في يوم عيد الأم ، وعند أصيل شمس تدغدغ بأنامل أشعة خجولة وجه الطبيعة المرتجف بلفحات جليد يودع به الشتاء ربوع لبنان، وفي احضان شجرة مورقة بحياة متجددة على كتف صيدا ، يستلقي ربيع مؤجل ، على سرير دفء مؤقت، تمسك بأطرافه أغصانها كأم تهز بساعديها مهد طفل يغفو .. حتى ذات يقظة ، مستغرقا في قيلولة استرخاء وتأمل ، ومدخرا بعض حرارة نهار تزيد من قدرة احتمال على برودة ليل..هو الربيع لا يزال في مهده ، ولا يكبر قبل أوان قدر له .. حتى اذا ما خلعت الطبيعة رداءها القارص ، شب عن طوق المهد والإحتضان وهبّ لملاقاة توقنا للدفء والحياة والفرح ..
رأفت نعيم