في ‏المستقبل من جديد”، مشيرا الى “ان من السهل ان نقول ان لبنان رسالة، ولكن ‏علينا العمل معا من اجل ان تصبح هذه الرسالة حقيقة ملموسة”. وإذ شدد على ان ‏البابا فرنسيس أعرب عن رغبته في زيارة لبنان وقال: “قداسته سيأتي قريبا. ولكن ‏علينا تحديد معنى كلمة قريبا‎”.‎

وقال “نعم اننا نخشى الا يكون مستقبل هذا الوطن مضمونا. ونحن ندعو الجميع، ‏وكافة القادة سواء محليا او دوليا، للحفاظ على لبنان كرسالة للعيش معا والاخوة ‏والرجاء بين الأديان‎”.‎

كما ان غالاغر اوضح بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري انه نقل اليه اهتمام ‏البابا “وقلقه على لبنان واللبنانيين في هذه الأيام و قد كنت مهتما لمعرفة رؤية ‏وآراء الرئيس بري وهي آراء مستنيرة وأعتقد اننا نستطيع التقدم الى الأمام من ‏خلال حوارنا بين الأطراف السياسية المتعددة في لبنان، وهي أيضا مساعدة لنا ‏لفهم طبيعة التحديات التي يواجهها لبنان واللبنانيون”. واكد ان للكرسي الرسولي ‏‏“مساهمات متواضعة الى اللبنانيين من اجل تشجعيهم كي لا يفقدوا الأمل، بخاصة ‏في هذه اللحظات الصعبة على الجميع، ونأمل ان يحمل المستقبل أياما أفضل للبنان‎”.‎

ميقاتي في تركيا

في غضون ذلك قام رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي على رأس وفد وزاري ‏بزيارة رسمية لتركيا بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تخللها

عقد اجتماع عمل موسع في مقر الرئاسة التركية بمشاركة اعضاء الوفدين ‏الوزاريين التركي واللبناني. وقال الرئيس اردوغان في اللقاء : “يقول المثل ‏الصديق وقت الضيق وفي اليوم الاسود، ونحن نؤكد موقفنا الثابت بأننا الى جانب ‏لبنان، ونريد أن نصل الى كل شرائح المجتمع اللبناني من دون تمييز وفي كل ‏المجالات، لا سيما على صعيد التجارة والصحة والامن والطاقة، ولدينا امكانات ‏كبيرة نريد ان نستخدمها مع لبنان‎”.‎

اما ميقاتي فأشاد “بمحبة الرئيس اردوغان الشخصية للبنان وعلاقاتنا الشخصية ‏الوطيدة ستفتح الكثير من الابواب للتعاون والمساعدة ” وأعلن ان “لبنان يمر بازمة ‏تكاد تكون الاسوأ في العالم على كل الصعد الاقتصادية والمالية والاجتماعية. ونحن ‏بحاجة للدعم والعون في كل المجالات‎”.‎

وفي مؤتمر صحافي مشترك اعتبر اردوغان زيارة ميقاتي والوفد اللبناني “اشارة ‏اساسية للاهمية التي يوليها لبنان لتركيا، ونحن من جهتنا نريد تعزيز تضامننا مع ‏الشعب اللبناني باسره. وتناولنا في اجتماعنا العلاقات الثنائية وبشكل خاص تطوير ‏التواصل وتعزيز فرص التعاون. كما ناقشنا سبل المساهمة في دعم لبنان .وكل ما ‏نفعله نقوم به من دون تمييز بين الشعب اللبناني ، ونحن نواصل الوقوف الى جانب ‏لبنان ومستعدون لدعم جهود الاصلاح التي تبذلها الحكومة اللبنانية، وقد ابديت ‏استعدادنا لتقديم الخبرات على صعيد التعاون الرقمي للخدمات العامة‎.‎

أضاف: إننا مصممون على زيادة مساعداتنا للبنان في الفترة المقبلة ، وتعاوننا ‏السياحي، وفي مجال التعليم، كما سنواصل المساهمة في قوات اليونيفيل‎”.‎

بدوره، قال الرئيس ميقاتي “تحدثنا عن العلاقات اللبنانية- التركية وموضوع ‏النازحين وضرورة تضافر كل الجهود لعودتهم الى بلادهم. وثمنت مواقف فخامة ‏الرئيس لتوطيد علاقاتنا وهي ستبقى متينة وقوية على الصعد كافة، وفي كل ‏القضايا، وقد اتفقنا خلال اجتماعنا على اجراءات لتفعيل التعاون‎”…‎

التحالفات

وسط هذه الاجراء اكتسب اللقاء المطول الذي عقد امس في معراب بين رئيس ‏حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وعضوي اللقاء الديموقراطي النائبين اكرم ‏شهيب ووائل او فاعور موفدين من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ‏دلالات انتخابية بارزة اذ فاجأ شهيب كثيرين عندما لمح عقب اللقاء امام ‏الصحافيين الى ان التحالف الانتخابي بين الفريقين سيشمل مختلف المناطق . وكان ‏ثمة اعتقاد ان التحالف الاشتراكي – القواتي سيقتصر او ينحصر في الشوف ‏وعالية فحسب لكن توسيع التحالف طرح معادلة أكثر شمول التحالف مختلف ‏مناطق التمازج الحزبي بين الفريقين بما سيترك تأثيرا على الخريطة الانتخابية ‏لدى الافرقاء الاخرين المنافسين‎.‎




النهار