إذا كنت ممن يقودون سياراتهم على طرق مستوية واضحة المعالم والمسارات، فأنت حتما من المحظوظين، لأن عددا كبيرا من السائقين في العالم يضطرون إلى السفر على طرق مخيفة تحدق بها المخاطر من كل صوب.
وتؤثر التضاريس بشكل كبير على الطرق، ففي بعض الدول يتم شقها وسط الجبال الشاهقة، وفي حالات أخرى فتكون الطرق على حواف البحار أو المحيطات.
لكن الطرق الخطيرة ليست قدرا مشؤوما على الدوام، إذ يصر السياح في كثير من الأحيان على قصد طرق خطيرة بمحض إرادتهم، حتى يعيشوا إحساسا مختلفا عما ألفوه في حياتهم اليومية.
وبحسب قائمة نشرها موقع "بزنس إنسايدر"، فإن طريق "كاراكورام" السريع الذي يربط بين باكستان والصين على مسافة تقدر بأكثر من 1200 كيلومتر يعد من أخطر طرق العالم، بالنظر إلى ما يشهده من انهيارات أرضية، فضلا كوارث طبيعية مثل الفيضانات والتساقطات الثلجية.
الطريق الخطير الذي يلقب بأعجوبة الدنيا الثامنة، أودى بحياة ما يقترب من ألف عامل خلال عملية تعبيده سنة 1957، وفي أكتوبر الماضي، لقي 17 شخصا حتفهم جراء حادث حافلة عليه، لكنه رغم ذلك تحول إلى مقصد للسياح.
وفي بوليفيا، تحولت "طريق الموت" إلى معلم مشهور في البلاد، فهذا المسار الجبلي الذي لا يتجاوز عرضه 3.6 أمتار، يؤدي إلى مصرع نحو 300 شخص في السنة، وبمجرد خطأ بسيط، قد يجد سائق السيارة أو الدراجة نفسه في الهاوية على عمق يبلغ مئات الأمتار.
أما في النرويج، وهو بلد أوروبي متقدم وذو بنية تحتية متينة، فتمتاز إحدى الطرق البحرية بمنعطف غريب ومقوس، وعند هبوب العواصف بشدة، تصبح الطريق مغمورة بالماء في ظرف وجيز.
وتضم القائمة طريق "دالتون" السريع في ولاية ألاسكا الأميركية، ففي هذه الطريق الممتدة على 414 ميلا من المساحات الباردة والمتجمدة أحيانا، لا توجد أي استراحة أو محطة للتزود بالوقود طيلة 240 ميلا، لذلك يُنصح السائقون بجلب معدات وقائية حتى يحموا أنفسهم في حال إصابة العربات التي يقودونها بأي عطل.
ولا يقل ممر "زوجي" في الهند خطورة عن طريق ألاسكا، ففي الطريق الهندية قد يهوي السائق إلى قاع بعمق 15 ألف قدم، ولا توجد أي حواجز جانبية حتى تحمي المركبات في حالة الانزلاق على الطريق المتربة وغير المعبدة.
وفضلا عن ذلك، تشمل القائمة، طريق "غوليانغ" التي تربط بين أجزاء نفق جبلي شاهق في الصين، ويقول السكان المحليون إن هذه الطريق لا تقبل الخطأ بتاتا لأن أي سهو من السائق قد يقود السيارة إلى أسفل الهاوية.
وتعاني الطريق التي تربط بين كابل وجلال آباد في أفغانستان صعوبات من نوع آخر، فإلى جانب حالتها المتردية وحوادثها المروعة، تشهد هجمات انتحارية دامية وعمليات خطف بالنظر إلى تردي الوضع الأمني في البلاد.