كانت سرعة تحرك الصين لوقف التعامل مع شركة "بوينغ" في ما يتعلق بطائرات "737 ماكس 8" لافتة، وذلك فور سقوط طائرة إثيوبية من الطراز نفسه قبل أسبوع، ومقتل كل من كانوا على متنها.
وأوقف الصين عمل 96 طائرة، الاثنين الماضي، وذلك قبل يومين من قيام واشنطن بالخطوة ذاتها، لكن خطوة بكين بدت أكبر من كونها استجابة لحادث تحطم الطائرة الإثيوبية.
وتوفي 157 شخصا كانوا على متن طائرة بوينغ 737 ماكس 8، التي سقطت بعد 6 دقائق من إقلاعها، قبل أن تصل إلى ارتفاع 2000 قدم عن سطح الأرض، قرب العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
واوضحت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية ان "بكين استغلت سقوط الطائرة الإثيوبية لتؤكد "نفوذها المتزايد" كقوة عظمى في مجال الطيران".
وتوقعت الصحيفة أن "تحل الصين مكان الولايات المتحدة كأكبر سوق للطيران في العالم بحلول عام 2024، وفقا للاتحاد الدولي للنقل الجوي".
وتعد الصين من أكبر زبائن شركتي بوينغ الأميركية وإيرباص الأوروبية، كما أنها وضعت شركات طيران محلية في صدارة أكبر الشركات في العالم، من حيث عدد المسافرين.
وأعطى هذا النمو نفوذا متزايدا للصين، طغى على أكبر شركتين لصناعة الطائرات العملاقة في العالم، ومنح بكين مستوى جديدا من التأثير في صناعة الطيران العالمية.
وبعد وقف الصين لطائرات بوينغ 737 ماكس 8 حذت سنغافورة حذوها، ثم تبعهتما عشرات الدول في آسيا وأوروبا وأميركا اللاتينية في حظر هذا النوع من الطائرات.
وتنمو صناعة الطيران في الصين بشكل متسارع، فقد سافر في عام 2000، 62 مليون شخص عبر رحلات صينية، وارتفع هذا العدد إلى 551 مليون في عام 2017.
وحسب توقعات اتحاد النقل الجوي الدولي، فإنه بحلول عام 2037، ستستوعب الصين 1.6 مليار مسافر سنويا، مقارنة مع 1.3مليار مسافر أميركي.
ويعني هذا النمو المتسارع مكسبا مستمرا لشركتي بوينغ وإيرباص، وكذلك لشركات الطيران الصينية المحلية. فقد افتتحت "بوينغ" أول منشأة لها في الخارج، في الصين في ديسمبر.
وتتوقع "بوينغ" أن تشتري الصين 7690 طائرة نفاثة بقيمة 1.19 تريليون دولار على مدى العقدين المقبلين، وهو ما يمثل ربع الطلب العالمي تقريبا.
وتعمل الصين أيضا على طائرة نفاثة محلية، من المتوقع أن تدخل الخدمة خلال السنوات القليلة المقبلة، في محاولة لإنهاء اعتمادها على احتكار شركة بوينغ وإيرباص لسوق الطيران.