انتهت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية بتقدم الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون مع منافسته من اليمين المتطرف ماريان لوبان، وخروج 10 مرشحين آخرين من المنافسة.
وتوقع منظمو استطلاعات معهد "إيفوب" تقاربا شديدا في نتيجة جولة الإعادة، مع حصول ماكرون على 51 في المئة مقابل 49 في المئة للوبان، مع العلم أنه في العام 2017، حصل ماكرون على 66.1 في المئة من الأصوات.
ومن المفترض أن يستهل الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته ماكرون حملته للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية بزيارة إقليم با دو كاليه شمال البلاد والتي عرفت تصويتا واسعا لمنافسته لوبان في الدورة الأولى، قبل أن يتوجه الثلاثاء إلى سترازبورغ شرقا.
وقال ماكرون إن فرنسا وأوروبا تواجهان لحظة حاسمة، مضيفا أن بإمكان الفرنسيين التعويل عليه، وأنه يمد يديه لكل من يريد العمل من أجل فرنسا، حسبما نقلت "رويترز".
وأبدى غالبية المرشحين الخاسرين عزمهم دعم ماكرون لمواجهة اليمين المتطرف في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، فيما تمسك واحد فقط بدعم لوبان، وهو إيرك زمور.
وفي المقابل دعا مرشحو حزب "الجمهوريون" اليميني فاليري بيكريس، وحزب الخضر يانيك جادو، والحزب الشيوعي فابيان روسيل، والحزب الاشتراكي آن هيدالغو، للتصويت لماكرون.
كذلك شدد مرشح "فرنسا الأبية" جان لوك ميلنشنون، الذي حل ثالثا مع حوالي 21 في المئة من الأصوات، على ضرورة حجب الأصوات بشكل قاطع عن لوبان، لكنه لم يدعُ للتصويت لصالح ماكرون.
وعلى غرار ميلنشون، أعلن فيليب بوتو المرشح المعادي للرأسمالية، أنه لا يجب التصويت بتاتا لليمين المتطرف.
وفي قراءته لنتائج الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية يرى المحلل السياسي نزار الجليدي، أنها جاءت متقاربة جدا مع استطلاعات الرأي التي جرت خلال الأشهر الماضية وتحديدا في الأسابيع التي سبقت عملية الاقتراع.
وأوضح الجليدي لموقع "سكاي نيوز عربية" أن توقعات الفوز تتجه نحو ماكرون إلى حد كبير، مشيرا إلى أهمية دعم المرشحين الخاسرين له، كونهم يعبرون عن كتلة تصويتية لا يمكن الاستهانة بها، كما أنه يحظى بدعم قطاع من الفرنسيين يرفضون بعض الأفكار المتعلقة بالأحزاب اليمينية.
وأظهرت نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، تأهل الرئيس المنتهية ولايته ماكرون (28.5 في المئة) ومرشحة اليمين المتطرف لوبان (23.6 في المئة) إلى الدورة الثانية، حسب تقديرات أولية لمعهد "إبسوس".
سكاي نيوز عربية
وبلغت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات 65 في المئة حتى الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت غرينتش، علما أن 12 مرشحا تنافسوا في هذه المرحلة من الاستحقاق.
وتُظهر استطلاعات الرأي أن أكثر من نصف الفرنسيين مهتمون في المقام الأول بمواضيع مثل القدرة الشرائية وأجورهم وارتفاع أسعار الطاقة، فيما تأتي موضوعات الهجرة وإصلاح نظام الرعاية الصحية والتعليم في مراتب متأخرة من اهتماماتهم، وهو ما لم يُشعر ناخبي ماكرون بأن صوتهم مسموع، إذ يرى 71 في المئة منهم أن الأخير يمثل النظام الرئاسي المطلق، ما يثير الجدل في فرنسا، فالغالبية تعتقد أنه جيد في التعامل مع الأزمات الكبرى، وخلافا لذلك، يعتبره آخرون، غير واقعي ونخبوي.
وأشار الجليدي إلى أن "معظم الخاسرين في الجولة الأولى قد ذهبوا لدعم ماكرون باعتباره الأقل حدة في الأفكار والمقترحات من منافسته لوبان، وأكثر رشدا في التعامل مع الملفات الدولية والإقليمية وكذلك المحلية".
ولفت المحلل السياسي إلى أن الحرب الأوكرانية "تلقي بظلال كبيرة على الانتخابات الفرنسية، وتؤثر بشكل إيجابي كبير على حظوظ ماكرون في الفوز بالانتخابات".