إستكملت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن حسين عبدالله وحضور ممثلة النيابة العامة القاضية مايا كنعان اليوم، استجواب كل من الرئيس السابق لبلدية عرسال علي الحجيري المعروف ب"أبو عجينة" والشيخ مصطفى الحجيري "ابو طاقية" ونجل الاخير عبادة ومحمد ملّوك، الموقوفين في ملف ما يُعرف بحادثة " وادي الرعيان" في عرسال، التي وقعت في الاول من شهر شباط العام 2013 واسفرت عن استشهاد النقيب في الجيش بيار بشعلاني والمعاون ابراهيم زهرمان.
وأكد"ابو عجينة" بحضور وكيله المحامي محمد الفليطي على افادته الاولية التي عُرضت على شاشة داخل قاعة المحكمة، ليشير الى ان ابناء البلدة اعتقدوا في البدء ان الحادثة وقعت مع مسلحين من "حزب الله"، و عمدوا الى قتل خالد حميد في "محلة الرعيان" واخذوا جثته، قبل ان يأتي من يخبره بان الحادثة جرت مع الجيش.
ونفى"ابو عجينة" اقدامه على الطلب من اهل البلدة الذين احتشدوا في ساحة البلدة التسلح، طالبا من المحكمة التدقيق في داتا الاتصالات التي تثبت مكان وجوده يوم الحادثة. كما نفى ما ادلى به احد الشهود انه سهّل وصول المسلحين الى دورية الجيش التي علقت في الثلوج.
وقال"ابو عجينة" انه اعتقد في البدء ان خالد حميد قُتل على يد مهربين وانه اجرى عدة اتصالات بمسؤولين عسكريين الذين اكدوا له عدم ارسالهم اي دورية الى مكان حصول الحادث، وعندما علم ان الحادثة ليست مع المهربين ولا مع "حزب الله" وانها مع الجيش اغتاظ لانه لم يسبق ان حضرت دورية بهذه الطريقة الى البلدة بحيث كان يجري التنسيق معه قبل ذلك"فالجيش كان يشاورني في اي عمل ينوي القيام به في البلدة".
واوضح"ابو عجينة " انه في طريقه الى وادي الرعيان حيث كانت الحادثة قد انتهت، لم يتوقف في محلة سرج حسان، ولم يلتق حينها ب"ابو طاقية" ونجله عبادة، مؤكدا بانه طلب نقل المصابين من عناصر الجيش الى المستشفى، وقال:" انا حضرت الى وزارة الدفاع من دون ان يكبّلني احد لانني اريد ان انتهي من هذه القضية لانني بريء منها بإذن الله".
وبإستيضاح"ابو طاقية" بحضور وكيلته المحامية زينة المصري، اكد من جهته بانه لم يعلم بالحادثة الا بعد ساعة ونصف من وقوعها وفي طريقه ونجله الى المكان تعطلت سيارته، وكان ان رأى "ابو عجينة" في محلة سرج حسان لكنه لم يكلمه، واكمل طريقه سيرا على الاقدام فيما تأخر ابنه عنه لتصليح اطار السيارة. ولفت الى انه شاهد دورية للجيش من بعيد ولم يشاهد اي مسلح يطلق النار عليها. واضاف "ابو طاقية" ان احدهم اخبره ان محمد كرنبي دعا النساء عبر مكبر للصوت في الجامع الى قطع الطريق وقال:"لماذا سأدعو الى التحريض على الجيش او ان انادي بمكبر للصوت فالخبر كان منتشرا ان "حزب الله" قتل حميد واذا اردت التحريض لكنت حرّضت اذاً على الحزب وليس الجيش.
وانكر ما ورد في افادة احد الشهود عن مشاركته في الاعتداء على الجيش في محلة الرعيان"فأنا في الاساس لم استطع الوصول الى المكان"، مؤكدا ان السلاح في سيارته لا يفارقه كونه مهدد من عدد من الاشخاص ومنهم من داعش.
اما عبادة فقال بانه في طريقه ووالده الى مكان الحادث شاهدا "ابو عجينة" يتحدث على الهاتف في محلة سرج حسان وكان مستنفرا وعندما استوضحه والده عما حصل قال له ان حزب الله قتل حميد واخذ جثته وان المسلحين علقوا في الثلوج"والشباب راحو وراهم".
وقبل رفع الجلسة الى 25 حزيران المقبل للاطلاع على داتا الاتصالات ، طلب وكيل "ابو عجينة " اخلاء سبيله.
والى التاريخ عينه، ارجأت المحكمة في ملف آخر متفرع عن ملف"وادي الرعيان"، محاكمة علي الحجيري، فيما طلبت وكيلة مصطفى الحجيري ضم ثلاث دعاوى ملاحق بها موكلها بتهمة الانتماء الى تنظيم جبهة النصرة الارهابي لعلة التلازم.
وسبق ذلك سماع المحكمة افادات ثلاثة شهود في الملف الاول.