خاص

لهذه الأسباب.. يعرقل الإيرانيون والأسد المبادرة الروسية لإعادة النازحين!

تم النشر في 11 آذار 2019 | 00:00

بمعزل عن جدلية "مؤتمر بروكسل" وإغراق اللبنانيين في هذه الجدلية المستجدة حول "جنس ملائكة" الوفد اللبناني الرسمي إلى هذا المؤتمر، يوحي أصحاب الهجمة الممنهجة على الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي من حاملي راية التطبيع مع النظام السوري بأنّ هذا النظام يستقتل ويقاتل في سبيل إعادة النازحين إلى وطنهم ولن يغمض له جفن ولا يرتاح له بال قبل عودتهم "سالمين غانمين" إلى أحضان الأسد وربوع عطفه وتسامحه، بينما الآخرون "المتآمرون" المنضون تحت راية الشرعية الأممية والدولية هم من يعرقلون هذه العودة لا بل ويسعون جاهدين لتوطين السوريين في لبنان!


 





أمام هذه الصورة "المقلوبة" والمشوّهة للحقائق، وإذا كانت "مانشيت" إحدى الصحف الممانعة قبل أيام (حول وجود عرقلة إيرانية - سورية للمبادرة الروسية لإعادة النازحين) لا تكفي للإضاءة على مكمن "العرقلة" الحقيقية لعودة السوريين إلى وطنهم، فإنّ في موسكو من يعرف الحقيقة ويقولها كما هي بلا لف ولا تضليل: "الإيرانيون وبشار الأسد لا يريدون عودة النازحين" حسبما عبّر مصدر ديبلوماسي في موسكو لـ"مستقبل ويب"، لافتاً إلى أنّ "الإدارة الروسية باتت تستشعر بوضوح العرقلة الإيرانية والسورية المتعمدة لمبادرة إعادة النازحين".





 





وحول أهداف هذه العرقلة، يوضح المصدر الديبلوماسي أنّ لكل من طهران ونظام الأسد أسباباً ودوافع مشتركة في مناهضة أي حل يقضي بإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، فالإيرانيون يرفضون هذه العودة باعتبارها ستُحبط مشروع "تغيير الديمغرافيا" السورية الذي يعمل النظام الإيراني على إنجازه في سوريا منذ أن وطأت أقدام ميليشياته الأراضي السورية، سيما وأنّ كل النازحين والمهجرين قسراً من سوريا هم من أبناء الطائفة السنية وعودتهم ستؤدي حكماً إلى قلب موازين القوى الطائفية والمذهبية لصالح هذه الطائفة في أي مشروع حل سياسي مقبل للأزمة السورية.





 





أما بشار الأسد، فهو وإن كان لا يجرؤ على المجاهرة برفض العودة وعرقلة المبادرة الروسية، لكنه يتخندق مواربةً خلف العرقلة الإيرانية لأنه أولاً كما طهران معنيّ بأجندة تغيير الديمغرافيا لصالح أبناء طائفته العلوية، ولأنه أيضاً لا يريد بطبيعة الحال عودة مئات آلاف السوريين المعارضين لنظامه إلى سوريا قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة للحؤول دون تصويتهم في هذه الانتخابات.





 





وماذا عن مصير المبادرة الروسية في ظل هذه العرقلة الإيرانية – السورية؟ يجيب المصدر الديبلوماسي: "موسكو ستواصل ضغطها لإنجاح هذه المبادرة" كمقدمة للحل السياسي السوري.. ولن تثنيها كل "الرسائل المشفّرة" من "الحرس الثوري" وآخرها استحضار بشار الأسد في إيران!