عرب وعالم

العالم يتّجه للتعايش مع كورونا.. وبؤرة أميركية للفيروس تلغي إلزامية الكمامة

تم النشر في 10 شباط 2022 | 00:00

يتّجه العالم تدريجياً إلى مرحلة "التعايش مع فيروس كورونا"، فيما بدأت بعض ‏الدول الأوروبية في الإلغاء التدريجي للإجراءات الاحترازية، وسط احتجاجات في ‏بعض الدول للضغط من أجل إلغاء اجراءات كوفيد-19‏‎.‎

وتلغي ولاية نيويورك، اعتبارًا من اليوم الخميس، إلزامية وضع الكمامة في ‏الأماكن المغلقة، خصوصًا في المتاجر والمطاعم والشركات، وفق ما أعلنت حاكمة ‏الولاية الديمقراطية كاثي هوكول، في وقت يسجّل عدد الإصابات بكوفيد-19 في ‏الولايات المتحدة تراجعًا كبيرًا‎.‎

وأكدت هوكول أمام الصحافة أن إلزامية وضع الكمامة التي تنتهي صلاحيتها ‏الخميس، بموجب قانون ولاية نيويورك، ستبقى في المقابل ساريةً في المدارس ‏حتى مارس، على أن تعود إلى البلديات وبينها بلدية مدينة نيويورك، وإلى المتاجر ‏مسألة فرضها على موظفيها وزبائنها‎.‎

وبعدما كانت ولاية ومدينة نيويورك عام 2020 بؤرة الوباء مع تسجيل المدينة ‏وحدها 38 ألف وفاة على الأقل خلال عامين، أشادت هوكول بمؤشرات صحية ‏‏"تتراجع‎".‎

وقالت الحاكمة الديمقراطية: "إنه مشهد رائع (...) لم ننتهِ بعد لكن الاتجاه جيّد جدًّا ‏وهذا ما يجعلنا نفكر من الآن فصاعدًا بمرحلة جديدة للجائحة‎".‎

وتحذو ولاية نيويورك بذلك حذو ولايات أخرى يحكمها ديمقراطيون، وسبق أن ‏أعلنت تدابير مماثلة منذ الاثنين، على غرار كاليفورنيا ونيوجيرسي وكونيتيكت‎.‎

ويشكل وضع الكمامة مؤشرًا سياسيًا قويًا جدًا في الولايات المتحدة، حيث يعتبر ‏قسما كبيرا من اليمين والحزب الجمهوري إلزامية تغطية الوجه بمثابة انتهاك ‏للحريات الفردية‎.‎

وتسجّل الحصيلة اليومية للإصابات في الولايات المتحدة تراجعًا كبيرًا مع متوسّط ‏يومي لا يتجاوز الـ250 ألف إصابة في الأيام السبعة الماضية، بحسب السلطات ‏الصحية. وهذا العدد أقلّ بكثير من حصيلة 800 ألف إصابة في اليوم التي سُجّلت ‏في منتصف يناير‎.‎

وتجاوزت الولايات المتحدة في الرابع من فبراير عتبة 900 ألف وفاة بكوفيد خلال ‏عامين، بحسب "جامعة جونز هوبكنز". وكانت قد تجاوزت حصيلة الوفيات في ‏البلاد 800 ألف حالة منتصف ديسمبر الماضي‎.‎

السويد تنفض الوباء

وتزامنا، ألغت السويد تقريبا كل القيود القليلة المتبقية لمكافحة جائحة كوفيد-19، ‏الأربعاء، وأوقفت معظم الفحوص للكشف عن الإصابات بفيروس كورونا، وذلك ‏على الرغم من استمرار الضغط على أنظمة الرعاية الصحية ومناشدات بعض ‏العلماء بالتحلي بمزيد من الصبر في مكافحة المرض‎.‎

وكانت منظمة الصحة العالمية حضت، الأربعاء، الدول الغنية على المساهمة بقسط ‏عادل من المبالغ الضرورية لخطتها للقضاء على كوفيد-19 بدفع 16 مليار دولار ‏بشكل عاجل‎.‎

وأعلنت المنظمة تسجيل نصف مليون حالة وفاة بكوفيد-19 منذ اكتشاف المتحور ‏أوميكرون من فيروس كورونا، ووصفت هذه الحصيلة بأنها "أكثر من مأسوية‎".‎

فرنسا وبريطانيا

وتزامنا، أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، الأربعاء، أن فرنسا تعتبر أن ‏هناك "أسبابًا للأمل" بإنهاء العمل "بشهادة التلقيح أواخر مارس - أوائل أبريل"، ‏بسبب تحسّن الوضع الصحي‎.‎

وقال إن "عدد الأشخاص في المستشفيات يبقى مرتفعًا، وأكبر من العدد القياسي ‏الذي شهدناه في ربيع العام 2020، لكن في توقعاتنا (...) هناك أسباب للأمل في ‏أنه في هذا الإطار الزمني سيكون الوضع قد تحسّن بما فيه الكفاية كي نكون قادرين ‏على رفع هذه التدابير الأخيرة‎".‎

فيما أعرب رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الأربعاء، عن أمله إنهاء ‏الزامية عزل الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا بحلول نهاية فبراير، ‏بعد أن رفعت إنجلترا بالفعل معظم القيود المفروضة للحد من كوفيد-19‏‎.‎

وقال زعيم حزب المحافظين أمام النواب خلال الجلسة الأسبوعية لمساءلة الحكومة ‏إنه سيعود إلى البرلمان في 21 فبراير، بعد العطلة البرلمانية، "لعرض خطته ‏الرامية للتعايش مع كوفيد-19‏‎".‎

نيوزيلاندا وكندا

اعتقلت الشرطة في نيوزيلاندا، اليوم الخميس، أكثر من 50 شخصاً، وبدأت إبعاد ‏مئات المحتجين المعتصمين أمام البرلمان منذ ثلاثة أيام، احتجاجاً على التطعيم ‏الإلزامي ضد كوفيد-19 وقيود كورونا المشددة‎.‎

وأغلق عدة آلاف من المحتجين الشوارع قرب البرلمان في العاصمة ولنغتون هذا ‏الأسبوع بشاحنات وسيارات ودراجات نارية‎.‎

يأتي ذلك فيما تصاعدت المخاوف بشأن التأثير الاقتصادي لاحتجاجات سائقي ‏الشاحنات في كندا التي لم تضعف مع بلوغها الأربعاء يومها الثالث عشر رغم بدء ‏الإعلان عن تخفيف القيود الصحية في أجزاء من البلاد‎.‎

إضافة إلى شوارع العاصمة الفيدرالية أوتاوا التي تشلها الاحتجاجات المناهضة ‏للإجراءات الصحية منذ نهاية يناير، يريد سائقو الشاحنات وأنصارهم ضرب ‏الاقتصاد عبر شلّ بعض طرق التجارة الأساسية. وزاد إغلاق جسر "أمباسادور" ‏الأساسي على الحدود مع الولايات المتحدة منذ الاثنين حدة التوتر‎.‎

وبدا المأزق شاملا، صباح الأربعاء، إذ تمسك رئيس الوزراء جاستن ترودو ‏بخطابه السابق قائلا في تصريحات للصحافة "أتفهم مدى إرهاق الناس ‏وإحباطهم... لكن باتباع العلم، من خلال التطعيم، سنتجاوز الأزمة‎".‎

كوريا الجنوبية وهونغ كونغ

من جهتها، أعلنت كوريا الجنوبية، الأربعاء، أنها ستتخلى عن سياستها الصحية ‏القائمة على "التتبع، الفحص، والمعالجة"، في وقت يهدد ارتفاع عدد الإصابات ‏بأوميكرون بإغراق النظام الصحي في البلاد، مع تسجيل أكثر من مليون إصابة في ‏عطلة نهاية الأسبوع‎.‎

تدخل حيّز التنفيذ تدريجًا حزمة تدابير جديدة اعتبارًا من هذا الشهر، وستركّز ‏الإجراءات الجديدة على الأكثر عرضةً للخطر، وفق ما أعلن مسؤولون صحيون‎.‎

فيما هرع سكان هونغ كونغ، الأربعاء، لشراء المؤن، غداة الإعلان عن فرض ‏تدابير قاسية على خلفية ارتفاع عدد الإصابات بكوفيد-19‏‎.‎

ومُنعت التجمّعات التي تضمّ أكثر من شخصين وللمرة الأولى حُظر اجتماع عائلتين ‏في منزل واحد. وأمرت أيضًا بإغلاق أماكن العبادة وصالونات تصفيف الشعر‎.‎

أكثر من 5.7 مليون وفاة حول العالم

وأودت جائحة كوفيد-19 رسميًا بأكثر من 5,761,646 شخصا في أنحاء العالم منذ ‏نهاية كانون الاول 2019‏‎.‎

والولايات المتحدة هي الدولة التي سجّلت أعلى عدد وفيات (909,020)، تليها ‏البرازيل (633,810) والهند (505,279) وروسيا (337,390‏‎).‎

ووفق تقديرات منظمة الصحة العالمية قد يكون العدد الإجمالي للوفيات أعلى ‏بمرّتين إلى ثلاث، آخذة في الاعتبار العدد الزائد للوفيات بسبب كوفيد-19 بصورة ‏مباشرة وغير مباشرة‎.‎





العربية.نت