أعرب رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عن أمله في إيجاد حلول ونهاية لمأساة النزوح السوري وتأمين عودة النازحين إلى بلادهم، داعيا الأصدقاء والحلفاء لممارسة الضغط على النظام في سوريا لكي يعود النازحون.
وسئل لدى وصوله إلى مقر مؤتمر "دعم مستقبل سوريا والمنطقة" قبل ظهر اليوم في بروكسيل، حيث يترأس الوفد اللبناني: لماذا لا تستغلون سياسيا أنكم من الدول التي تستضيف أكبر عدد من النازحين السوريين للحصول على الأموال الكافية؟
أجاب: لبنان يقوم بواجبه الإنساني المحتم عليه. نحن نود أن نرى نهاية لموضوع النازحين في لبنان، لأنه يشكل عبء كبيرا على لبنان واللبنانيين جميعا. ونتمنى لو أننا نأتي إلى الاتحاد الأوروبي لكي نناقش موضوع نهاية النزوح السوري في كل من لبنان والأردن وتركيا والعراق. المشكلة قائمة، ولا بد من إيجاد حلول لعودة النازحين بإذن الله.
سئل: كيف تنظرون إلى إعادة العلاقات مع النظام السوري وعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية؟
أجاب: هذا قرار تتخذه الجامعة العربية، ولبنان سيكون مرافقا لهذا القرار. بالنسبة إلينا، هذا القرار لا يتعلق بلبنان بل بالجامعة العربية.
سئل: قيل أن التعهدات التي قُدمت في العام 2018 لم تصل كلها إلى لبنان، فهل هناك من التزام لدى المجتمع الدولي لدفع المبالغ المتوجبة؟
أجاب: المجتمع الدولي يجب أن يعرف أن لبنان لم يعد بمقدوره أن يستمر بالطريقة السابقة، وعليه أن يدفع الأموال التي طلبناها، لأنها ليست ترفا، بل لنزوح سوري كبير في بلدنا، وهو مليون ونصف مليون نازح سوري، ويجب التعامل مع هذا الموضوع بكل مسؤولية.
سئل: هل تعتقدون أنه سيكون هناك "بروكسيل 3 و4"؟
أجاب: نحن نتمنى ألا يكون هناك بروكسيل 4 و5 و6، نتمنى أن تنتهي الأمور في سوريا وأن يعود كل النازحين. ونحن نرى أن أهم حل للنزوح هو العودة، ولذلك يجب الضغط على النظام في سوريا من قبل كل الأصدقاء والحلفاء، لكي يعود النازحون إلى سوريا. ليس من الطبيعي أن يكون هناك 10 مليون نازح خارج سوريا. هذا أمر غير طبيعي.
سئل: ماذا عن المبادرة الروسية؟ هل ما زالت قائمة؟
أجاب: نحن مستمرون بها إن شاء الله.
الوزير شهيب
من جهته، رد وزير التربية أكرم شهيب على أسئلة الصحافيين، فقال: "نحن هنا نشارك في الوفد مع الرئيس الحريري في هذا المؤتمر، والبيئة الحاضنة للنزوح في لبنان كبيرة وتحتاج إلى دعم. هناك خطة لثلاث سنوات، ونحن نسعى إلى تحسين الإنتاجية على كل المستويات، وهي تحتاج إلى الدعم، ونأمل من الدول المانحة أن تساعد لبنان، الذي عانى ويعاني من النزوح، وبالتالي يستحق كل الدعم في هذا الظرف الذي يمر به.
وعليه، هناك 215 ألف طالب سوري يدرسون في لبنان بالتعليم الرسمي، و60 ألف في التعليم الخاص، وهناك برامج خاصة للذين لم يلتحقوا حتى الساعة بالمدارس من أجل احتواء كل الأطفال والأولاد الذين هم دون الـ18 سنة من عمرهم. الأمل كبير بهذا الدعم، ونأمل أن نصل إلى نتائج في المستقبل القريب.
سئل: كم من المبالغ تحتاجون؟
أجاب: هناك فجوة من السنة الماضية بقيمة 28 مليون دولار، وللمستقبل نأمل بدعم أكبر، حتى نستمر بتعليم جيد، لأن المجتمع الحاضن يُستهلك أيضا، كمدارس وإنشاءات ومعلمين، وهناك مواليد بنسبة عالية في لبنان من النازحين السوريين، وهم يحتاجون إلى تعليم خاص. هناك عائلات أولادهم بوضع نفسي خاص في المدارس، وهم يحتاجون إلى رعاية، وهناك ذوي الحاجات الخاصة أيضا، وبالتالي البيئة الحاضنة تحتاج إلى دعم وكذلك النازحون.
سئل: كيف تقيم اللقاءات التي عقدتها؟
أجاب: هناك وعود، على الأقل بأن يستمر ما قُدِّم في الماضي، نأمل أن تزداد قيمة الدعم لكي نستمر بإمكانية دعم هذا الطالب، ومن حق كل الأولاد الذين نزحوا إلى لبنان بدخول المدارس.
سئل: بعض الدول تاجرت بموضوع اللاجئين واستطاعت أن تحصل على مبالغ طائلة، فهل يحق للبنان فعل الأمر نفسه؟
أجاب: لبنان لم يتاجر بهذا الموضوع، وهو قدم أكثر مما يمكنه، ويحتاج إلى دعم أكبر حتى يستمر في السنوات المقبلة.