بعد موسم شاق مع فريقهما ليفربول الإنكليزي، ينتقل تركيز المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو مانيه إلى مهمّتَيهما مع منتخبَيهما اللذَين يفتتحان مشوارهما في تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2023، على أمل ألّا يتأثّرا بالإرهاق وخيبة خسارة معركة الدوري الممتاز في اليوم الأخير لصالح مانشستر سيتي، ونهائي دوري أبطال أوروبا لصالح ريال مدريد الإسباني.
يبدأ صلاح والمنتخب المصري مشوارهما في تصفيات كأس الأمم الإفريقية المقرّرة عام 2023 في ساحل العاج، الأحد في القاهرة ضدّ غينيا ضِمن منافسات المجموعة الرابعة، ثم يسافران في 9 حزيران إلى ملاوي لمواجهة إثيوبيا التي لا تملك ملعباً يرتقي إلى المستوى الدولي.
وتُفتَتَح التصفيات الليلة بـ3 مباريات تجمع غانا بمدغشقر وأنغولا بجمهورية إفريقيا الوسطى ضمن المجموعة الخامسة، وليبيا ببوتسوانا ضمن المجموعة العاشرة التي تلتقي فيها تونس مع ضيفتها غينيا الاستوائية غداً.
ومن المفترض ألّا تواجه السنغال، بقيادة مانيه، صعوبة في الحصول على فرصة الدفاع عن اللقب القاري والتأهل عن المجموعة الـ12 التي تبدأ فيها مشوارها السبت ضدّ ضيفتها بنين، قبل أن تلعب بعدها بـ3 أيام خارج أرضها ضدّ رواندا. ويتأهل إلى النهائيات صاحبا المركزَين الأوّلَين في كل من المجموعات الـ12.
غياب محرز وأوباميانغ
لن يكون بإمكان المنتخب الجزائري الاعتماد في مباراتيه مع أوغندا السبت ومضيفته تنزانيا بعدها بـ4 أيام، ضمن المجموعة السادسة، على القائد رياض محرز، مهاجم مانشستر سيتي.
وأثيرت ضجة حول عدم استدعائه لا سيما أنّه نشرَ صوراً له خلال عطلته في مراكش، ما دفع المدرب جمال بلماضي إلى الرد، معتبراً أنّ الأمر لا يستدعي كل هذه التساؤلات، وأن «صحّة اللاعب هي الأهم بالنسبة إلي. لم يسبق لي أن استدعيتُ لاعباً مصاباً للتحقّق من إصابته».
ولن يكون محرز الغائب الكبير الأول في مستهل التصفيات القارية، إذ يفتقد منتخب الغابون إلى خدمات بيار-إيميريك أوباميانغ، هداف برشلونة الإسباني، في مباراتَيه ضمن المجموعة التاسعة ضدّ الكونغو الديمقراطية وموريتانيا، لكن ليس بسبب الإصابة بل لأنّه اتخذ القرار بالاعتزال الدولي.
وستكون الأضواء كالعادة مسلّطة على صلاح ومانيه أكثر من أي لاعب آخر في القارة، بسبب مكانتهما بين أفضل المهاجمين في العالم ما مَكّنهما من التناوب في الحصول على جائزة أفضل لاعب إفريقي خلال العامَين الماضيَين.
ومن المؤكد أنّ اللاعبَين سيخوضان مباراتَي بلدَيهما في وضعٍ بدني صعب بعد موسم مُرهق مع ليفربول، ما دفع رابطة اللاعبين المحترفين (فيفبرو) إلى التحذير بأنّه يتم دفع نجوم مثل صلاح ومانيه إلى أقصى الحدود البدنية.
وأوضح فينسنت غوتيبارج، كبير المسؤولين الطبيّين في «فيفبرو»، في رسالة، انّ «هذا النوع من بيئة العمل يساعد على تطوير مشاكل الصحة العقلية». كما يتعاطف المدرب الألماني لليفربول يورغن كلوب مع لاعبَيه الإفريقيَّين، قائلاً «مانيه وصلاح لديهما أسبوعا إجازة في السنة في وظيفة تتطلّب جهداً بدنياً».
تحديات لوجستية
تساعد مسافات الطيران القصيرة بين الدول الأوروبية نجوم المنتخبات الوطنية هناك، لكنّ مانيه وصلاح ومئات الأفارقة الآخرين يواجهون بانتظام عدة ساعات في الهواء، تتخلّلها فترات توقّف طويلة. وعندما تلعب منتخبات جنوب القارة في ضيافة منتخبات شمالها، فهي عادة ما تُسافر عبر الإمارات أو قطر بسبب عدم وجود رحلات جوية مباشرة ولخفض التكاليف.
في حين أنّ عدداً قليلاً من الاتحادات الوطنية الغنية تقوم باستئجار طائرات من أجل تَنَقّل منتخباتها الوطنية، فليس غريباً أن تلجأ منتخبات أخرى في القارة إلى تقسيم الفرق إلى مجموعات سَفر عدة، ما يؤدي إلى استغراق أيام من أجل الوصول إلى الوجهة.
يُضاف إلى التحديات اللوجستية أنّ 16 دولة من أصل 45 تتنافس على 23 مركزاً مؤهلاً إلى النهائيات التي بلغتها مباشرةً ساحل العاج كونها المضيفة، لن تتمكّن في حزيران من استضافة المباريات على أرضها بسبب تدنّي مستوى الملاعب.
لذلك، سيستضيف المغرب مباريات بوركينا فاسو، غينيا بيساو، الرأس الأخضر، موريشيوس وليبيريا، فيما ستكون جنوب إفريقيا الموطن الموقّت لموزمبيق، ناميبيا، إسواتيني وليسوتو.
واحتجّت جنوب إفريقيا رسمياً بعد إعلان ليبيريا أنّها ستلعب مباراتها البيتية في المجموعة الـ11 ضدّ المغرب على أرض الأخير، معتبرةً أنّ ذلك يمنح «أسود الأطلس» أفضلية واضحة لحسم نقاط مباراة الجولة الثانية في 13 حزيران، بعد خوض الأولى على أرضهم الإثنين ضدّ جنوب إفريقيا.
ويخوض عدد من المنتخبات الكبرى هذه التصفيات بقيادة مدربين جدد، بينها مصر، نيجيريا وساحل العاج المشاركة في التصفيات على الرغم من تأهلها المباشر، إذ اختارت الفرنسي جان لوي غاسيه الذي يبدأ مشواره أمام زامبيا التي فشلت منذ أن فاجأت العالم بإحراز اللقب عام 2012، في التأهل إلى النسخ الـ3 الأخيرة، لكن هناك أمل بمستقبل أكثر إشراقاً تحت قيادة المدرب الكرواتي المُعيَّن حديثاً أليوشا أسانوفيتش.
بعد عدم التوصّل إلى اتفاق من أجل تمديد العقد مع الاتحاد المصري، رحلَ المدرب البرتغالي كارلوس كيروش عن «الفراعنة»، تاركاً المهمة لإيهاب جلال الذي استَبدَل مهمته في بيراميدز بواحد من أكثر المناصب تطلّباً في إفريقيا.
أمّا بالنسبة إلى نيجيريا، فلم تكن بداية المدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو واعدة، إذ خسر ودياً في الولايات المتحدة أمام المكسيك 1-2، وسيكون أمام فرصة تحضيرية أخرى ضدّ الإكوادور قبل بدء المشوار في المجموعة الأولى ضدّ سيراليون وموريشيوس في 9 و13 حزيران.
برنامج الجولة الأولى من تصفيات أمم إفريقيا
اليوم
أنغولا - جمهورية إفريقيا الوسطى (المجموعة الخامسة) (19:00)
ليبيا - بوتسوانا (المجموعة العاشرة) (19:00)
غانا - مدغشقر (المجموعة الخامسة) (23:00)
غداً
ملاوي - إثيوبيا (المجموعة الرابعة) (19:00)
موزامبيق - رواندا (المجموعة الـ12) (19:00)
تونس - غينيا الاستوائية (المجموعة العاشرة) (23:00)
الجمعة
جزر القمر - ليسوتو (المجموعة الثامنة) (16:00)
توغو - إسواتيني (المجموعة الثانية) (19:00)
ساحل العاج - زامبيا (المجموعة الثامنة) (23:00)
بوركينا فاسو - الرأس الأخضر (المجموعة الثانية) (23:00)
السبت
ناميبيا - بوروندي (المجموعة الثالثة) (16:00)
جمهورية الكونغو الديموقراطية - الغابون (المجموعة التاسعة) (19:00)
النيجر - تنزانيا (المجموعة السادسة) (19:00)
غامبيا - جنوب السودان (المجموعة السابعة) (19:00)
الجزائر - أوغندا (المجموعة السادسة) (23:00)
مالي - الكونغو (المجموعة السابعة) (23:00)
السنغال - بنين (المجموعة الـ12) (23:00)
موريتانيا - السودان (المجموعة التاسعة) (23:00)
الأحد
مصر - غينيا (المجموعة الرابعة)
الخميس 9 حزيران
غينيا بيساو - موريشيوس (المجموعة الأولى) (15:00)
نيجيريا - سيراليون (المجموعة الأولى) (19:00)
المغرب - جنوب إفريقيا (المجموعة الـ11) (23:00)