شارك الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري في جلسة نقاش افتراضية نظمها المعهد الديموقراطي الوطني NDI عن مرحلة ما قبل الانتخابات النيابية، بمشاركة لجنة من مندوبي المعهد في واشنطن وبيروت وعدد من الشخصيات.
وقدم مداخلة تمحورت حول قرار الرئيس سعد الحريري بـتعليق العمل السياسي وعدم خوض الانتخابات النيابية المقبلة، "ما دامت لن تغير شيئاً في الواقع اللبناني الحالي في ظل "جهنم" التي أوصلنا إليها عهد ميشال عون وسياسات حزب الله".
وأشار إلى أن "لبنان أمام مرحلة جديدة، وفي مهب المساومات الاقليمية والدولية، وقرارنا ينطلق من قراءة نقدية للمرحلة الماضية، وتحديداً مرحلة ما بعد ثورة 17 تشرين، التي كنا أول من استجاب لإرادتها مع إقدام الرئيس سعد الحريري (الوحيد من كل السلطة السياسية) على تقديم استقالة حكومته، الأمر الذي كان من المفترض أن يشكل زخماً ودفعاً لحركة الثورة ومطالبها، إلا أن العكس حصل بشكل غريب، فقدت الثورة زخمها نتيجة ركوب "موجات سياسية" عليها وعدم تجاوز "الخطوط الحمر" مع "كلن يعني كلن".
أضاف :"ورغم ذلك، قرر الرئيس سعد الحريري مجدداً، إكمال ما قام به بعد ثورة 17 تشرين، والخروج من حلبة الاهتراء السياسي والاقتصادي ومحاولة صعق الحياة السياسية بخطوة من خارج الكتاب التقليدي للممارسة السياسية، فبادر إلى فعل أخلاقي جديد بالعزوف عن خوض الانتخابات النيابية المقبل، بما يفسح المجال امام كل القوى التي تقول إنها قادرة على صناعة التغيير لتتقدم الى الساحة، وتقدم مشاريعها، ليرى الناس خيرها من شرها في كيفية التصدي للانهيار الحاصل، ومواجهة تمدد النفوذ الإيراني المتمثل بـ"حزب الله"، والاتيان بالكهرباء، واستعادة علاقة لبنان بأشقائه العرب".
وتابع :"قرار الرئيس سعد الحريري يصب في إطار ممارسته باحترام الاستحقاقات الدستورية، فهو إذ أعلن عدم الترشح للانتخابات، لم يدع في المقابل إلى مقاطعتها، لأنه يحترم الاستحقاقات الدستورية، ويرفض ان يضع يده على توجهات وقرارات المواطنين الذين لهم الحق في الاختيار وتقرير من يريد أن يمثلهم في الندوة البرلمانية المقبلة".
وقال :"لا شك أن قرارنا يجعل الجميع اليوم يضربون أخماس الحسابات الانتخابية بأسداسها، لكوننا في الانتخابات الماضية وقبلها أعطينا من كيسنا وقدمنا هدايا نيابية مجانية للاخرين، واليوم لسنا في هذا الوارد، وما نشهده من "سباق انتخابي" على أصوات جمهورنا ليست قابلة للصرف عنده أو عندنا".
واعتبر أن "القانون الحالي للانتخاب أعاد تسعير النفس المذهبي في الانتخابات، إذا أن هم الجميع بات اليوم التسابق على "الشعبوية" و"المذهبية" من أجل الحصول على الأصوات التي تؤمن الحاصل، وليس التسابق على نقديم المشاريع".
وتطرق الى مسألة التمثيل النسائي، وقال :"نحن في "تيار المستقبل" كنا وما زلنا من أشد الداعمين لانخراط المرأة في العمل النيابي والسياسي .. وكتلتنا النيابية الحالية هي الأكثر تمثيلاً للنساء من بين الكتل النيابية، والرئيس الحريري كان سباقا في تولية النساء مسؤوليات وزارية حساسة، كما فعل مع الوزيرة ريا الحسن على رأس وزارة الداخلية والبلديات .. لذا نتمنى أن تكون هذه الانتخابات التي لن نخوضها محطة للمزيد من تمثيل المرأة في الحياة البرلمانية والسياسية".