نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً، تكشف فيه عن خطة قد تثير قلق حلفاء الولايات المتحدة الذين يستقبلون قوات أمريكية على أراضيهم.
ويشير التقرير إلى أن الرئيس دونالد ترامب قدم في أحاديثه الخاصة صيغة أثارت الدهشة، ويعتقد أنها ستحل شكوى الولايات المتحدة المتكررة، بأن الدول التي تستقبل قوات أمريكية لم يدفعوا ما فيه الكفاية لواشنطن.
ويكشف عن أنه بحسب الصيغة المقترحة، فإن الدولة ستقوم بدفع كامل الكلفة لبقاء القوات الأمريكية على أراضيها بالإضافة إلى 50%، بحسب مسؤول أمريكي وأجانب يعرفون بالفكرة، وهو ما يعني دفع الدول الحليفة الكلفة كاملة وبخمسة أضعاف، مشيرين إلى أن ترامب يطلق على هذه الصيغة "الكلفة زائد 50%"، وهو ما أثار مخاوف حلفاء واشنطن والتي رأوها بأنها نوع من "الابتزاز".
وتلفت الصحيفة إلى أن الشائعات حول تحول الصيغة إلى معيار عالمي في تعامل الولايات المتحدة مع حلفائها قد أزعجت ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية، وكلها تستقبل قوات أمريكية على أراضيها، وقام المسؤولون بذكر الطلب لدولة واحدة في المفاوضات الرسمية.
وينقل التقرير عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي غاريت ماركيز، قوله إن إدارة ترامب "ملتزمة بالحصول على الصفقة المناسبة للشعب الأمريكي"، لكنها "لا تعلق على المحادثات الجارية وحول موضوع محدد".
وينوه التقرير إلى أن كوريا الجنوبية هي أول دولة تواجه المطالب الأمريكية التي وافقت في الشهر الماضي على دفع 925 مليون دولار أمريكي، مقابل استقبال قوات أمريكية قوامها 28500 جندي، وهي زيادة بنسبة 8.2% من كلفة العام الماضي ونصف الكلفة، مشيرا إلى أن المسؤولين الكوريين فضلوا عقدا يغطي مدة خمسة أعوام، لكن الصفقة لا تغطي إلا عاما واحدا، ما يعني أنهم قد يواجهوا ضغوطا من ترامب لدفع نسبة 50%.
ويوضح التقرير أنه "مع أن الموضوع قد يفهم خطأ، إلا أن عبارة (الكلفة زائد 50%) ظهرت في القوائم غير الرسمية للكلفة، لكن لا أحد يعلم ماذا يعنيه المسؤولون في الإدارة عن الكلفة، هل هي الميزانية كاملة لإدارة القاعدة، أو دفع كلفة القوات الأمريكية فيها أو جزء منها".
ويفيد التقرير بأن الدول التي تستقبل القوات الأمريكية تدفع بشكل دائم بطرق عدة، فاليابان وكوريا الجنوبية تقدمان الدعم المالي، أما ألمانيا فتقدم مساهمات من خلال البنية التحتية والأرض والبناء والإعفاءات الضريبية والجمركية، فيما اعتبر ترامب هذه المساهمة غير كافية، بحسب دبلوماسي بارز، مشيرا إلى أن الحزبين يطالبون منذ عقود الدول التي تستقبل قوات أمريكية على أراضيها أن تسهم في الميزانية، إلا أن طريقة ترامب كانت محلا للتساؤل حتى من كبار المتحمسين لها.
ويورد التقرير نقلا عن وزارة الدفاع، قولها في المقابل إن وجود 54 ألف جندي في اليابان، والوجود العسكري في كوريا الجنوبية، يسمحان لأمريكا بأن تستعرض القوة وتردع كوريا الشمالية والصين، لافتا إلى انه في ألمانيا، حيث يوجد 33 ألف جندي أمريكي، قالت واشنطن إنها ستزيد العدد بـ1500 مع حلول عام 2020، في تأكيد على التزام واشنطن للناتو والأمن الجمعي ودعم أوروبا، وسمعت العواصم الأوروبية بالصيغة منذ أشهر دون طلبات رسمية من واشنطن.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن إيما أشفورد من معهد كاتو توافق مع ترامب، بأن القوات الأمريكية توسعت فوق طاقتها، لكنها تختلف مع المقامرة الأخيرة له باعتبارها التكتيك الخطأ.